تواصل - أحمد علي المحلي:

يعد «سوق حباشة» الواقع بمحافظة العرضيات الشمالية التابعة لمكة المكرمة بين جنبات وادي قنونا، من أشهر أسواق العرب في الجاهلية، كما تشير الروايات التاريخية إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نزل به، وباع فيه واشترى وهو تاجر لصالح السيدة خديجة رضي الله عنها قبل البعثة النبوية.

سبب تسمية سوق حباشة بهذا الاسم

وحباشة في اللغة تعني جماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة، كما أن وقوع السوق بين مواضع معدن عشم شمالاً وموضع جبال ثميدة، مكان الكحل الإثمدي المشهور في الجزيرة العربية، وهذا ما ذكره الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب رشح السوق ليكون سوقًا مهمًا أهم مصنوعاته المعادن.

وقد ذكر في حديث عبدالرزاق عن معمر عن الزهري، قال لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغ أشده وليس لديه الكثير من مال استأجرته خديجة إلى سوق حباشة وهي سوق بتهامة واستأجرت معه رجلا من قريش، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عنها ما رأيت من صاحبة أجير خيرًا من خديجة ما كنا نرجع وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا، كلما رجعنا من سوق حباشة.

نقوش الحجر على الصخر

كما قال الباحث عبدالله الرزقي، أن النقوش الموجودة في محيط سوق حباشة فسرها البعض خطأ، ولكنها بمثابة إمضاء على عقد ما أو تعهد نظرا لأن النقوش عبارة عن بصمة لليد.

وأشار إلى أنه كان هناك حلف يدعى خثعم، وهذا الحلف قد تم بغمس الأيادي في الزعفران والدم وتم توقيعه على أحد الجمال وهذا الجمل عرف بخثعم، وربما تكون النقوش عبارة عن تحالفات لعدد من القبائل لإقامة هذا السوق، لأن الحباشة عبارة عن جماعة من أكثر من قبيلة.

صخرة تلفت انتباه الزوّار

وأوضح الباحث أن الصخرة التي تقبع في وادي قنونا والذي يشتهر بتوافد عديد من الزوّار تعد معلماً بيئياً نادراً، فهي لم تتحرّك رغم ظواهر الطقس المتغيرة على مرّ عقود مضت.

كما وثق الرحالة الإنجليزي ويلفرد ثيسجر صورا لغار القلادة بجبل جبحة، تم التقاطها عام ١٣٦٥هجريا .

مطالبات الأهالي

من جانبهم، طالب الأهالي الجهات المختصة ممثلة في هيئة التراث ووزارة الثقافة ووزارة السياحة بتكوين لجنة متخصصة لتحديد الموقع الحقيقي لسوق حباشة، نظرا لأنه يعد من أشهر أسواق العرب في الجاهلية.

كما طالبوا بالاهتمام بإحياء السوق، مشيرين إلى أنه سوف يشكل تظاهرة ثقافية وحضارية واقتصادية، ويتحول إلى وجهة حضارية جاذبة للسياح والزوار.