الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

شكراً «كورونا».. لقد تعلمت منك!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

"كورونا" فيروس صغير، لكنه أرهب الدول، وشل حركتها، وحملها على إقفال حدودها.. ومن باب أن لكل مصيبة جوانب مضيئة، ووراء كل محنة منحة، لقد تعلمت عدة دروس من السيد "كورونا":

اضافة اعلان

* شكراً كورونا.. كشفت لنا الدول الناهضة والصارمة التي اتخذت الإجراءات لمحاصرتك.. وأظهرت لنا الدول "الكرتونية" التي عجزت عن مقاومتك، أو اتخذت إجراءاتها بعد أن مسها الضر.

* شكراً كورونا كشفت عن معادن الناس.. هناك المتوكل والمتواكل.. هناك المتشائم والمتفائل.. وكم تمنيت وجود (الحجر الإلكتروني) في إعلامنا لحجر ناشري الشائعات فخطرهم أشد.

* شكراً كورونا منك تعلمت أنه مهما بلغت قوة البشر، وصلابة الدول إلا أنها تبقى حصونها ضعيفة عن مقاومة فيروس.. وتعلمنا أهمية التعليم  والعمل عن بعد.. هي موجودة من قبل لكنك ألجأت الناس إليها.

* منك تعلمت أن فيروساً صغيراً أو حشرة أو طيراً هو جند من جنود الله قد يفعل بالمتجبرين ما لا تفعله القنابل النووية.. جيش أبرهة الجرار هلك بطيور، والنمرود الملك الذي أدعي الربوبية كتبت نهايته بعوضة.. "وفيروس" قد ينهي ظالماً، ويمحو قوة بشرية.

* شكراً كورونا.. أعدت الناس إلى حفظ الأذكار، وأحييت فيهم الإيمان بالله. وذكرتنا بأهمية التوعية والوقاية اللتين نتغافل عنهما أيام الرخاء.

* لما قمت بتدريس بنتي السيدة "البندري" عبر نظام التعليم عن بعد أدركت قيمة "المدرس" في حياتنا.. لاحظت أولياء أمور طلاب عاجزين عن سد ثغرات غياب المعلمين.. ضاقوا ذرعاً بتدريس أولادهم ساعة فكيف بسبع ساعات يومياً في المدارس وطوال العام.

* شكراً كورونا.. كشفت عن مساحات الجهل المعشعشة في بعض العقول.. هناك ناس لا تفهم رسائل الابتلاء، وعلامات التخويف ويأخذونها بسخرية ويتلقونها بغباء.. وفي وجودهم حكمة؛ لنتعظ وندرك قيمة العقل والوعي!

* في الحياة هناك أشياء مخيفة أكثر مما كنا نظن، ولسنا بمنأى عنها، وأن العالم صار قرية واحدة حتى في الأمراض.. وأن حركة الحياة وإيقاعها قد تتغير وتتوقف في أي لحظة.

* شكراً كورونا.. منك عرفت أن الطاقم الطبي هو جندي مرابط على الحدود.. وأرفع "عقالي" لمسؤولي بلادي على إدارتهم لأزمتنا بكل اقتدار واستعداد وجاهزية عالية.

* شكراً كورونا على فكرة هذا المقال.. ولا جعلني الله وإياكم من "الكورونيين" أبداً.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

ما أغباه حينما يرى مصيبته ابتلاء، ومصيبة غيره عقاباً!

_________________________________________________________

  • كاتب صحفي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: [email protected]

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook