الثلاثاء، 07 شوال 1445 ، 16 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بئر عثمان بن عفان بالمدينة.. أول وقف لسقيا الماء في الإسلام (فيديو)

656
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

مر قرابة 1400 عام على شراء الصحابي الجليل عثمان بن عفان لبئر رومة شمال غربي المسجد النبوي في المدينة المنورة، ولا تزال البئر حتى اليوم تروي سكان المدينة بمائها العذب، وتسقي نخيلهم وأشجارهم.

اضافة اعلان

وتقع البئر على بعد خمسة كيلو مترات تقريبًا من المسجد النبوي الشريف، في منطقة الزراعة التاريخيَّة المعروفة بـ "حي الأزهري" شمال غرب المدينة، وقد يجد الزائر صعوبة في دخول الموقع؛ حيث إنَّها تقع ضمن إشراف وزارة الزراعة، وللأسف المنطقة مهملة وكثيرًا ما تكون البئر مغلقة أمام الزائرين، وذلك على الرغم من أهميَّة المكان كمعلم سياحي في المدينة المنورة.

ومساحة البئر 603.4م2؛ حيث نصف قطرها 4 أمتار وعمقها 12 مترًا، والبئر بفضل الله ما تزال نابعة غزيرة الماء وماؤها عذبٌ صافٍ للغاية.

بدأت قصة البئر، بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث واجه المسلمون مشكلةُ قلة الماء الذي يشربون، وكانت هناك بئرٌ ليهوديٍّ تُدعى "بئر رومة" تفيض بالماء العذب وكان يبيع ماءها للمسلمين، وفيهم من لا يجد ثمن ذلك، فتمنَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يشتريها أحد من المسلمين ويجعلها في سبيل الله تفيض على الناس بغير ثمن؛ فقد روى عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ" فسارع عثمان رضي الله عنه لتلبية رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم طمعًا فيما عند الله من الثواب العظيم، وذهب إلى اليهودي وساومه على شرائها، فرفض في البداية فساومه عثمان رضي الله عنه على النصف، فاشتراه منه بـ 12 ألف درهم، فجعله للمسلمين على أن يكون البئر له يومًا ولليهودي يومًا، فكان المسلمون يستقون في يوم عثمان رضي الله عنه ما يكفيهم يومين، فلمَّا رأى اليهودي ذلك قال لعثمان: "أفسدت عليَّ ركيتي، فاشترِ النصف الآخر". فَقَبِل عثمان ذلك واشتراه بـ 8 آلاف درهم، وجعل البئر كلَّها للمسلمين؛ للغني والفقير وابن السبيل، تفيض بمائها بغير ثمن.

وخلال سنوات البئر الطويلة ظلت منبعاً لسكان المدينة وزوارها، وفي بعض السنوات عانت من الإهمال، وفي عصر الدولة السعودية قامت الدولة بالاهتمام بها، واستصلاح الأرض التي تقع فيها البئر، والاستفادة منها في زراعة النخيل، وتوزيع ثمره على المحتاجين، ليستمر وقف الصحابي الجليل حتى يومنا هذا.

في عام 1372هـ استأجرت وزارة البيئة والمياه والزراعة (وزارة الزراعة والمياه سابقاً) البئر ومزرعتها من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد (أوقاف المدينة سابقاً) قبل 35 عاماً حينما كانت تسمى الأولى وزارة الزراعة، وبدأت في الاستفادة من مياه بئر الصحابي الجليل، وزرع المنطقة المحيطة بها حتى وصل عدد النخيل المزروع إلى أكثر من 15500 نخلة على مساحة تقارب 100 ألف متر.

وبِحَسَبِ وزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن فتحة البئر الأصلية تم إغلاقها، ويتم الاستفادة من مياه البئر عبر فتحة أخرى، كما تشير المعلومات ذاتها إلى أن عمق البئر يقدر بحوالي 37 متراً، كما أن قطرها يصل إلى 4 أمتار تَقْرِيبَاً، ويبلغ مستوى الماء 29 متراً تَقْرِيبَاً.

والبئر كما تصفها معلومات الوزارة مطوية بالحجارة، وتوجد فيها غرفة لمضخة كانت توجد قديماً في عام 1438هـ، ولا يَزَال “شرط الواقف” سارياً.

  [video width="640" height="360" mp4="https://twasul.info/wp-content/uploads/2020/08/656.mp4"][/video]    
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook