الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

نزاهتك.. دوماً تمنحك الثقة والنجاح!!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

نأى بنفسه بعيداً عن الشبهات، وأبى إلا أن يكون نزيهاً شريفاً عفيفاً، أحدثكم هذه المرة عن صحفي شاب ابن مسؤول كبير في هيئة دولية مرموقة تربطني به علاقة عمل، والذي رفض مساعدة رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها، حينما وضع اسمه مجاملةً لوالده على تحقيق صحفي لم يقم به، بل ورفض أن يكمل العمل في تلك الصحفية وظل يبحث عن أخرى يبدأ من خلالها مشواره الصحفي من جديد، فوددت اليوم أن أحدثكم عن أهمية النزاهة والشرف والشفافية في العمل الإعلامي، فالنزاهة قيمة دينية أخلاقية سلوكية في المقام الأول، وهي - بلا أدنى شك - مرتبطة بالأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال حملها، وأشفقن منها لثقلها، وهي ثقافة ينبغي أن تسود اليوم كل مؤسسات المجتمع.

اضافة اعلان

 نزاهة الإعلامي تعني ابتعاده عن كل ما هو خطأ أو مكروه أو قبيح، كما فعل صديقنا الصحفي الشاب، وتعني في مجمل الحياة سمو أخلاق الفرد عن طريق الاستقامة وعدم التحيز حينما يتعلق الأمر بإصدار أي حكم مهما كان صغيراً أو كبيراً، والنزاهة في المجتمع تعني خلو ذلك المكون الاجتماعي من عناصر الفساد مهما تنوعت أشكالها، فهي سلوك أخلاقي رفيع لا تستقيم الحياة إلا به، وهي خلق متمم لصفات الإعلامي الناجح، وسلوكياته الإيجابية، كما أن النزاهة تعني الزهد فيما لا يملك الفرد من مال وأعمال، بل والحفاظ عليه، والحرص على حمايته، فما أحوجنا اليوم إلى سيادة مثل هذه المفاهيم في العمل الإعلامي الذي نتمناه نقياً!

نقاء العمل الإعلامي من شوائب النفس برأيي تدفعه دفعاً نحو النزاهة والشرف والشفافية، فالإعلامي الذي يحصر طموحاته ونجاحاته في بداية طريقه في النزاهة سرعان ما يبرز، ويكون رقماً صعباً في المشهد الإعلامي، فيصبح عين الوطن والمواطن والمسؤول على مكامن الخلل في البيئات التي يسلط ضياءه الأمين عليها، وبهذا يكون مكافحاً للأخطاء والسلوكيات الفاسدة، أما إذا جاست الأطماع الشخصية حقله الإعلامي؛ تحول إلى الضد، وصار هامشياً، تستعبده مصالحه الخاصة، ويضحي أداة بيد الفاسدين، يعزفون على وتر أطماعه الوعود الكاذبة، ويحققون له جزءاً من متطلباته الصغيرة، لكي يظل في ربقة التبعية، يوجهه الفاسدون أنى شاؤوا، ويبعد حتماً عن ضوابط العمل الإعلامي وأخلاقياته ومهنيته، فالمهنية الحقيقية التي نبحث عنها في العمل الإعلامي تبدأ من النزاهة وتعني –برأيي- أن يتجرد الإعلامي من مشاعر الحب والكره، فيظهر الحسن بصورته الصحيحة دون مزايدة، ويظهر السيئ بصورته الصحيحة دون تشويه، فهدفه الأسمى الحقيقة التي هي هدف الإعلام الرئيس.

نحن في أمس الحاجة إلى مساندة الإعلاميين النزهاء، وتكريس ثقافة النزاهة، والاستقامة، والشفافية، والرقابة الذاتية، ونشرها في أوسع نطاق بينهم، ليكون لإعلامنا وجهه البراق، ولتكون له سلطته الرابعة، فالنزاهة قيمة سلوكية حثتنا عليها الأديان السماوية، وأفضل طريقة لاكتسابها أن يتم غرسها في الإعلامي منذ بدياته الأولى، حيث أنها مكون أساسي وسمة من سمات شخصيته الإعلامية، وبالتالي فمن الطبيعي أن من تربى على النزاهة وتشرَّب هذه القيمة العظيمة أن يكون نزيهاً في عمله، ملتزماً بمهامه وجودة أدائه، فلا يأخذ حق ليس من حقه، ولا يتهرب من المسؤولية ولا يختلق الأعذار لعدم القيام بواجباته، كما أن الإعلامي النزيه يؤدي واجبه حتى ولو لم يكن هناك نظام رقابي يحاسبه؛ لأن ضميره سيكون هو الرقيب عليه.

نختتم بدعوة لكل المؤسسات الإعلامية وهيئات التحرير وحراس البوابة في وسائل الإعلام المختلفة، فينبغي عليها أن تمارس دور الرقيب الذاتي على عامليها وكوادرها من هؤلاء النفعيين ومن ذوي النظرة القاصرة في فهم دور الإعلام ومسؤوليته المجتمعية، فعندما نبسط أرضية النزاهة في العمل الإعلامي، نضمن بالتبعية جسور الثقة مع الجماهير، ونخلق معهم علاقة تكاملية قويمة صحيحة، ولمن يقول بمثالية هذا الكلام، ما عليه سوى أن يراسلني ليتعرف عما وصل إليه صديقنا الصحفي الشاب الذي رفض مساعدة رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها، حينما وضع اسمه مجاملةً لوالده على تحقيق صحفي لم يقم به.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook