الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بـلادي هواها في لساني وفي دمي

خالد الدبوس الشراري
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

لمحات مضيئة في تاريخ البشرية، وأحداث جليلة، غيِّرت مسار الإنسان والمكان. ورجال عظماء كانوا على هذه الأرض المباركة؛ خلّدَ الزمان ذكرهم، وستظل الأجيال تشكر فعلهم وصنيعهم. ولعل من أبرز العلامات الفارقة في تاريخ المنطقة؛ هو تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – الذي جمع اللهُ به الشملَ ووحَّد به القلوبَ في دولة مباركة على أقدس أرض.

اضافة اعلان

وتحتفظ الأمم في سجلها الحضاري على مدى العصور؛ بذاكرة عاشتها خلال مرحل التكوين والتأسيس، فالتاريخ المشرف لبلادنا وأجدادنا، الذين سطرت ملاحمهم ودونت بطولاتهم وشجاعتهم، وهي – بلا شك – محط فخرنا واعتزازنا على مر الأيام.

وتدويننا لتلك الأحداث والملاحم هو احتفال بهم، وعرفان بجميلهم، ودرس لتعميق مشاعر الوطنية والانتماء لجيلنا وللأجيال القادمة، وإنَّ لهذه البلاد العظيمة حقًّا علينا، وواجبًا يتجدد كلما تنسَّمنا هواءها، أو نعمنا بالعيش على ترابها، وحق لنا أن نفخر ونفاخر بها.

وصدق الرافعي إذ يقول:

بـــــــــــلادي هواها في لساني وفي دمي

يمجدُهـــــا قلبي ويدعو لـهـــــا فمي

ولا خيرَ فيمن لا يــحــبُّ بــــــــــــــــــــــلادَهُ

ولا في حـليفِ الحـــب إن لم يتيم

ومــن تــؤوِهِ دارٌ فيـــــــــــجحدُ فـــضلـــــــــها

يــــكن حيواناً فوقــــــه كـــــل أعجــــمِ

ألـم تــــــــــــرَ أنَّ الطـيرَ إن جــــــــــاءَ عشهُ

فـــــــــــــــــــــــآواهُ في أكـنافِــــــــــــــــــــهِ يــــــتـــرنم

وليسَ من الأوطانِ من لــم يكن لها

فـــــــــــداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي

على أنها للناس كــالشمس لــم تزلْ

ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها

تجبه فنون الحــــادثــــــات بــأظـــــــــــلـــم

ولا جدال في أن التاريخ هو تراث الأمة وكنزها، ومقياس عظمتها الحضارية والثقافية، وهو الديوان الذي فيه تحتفظ بذاكرتها، ومغترف العبر والعظات لأحداثها، وبيانٌ لسيرة عظمائها، وماضيها الذي تستند إليه لحاضر أفضل ومستقبل أجلّ، وهو وعاء الخبرة البشرية.

ولا تشعر الأمة بذاتها وشخصيتها الحاضرة على الوجه الصحيح إلَّا إذا كان لها تاريخ، تمامًا كالفرد الذي لا يشعر بكيانه إلَّا من خلال ذاكرته، وفي هذا يقول العلَّامة ابن خلدون في مقدمته: "إنَّ التاريخ فنٌّ تتداوله الأمم والأجيال، وتُشد إليه الركائب والرِّحال، وتسمو إلى معرفته السُّوقة والأغفال، وتتنافس فيه الملوك والأقيال...؛ فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأنْ يُعدَّ في علومها وخليق".

ووقائع تاريخنا تحتاج لجهد جهيد من المشتغلين بالتاريخ والمهتمين به، بل والدارسين له، فهناك حوادث وأحداث لم تأخذ حقها من الفحص والتمحيص، وجمع أهدابها المتناثرة لتكتمل صورة الواقعة التاريخية، فتدون في سجل تاريخنا المجيد. وما أكثر الوقائع والحوادث والأحداث التي خُلدت في التاريخ ذكرًا، وتناقلتها الألسنة تتفاخر بأمجاد تلك الأمة، فقد كان من نصيب تلك الوقائع أنها تأثرت بعدم الاهتمام بالتأريخ كعلم له أدواته حتى اكتملت أركان دولتنا المباركة المجيدة، فسعت تجمع هذه الأحداث، وشجعت التأريخ لماضينا؛ ليكون عبرة لحاضرنا، ونبراسًا لمستقبلنا.

ولعلنا عبر سلسلة من المقالات ننشرها عبر صحيفة تواصل الغراء نسبر أغوار التاريخ، نستلهم منه العبر، ونسترشف الدروس، ونستحضر أمجادًا مشرفة.

 

خالد الدبوس الشراري

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook