الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خير سفراء لخير رسالة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
قديماً قالوا إذا أردت أن تعيش عاماً، فازرع بذرة.. وإذا أردت أن تعيش عقداً من الزمن، فازرع شجرة.. وإذا أردت أن تعيش كل الحياة، فثقف الناس ووعيهم، وخذ بأيديهم نحو الحقيقة والتي أعدها بر الأمان، وطوق النجاة، وسفينة نوح لمن ارتضي لنفسه أن يتحمل مسؤولية وأمانة ورسالة هذه المهنة العظيمة، وحمل بين يده لواءها، فوظيفة الإعلام ليست كما يظن البعض هي نقل الخبر من مصادره فحسب، بل أصبح للإعلام الدور الأهم والأخطر في المجتمع، وهو حمل المصباح في وسط الظلام، والسير في المقدمة، لإضاءة الطريق أمام السائرين خلفه. اضافة اعلان

فالإعلام له دور السحر في إضاءة العقول، وقيمة البدر في إشراقة السماء، وقدرة أهداب الشمس في تلوين الأرض بأجمل الحلل، وأضحى برأيي سلاحاً ذا حدين، فإما أن يأخذك إلى البحر فتغرقك أمواجه، وإما أن يأخذك نحو النهر فيروي أشجارك ليقطف الناس طيب ثمارها، بل بات يتوجب علينا نحن كإعلاميين وسفراء لهذه المهنة السامية، أن نخوض هذا المعترك العملي بحنكة الضوء السافر، وفطنة القلم الساهر على ترتيب المشاعر، وتهذيب الأفكار، وتشذيب أشجار العقل من الأوراق الصفراء، وهي كثيرة في العمل الإعلامي، ومرهقة لعقل وذهن من يعمل في هذا الحقل.

ويحتاج الإعلامي منا إلى رباطة الجأش والتحزم بحزام المبادئ الأخلاقية طوال رحلته، بحيث يضع رسالة مهنته نصب أعينه، في كل خطوة يخطوها، وكل كلمة يكتبها، أو ينطقها في أحضان هذا الفضاء الإعلامي الواسع والمتعدد والمتنوع، كأنه يمشي على الحبل فوق بركان ثائر، لا يجتازه إلا الأقوياء، ونحن أقوياء برسالتنا، وانسجامنا مع أخلاقيات مهنتنا السامية، والتي تشبه مهنة الأنبياء الذين أرسلهم الله برسالته للعالمين، والرسالة كونها عظيمة، لا يُكلف بها إلا الأنبياء والمرسلون، والإعلامي المثالي قريب في مسعاه وغايته من موقف هؤلاء الأنبياء والمرسلين -عليهم السلام-، والذين يدعون الناس دائماً للحق والسلم والأمن والتعايش، لأن المجتمع لا يأتمن أحداً كان على نشر القيم والأخلاق، وتبليغ الحقيقة بشكلها الصحيح إلا نحن زمرة الإعلاميين.

فالخبر قبل أن يكون خبراً يتداوله الناس، كان كلمة، والكلمة يجب أن تكون صادقة كي تكون طيبة، وهذا الصدق وهذه الطيبة يجب ألا توعز دون أدنى شك إلا لمن هو أمين وصادق حتى تؤدي مفعولها ورسالتها وتحقق غايتها، فنحسبه الإعلامي الذي قبل أن يتحمل المسؤولية والأمانة كالأنبياء، فهل رأيتم نبياً يدعو إلى الفتنة والعصبية؟ وهل سمعتم عن رسول يفرّق بين الناس وينشر فيهم الفاحشة والبغضاء؟ وهل قرأتم كتاباً أو صحيفة لنبي يدعو الناس إلى التناحر والاحتراب، أو يدفعهم إلى الكذب وقول الزور وإتيان البهتان.. كذلك الإعلامي ورسالته، هما شبيهان بهذا الذي قلناه، ومن هنا يتعاظم الدور وتكبر المسؤولية، فرسالة الإعلام مفادها نشر الصدق والوعي والتربية والتثقيف...فما أجملها رسالة!! وما أحوج مجتمعنا إليها الآن!!

وأتصور أن مجتمعنا الآن لا يحتاج إلا لإعلام صادق يؤمن برسالته السامية، ويحافظ عليها، ويقبض على مبادئها وأخلاقياتها، إعلام لا يلتفت إلى الوراء خوفاً، بل ينظر إلى الأمام بجسارة وحزم وقوة وصرامة، ولاسيما وأننا نملك ما نقوله للعالم من خير وسلام وتراث وثقافة، ونكنز ما نقدمه للبشرية، فالمملكة العربية السعودية اليوم، باتت أيقونة تاريخية، تنعم بمنجزاتها المبهرة، والتي لفتت أنظار العالم، وهذا المنجز يستحق في المقابل، صرحاً إعلامياً جسوراً يرفع شراع السفر إلى الآخر، بفخر وامتنان، لمن شيدوا هذا الكيان الأسطوري الفذ، فنحن في أشد الحاجة إلى هذا الإعلام الذي يمخر عباب البحر، بسفن الجرأة والشجاعة والنباهة، وأجزم أننا لدينا من الكوادر الشابة النابهة ما نعتز بها، ونفتخر ونرفع بها رؤوسنا عالياً، ولا نوجل من المستقبل، لأن الجسور متلاحمة، والصفوف متراصة، والقلوب منغمسة في حب الوطن، والعقول مضاءة بمصابيح الأحلام الواقعية والتي يشعلها الإعلام برسالته السامية ومبادئه الراسخة المتينة. فدمُتم أحبائي خير سفراء لخير رسالة.
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook