السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

المملكة والقضية الفلسطينية.. تاريخ من التأييد والمناصرة عربياً ودولياً

a1604008681175a_السعودية
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – فريق التحرير:

لم يتغير موقف المملكة من قضية فلسطين على مر السنوات، حيث لا يزال ذلك من الثوابت الرئيسة للسياسة السعودية، باعتبارها القضية الأولى للامة العربية والإسلامية على حد سواء.

اضافة اعلان

هذا الموقف الثابت بدأ منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي كان المؤيد والمناصر الأول للشعب الفلسطيني، ففي عام 1935م ، وخلال مؤتمر لندن المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة القضية الفلسطينية، أكدت المملكة تأييدها ومناصرتها  للشعب الفلسطيني.

وفي عام 1943م، أسست المملكة قنصلية عامة لها في مدينة القدس بفلسطين لتسهيل الاتصالات مع الشعب الفلسطيني وتيسير الدعم لقضيته العادلة.

وفي عام 1945، أرسل الملك عبدالعزيز إلى الرئيس الأمريكي روزفلت، رسالة يشرح فيها القضية الفلسطينية، وقد ساهمت هذه الرسالة في تغيير موقف إدارة روزفلت ووعده بعدم الاعتراف بدولة إسرائيل، وتعد هذه الرسالة من أقوى الرسائل في تاريخ الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.

وفي يونيو 1967م تمكنت حملة التبرعات الشعبية في المملكة من جمع مبلغ أكثر من 16 مليون ريال في حينها، وفي ديسمبر 1968م، صدرت فتوى شرعية بجواز دفع الزكاة إلى اللجان الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني

وفي 1969م وجه حينها رئيس اللجنة الشعبية لدعم الفلسطينيين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مبادرتين، الأولى: خطاب يدعو فيه السعوديين للاكتتاب لصالح رعاية أسر مجاهدي وشهداء فلسطين بنسبة 1 % من رواتبهم، والثانية: "سجل الشرف" ويلتزم من خلاله الأفراد والتجار والشركات والمؤسسات بتقديم تبرعات منتظمة لحساب اللجنة الشعبية.

وفي عام 1988م بلغت حصيلة حملة التبرعات الشعبية لدعم الشعب الفلسطيني الأولى أكثر من 160 مليون ريال.

مشروع الملك فهد للسلام (المشروع العربي للسلام)

أعلن مشروع الملك فهد للسلام في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في مدينة فاس المغربية عام 1982م ، ووافقت عليه الدول العربية وأصبح أساساً للمشروع العربي للسلام كما كانت هذه البادرة أساسا لمؤتمر السلام في مدريد عام 1991م .

ويتكون المشروع من المبادئ التالية:

  • انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967م بما فيها مدينة القدس .
  • إزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي العربية بعد عام 1967م .
  • ضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان في الأماكن المقدسة .
  • تأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وتعويض من لا يرغب في العودة .
  • تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة لفترة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة ولمدة لا تزيد عن بضعة أشهر.
  • قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
  • تأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام.
  • تقوم الأمم المتحدة أو بعض الدول الأعضاء فيها بضمان تنفيذ تلك المبادئ.

مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز

هي المبادرة التي أعلن عنها الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة بيروت (مارس 2002م) وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد لحل النزاع العربي الفلسطيني ، والتي توفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة وتؤمن حلاً دائماً وعادلاً وشاملاً للصراع العربي الإسرائيلي، وتتلخص المبادرة فيما يلي :

  • الانسحاب من الأراضي المحتلة حتى حدود (4) يونيو 1967م .
  • القبول بقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس .
  • حل قضية اللاجئين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية .
  • وأشارت المبادرة إلى أن قبول إسرائيل بالمطالب العربية يعني قيام " علاقات طبيعية " بينها وبين الدول العربية .

 الدعم المادي

قدمت المملكة الدعم المادي والمعنوي للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ نشأت القضية الفلسطينية وذلك في إطار ما تقدمه المملكة من دعم سخي لقضايا أمتيها العربية والإسلامية .

وقدمت المملكة تبرعاً سخياً في مؤتمر القمة العربية في الخرطـوم عـام  (1967م) ، كما التزمت المملكة فـي قمـة بغـداد عـام (1978م) بتقديـم دعـم مالـي سنـوي للفلسطينيين قـدرة (1,97,300,000) مليار وسبعة وتسعين مليوناً وثلاثمائة ألف دولار ، وذلك لمدة عشر سنوات (من عام 1979م وحتى عام 1989م).

وفي قمة الجزائر الطارئة (1987م) قررت المملكة تخصيص دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره (6) مليون دولار . كما قدمت المملكة في الانتفاضة الأولى (1987م) تبرعاً نقدياً لصندوق الانتفاضة الفلسطيني بمبلغ (1,433,000) مليون وأربعمائة وثلاثة وثلاثون ألف دولار ، وقدمت مبلغ (2) مليون دولار للصليب الأحمر الدولي لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينيين .

كما تعهدت المملكة بتمويل برنامج إنمائي عن طريق الصندوق السعودي للتنمية بلغ حجمـه (300) مليون دولار يهتم بقطاعات الصحة والتعليم  والإسكان تم الإعلان عنه في مؤتمرات الدول المانحة خلال الأعوام 94 - 95 - 97 - 1999م . بالإضافة إلى الإعفاءات الجمركية للسلع والمنتجات الفلسطينية .

وأوفت المملكة بكامل مساهماتـها المقـررة حسب قمة بيروت (مارس 2002م) لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية ، وما أكدت علية قمـة شـرم الشيـخ (مارس 2003م ) بتجديد الالتزام العربي بهذا الدعم ، حيث قامت بتحـويل كامـل الالـتزام وقـدرة (184,8) مليون دولار للفترة من 1/4/2002م  ـ 30/3/2004م . كما أوفت بكامل التزاماتها المقررة حسب قمة تونس (مايو 2004م) الخاصة باستمرار وصول الدعم المالي لموازنة السلطة الفلسطينية لستة أشهر تبدأ من (1) أبريل حتى نهاية سبتمبر 2004م ، حيث قامت بتحويل كامل المبلغ وقدرة (46،2) مليون دولار . ويعتبر دعم المملكة العربية السعودية للسلطة الفلسطينية الأكبر من بين مساهمة المانحين العرب للسلطة .

كما بادرت المملكة في مؤتمر القمة العربي في القاهرة (2000م) باقتراح إنشاء صندوقين باسم صندوق "الأقصى" وصندوق "انتفاضة القدس" برأسمال قدره مليار دولار وتبرعت بمبلـغ (200) مليون دولار لصندوق " الأقصى " الذي يبلغ رأسماله (800) مليون دولار، وتبرعت بمبلغ (50) مليون دولار لصندوق " انتفاضة القدس "الذي يبلغ رأسماله (200) مليون دولار.

واهتمت حكومة المملكة بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين ، حيث قدمت المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين مباشرة أو عن طريق الوكالات والمنظمات الدولية التي تعني بشئون اللاجئين مثل الأنروا ، ومنظمة اليونسكو ، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الدولي ، والبنك الإسلامي  . والمملكة منتظمة في دفع حصتها المقررة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئـين الفلسطينيين ( الأنروا ) المتمثلـة في مساهماتـها السنويـة البالغـة (1،200،000) مليون ومائتين ألف دولار لميزانية الوكالة ، وقدمت لها تبرعات استثنائية بلغت حوالي (60،400،000) ستون مليون وأربعمائة ألف دولار ، لتغطية العجز في ميزانيتها وتنفيذ برامجـها الخاصة بالفلسطينيين . كما خصصت المملكة للأنروا مبلغ (34) مليون دولار ضمن منحة المملكة للفلسطينيين والبالغـة (300) مليون دولار ، التي أعلنت عنها خلال مؤتمرات الـدول المانحـة للأعـوام (94 ـ 96ـ 97 – 1999م )  .

دعم متواصل من المملكة للقضية الفلسطينية

واستمرت المواقف السعودية المشرفة تجاه القضية الفلسطينية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تعتبر المملكة من أوائل الدول التي قدمت الدعم للسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ نشأة القضية الفلسطينية، وذلك في إطار ما تقدمه من دعم سخي لقضايا الأمة العربية والإسلامية.

القمة الخليجية ومناصرة القدس

ففي القمة الخليجية الـ 39 والتي استضافتها المملكة أكد خادم الحرمين الشريفين، أن القضية الفلسطينية تحتل مكان الصدارة في اهتمامات المملكة، وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتناشد المملكة المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية «الإسرائيلية» التي تعد استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام.

وعملت المملكة بواقعية من أجل ضبط الحق المعتبر لدى الفلسطينيين بالأرض، ودعمت القضية الفلسطينية في جميع مراحلها، وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؛ إيمانا منها بأن جهودها من أجل فلسطين تمثل واجبا تفرضه عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتيها العربية والإسلامية، ولها دورها الواضح في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق طموحاته لبناء دولته المستقلة، ووفقا لهذا الأمر، عمل قادتها على تبني جميع القرارات الصادرة عن المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وبالإضافة لذلك تساهم المملكة في العديد من المؤتمرات والاجتماعات المتعلقة بحل القضية الفلسطينية عبر محطات من أبرزها مؤتمر مدريد إلى خريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية التي اقترحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز- رحمه الله- واعتمدتها الدول العربية موحدة كمشروع بقمة بيروت في مارس 2002 لحل الصراع العربي - الإسرائيلي الذي يوفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.

 مواقف سعودية ثابتة

وعلى هذا المنوال وعبر كل المناسبات، يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على أهمية القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة والشعب السعودي بشكل خاص، والعالمين العربي والإسلامي بشكل عام، باعتبارها محل اهتمام المملكة، التي تعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني واجبا قوميا ودينيا حتى يستعيد كامل حقوقه على أراضيه.

وفي هذا السياق، جاء رد قيادة المملكة على إجراءات الإدارة الأمريكية بنقل السفارة إلى القدس، وكان قرار خادم الحرمين الشريفين بلسما حينما أطلق اسم «قمة القدس» على اجتماع العرب في الدمام، وتأكيده على أن فلسطين هي القضية الأولى بالنسبة للمملكة والعرب.

وبمرور السنوات كان ولا يزال الملك سلمان في مقدمة داعمي ومساندي الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، وعلى مدى عقود بذلت المملكة عشرات المليارات دعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ومازالت تسير في هذا المنحى دون كلل، حيث تواصل دعم الفلسطينيين حتى الآن.

اجتماع طارئ لمجلس التعاون الخليجي بطلب من المملكة

وعب العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة وما خلفه من سقوط شهداء وجرحي، وحقناً للدماء الفلسطينية، دعت المملكة رئيسة القمة الإسلامية ودولة مقر منظمة التعاون الإسلامي، عقد الأحد الماضي الاجتماع الافتراضي الطارئ للجنة التنفيذية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، مفتوح العضوية، لبحث الأحداث الدامية والاعتداءات الصهيونية في أرض فلسطين وخصوصا في القدس الشريف، وما تقوم به دولة الكيان في محيط المسجد الأقصى المبارك.

موقف صارم في وجه الاحتلال

في المقابل ، قال سفير فلسطين في المملكة باسم الأغا، إن موقف المملكة من القضية الفلسطينية، راسخ وثابت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، الذي أكد أن موقف المملكة من فلسطين هو موقف عقيدة، وسار على نفس النهج أبناؤه من بعده، متوجين بالملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان".

ووصف الموقف السعودي حيال المواجهات في القدس الشريف بالصارم في مواجهة الاحتلال، وعلى المجتمع الدولي أن يقف وقفة الحق ونصرة المظلوم مع العدالة.

وأكد أن تصريح وزير الخارجية السعودي، وكلمة السعودية في الجامعة العربية، وكذلك في مجلس التعاون الخليجي، جميعها مواقف واضحة وصريحة، مشيراً إلى أن هذا الموقف سيبقى في ذاكرة الفلسطينيين وداً ومحبةً واحتراماً ووفاءً لهذا البلد الكريم، وفلسطين وسط الأحداث الراهنة تستمد قوتها من مواقف السعودية، ومن مواقف بلاد العرب الأبية".

وأشار إلى أن إعلان الملك سلمان قمة القادة العرب التي أقيمت شرق السعودية، باسم قمة القدس، لدليل على هذا الموقف النبيل، وعندما أعلن الملك سلمان التبرع للانوروا، لهو أكبر رد وتأكيد على العلاقات المتينة التي تربط فلسطين بالسعودية، ودعمها لحق اللاجئين في العودة دون صخب أو ضجيج.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook