السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حتى لا ننسى نضال الأبطال.. قصص ملهمة لتضحيات المرابطين على الحد الجنوبي

E3RpOYHWQAQhsdX
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل- فريق التحرير:

لا يمر يوم إلا ويضرب الأبطال المرابطون في الحد الجنوبي أروع الأمثلة في البسالة والجود بالنفس للدفاع عن الوطن الغالي وأبنائه، حيث سطر هؤلاء الأبطال أروع القصص في التضحية والتفاني والإخلاص.

اضافة اعلان

العقيد عقيلي.. تمنى الشهادة فنالها ومن ضمن هذه القصص ، استشهاد قائد قطاع حرس الحدود في الحرث العقيد حسن العقيلي -رحمه الله- حيث كان قائدًا عظيمًا يهتم بكل صغيرة وكبيرة. حيث أصيبت السيارة التي تقله مع أحد الجنود في قرية قمر بقطاع الحرث بلغم، ثم تعرضا لإطلاق نار كثيف من الأراضي اليمنية.

وقال فيصل عبدالرحيم عقيلي، عم الشهيد «العقيد حسن عقيلي» إن الشهيد من خيرة أبناء العقالية وهو فداء للوطن، ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يخلفنا فيه بالخير، وقال: إن للشهيد اثنين من الأبناء هما أسامة وأنس مؤكداً أنه كان يتمنى الشهادة قبل وفاته فنالها. استشهاد غازى مرابطاً لحماية زملائه

وفي واحدة من قصص البطولة العظيمة التي يسطرها السعوديون دفاعاً عن الوطن، تأتي قصة استشهاد وكيل رقيب أحمد محمد غازي (36 سنة)، أحد منسوبي القوات المسلحة. وذكر أخو الشهيد "حسين غازي"، العامل أيضاً بالقوات المسلحة في المنطقة الشرقية، أن أخاه كان دائماً يكلف بأعمال إدارية بعيداً عن الحد الجنوبي، لكنه أصر على مشاركة زملائه في معارك الحدود، رافضاً ترك زملائه، وبعضهم أكبر منه سناً، على الجبهات، وكان كلما سمعهم يرددون "الله أكبر النصر أو الشهادة"، زاد إصراراً على البقاء.

وقال حسين إن أخاه ذهب إلى الحد الجنوبي بجازان بالخوبة، وخلال 48 ساعة لاحظ العديد تغيراً شديداً عليه من ناحية الوقوف على الجبهة والإصرار على الشهادة، حتى إنه قبل استشهاده بـ24 ساعة، تواصل مع أحد المشايخ ليسأله عن كيفية أداء الصلاة تحت وابل الرصاص.

وتابع بأن أخاه في يوم استشهاده، كُلفَ بالرقابة للموقع الذي استشهد فيه، وكان هناك تبادل مكثف لإطلاق النار، ليلي، وتبرع هو بتأمين زملائه الذين تسلموا العمل ليلاً، إلا أن قناصاً حوثياً تسلل تحت جنح الظلام، واكتشف أماكنهم، وعند خروج الشهيد لمراقبة الوضع والتأمين، عاجله القناص برصاصة في الرأس ليلقى ربه في الحال.

وعن حالة والدته، قال إنها تلقت الخبر بثبات وصبر، وكنا نتوقع غير ذلك لرقة مشاعرها، وقد تأثرنا أنا وأخواتي ووالدي، وهي التي كانت تعزينا وتشد من أزرنا وتصبرنا. وأضاف أنه "بعد استلام جثمان الشهيد قمنا بإدخاله على والدته"، وطلبنا منها أن تراه وتودعه، وعندما رأته رحبت به بقولها: "مرحبا بالشهيد"، وقامت بتقبيله وكانت راضية بقضاء الله وقدره.

الجندي العسيرى يصاب ثلاث مرات ويواصل مواجهة الأعداء أما الجندي محمد العسيري أحد المصابين من أبناء تبوك لثلاث مرات متتالية في الحد الجنوبي، الذي عاد بإصرار مع كل مرة يتماثل فيها للشفاء لميدان الشرف والبطولات.

وسرد "العسيري" الإصابات التي تعرض لها، وسر إصراره على العودة في كل مرة قائلاً: أصبت والله الحمد دفاعًا عن ديني ووطني وملكي ثلاث مرات بقطاع جازان، حيث كانت في آخر يوم من نهاية المرابطة الخاصة بالمجموعة لدينا وفي هجوم قوي ومباغت مع الأعداء تعرضت لإصابة بشظية في ظهري ناتجة عن مقذوف وقع خلف الموقع الذي كنت مسؤولاً عن المراقبة فيه وكنت في مواجهة مباشرة مع الأعداء، حيث تم التعامل مع الحدث بما تفتضيه الإجراءات العسكرية واستعاد زملائي الموقع ودحر العدو، وتم نقلي بعدها إلى المستشفى بعد تطهير الموقع، مشيراً إلى أنه ينعم بعافية وصحة ومازال مستمرًا في تأدية واجبه الوطني.

الزيلعي..بطل أصيب في رمضان فأسعد والديه فهد الزيلعي أحد المصابين في الحد الجنوبي، روى قصة نضاله في الحرب هناك، وكيف أصيب في أحد أيام شهر رمضان المبارك، وبدأ كلمته قائلا: «أنا متزوج، ولدي خمسة أطفال صغار، تركتهم وزوجتي وأهلي، وذهبت أؤدي واجب الوطن، فمن حسن حظي أن أكون أحد الجنود المرابطين في الخطوط الأمامية للقتال، بصحبة زملاء لي كانوا سعداء للسبب نفسه». وواصل الزيلعي: «تعرضت لإصابة شديدة في الرأس واليد، إثر سقوط قذيفة علينا، في أحد أيام الشهر الفضيل، وتحديدا قبيل موعد الإفطار بدقائق معدودة»، مضيفًا: «عندما سقطت علينا القذيفة، لم أكن المصاب الوحيد، فقد تعرض ثلاثة جنود آخرون لإصابات متفاوتة، كنا قد اتفقنا فيما بيننا قبل الإصابة، أن يتناول اثنان منا الإفطار، فيما يراقب الآخران ساحة القتال، ثم نتبادل الأدوار، ولكن شاء الله أن نصاب جميعا في الهجوم، واستشهد أحدنا، وحزنا عليه كثيرا». واستجمع الزيلعي قواه وهو يتذكر ردة فعل والديه على إصابته «لمست فيهما صمودًا وفخرًا غير معتاد، ليس لسبب سوى أن هذه الإصابة وقعت لي أثناء الدفاع عن الوطن، كانا سعيدين بي، رغم حزنهما الشديد على حالتي الصحية، أما عن نفسي، فقد كرهت إصابتي، لأنها أبعدتني عن ساحة القتال، ودعوت الله كثيرًا أن يمن بالشفاء علي، حتى أعود لمشاركة زملائي شرف الدفاع عن الوطن». استشهاد البطل عبدالرزاق الملحم..قصة يفتخر بها والده تعتبر حكاية البطل عبدالرزاق الملحم عنواناً لأبرز قصص أبطال الحد الجنوبي، وزاد من جمال القصة أن والده هو من يقصها مفتخراً ، لاسيما أن ابنه الشهيد كان له دور بطولي في الدفاع عن أرض الوطن لن ينساه المواطنون. قال والد الشهيد عبدالرزاق إن الوطن هو "عرض"، و" كرامة" ، ومن لا يدافع عنه ليس لديه كرامة، مضيفاً أنه لا يخشى الشهادة، في حين أن ابنه الثاني شقيق الشهيد أيضاً يدافع في الحد الجنوبي الآن، وأصيب أربع مرات ولا يخشى من استشهاده، إذ إنه في دفاع عن وطنه. وعن قصته مع ابنه الشهيد عبدالرزاق، وكيف تم إبلاغه باستشهاده، أوضح أنه علم من طريق أحد زملائه في الحد الجنوبي، وكانت ردة فعله ترديده عبارة "لاحول ولا قوة إلا بالله"، مشيراً إلى أنه لم يشاهده منذ أربعة أشهر، حيث رفض العودة إلى تبوك رغم أن جميع زملائه عادوا، إلا أنه رفض الإجازة التي منحت له. وأضاف قائلا: الحمد الله ابني نال الشهادة بعد أن كلف بتحرير جبل (المخروق) على حدود منطقة نجران"، لافتا إلى أن الشهيد كان في إجازة، وعاد إلى ميدان المعركة، وهو في الطريق إلى المطار متوجها لمنطقة تبوك لرؤية أسرته، حيث تم ابلاغه بالمهمة، طلب من السائق العودة إلى زملائه لمساندتهم. وأوضح أنه رفض النزول مِن الجبل بعد تحريره، طالباً البقاء فيه إلى جانب زملائه حتى استشهد بعد عمليه دفاع عن حدود الوطن قتل فيها أكثر من 200 حوثي. تقدير القيادة لشجاعة وتضحيات المرابطين 

وتولي القيادة الرشيدة المرابطين في الحد الجنوبي اهتمامًا كبيرًا، ويؤكد هذا الاهتمام الأمر الملكي الذي أصدره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله– بصرف راتب شهر مكافأة للعسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية للأعمال العسكرية بالحد الجنوبي، والذي جاء تقديرًا للتضحيات الكبيرة التي يبذلها المرابطون في الحد الجنوبي في حماية مكتسبات الوطن ومقدساته، كما أكد قرب القيادة منهم، وتقديرها لتضحياتهم، وتلمسها احتياجاتهم، في ظل شجاعتهم بالوقوف في وجه المعتدين.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook