الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لمح.. فلمع!!

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
لمع زميل لي في عالم الصحافة الرياضية، وكلما تذكرته أدعو له بالتوفيق، وكل ما حل ذكره أُثني عليه وأشيد به؛ لأنه كان لماحاً، فلن أنسى له حينما كنا في دورة في الصحافة المتخصصة، وكان هناك شق عملي لمادة الإخراج الصحفي نتلقاه بإحدى دور الصحف، وإذ بسكرتير التحرير يأتي له بقاعة المحاضرة، ليأخذ رأيه في البروفة النهائية لغلاف العدد الذي سيصدر صباحاً من المجلة، وصٌدر غلاف المجلة كان يحتوي على مجموعة من صور مشاهير اللاعبين، ومن بينهم لاعب قد انتقل منذ فترة من فريق كبير إلى فريق آخر منافس في صفقة انتقال مدوية، فاستطلع رئيس التحرير رأينا من باب التعلم في الشكل النهائي لغلاف مجلته، فأثنى الجميع على شكل الغلاف إلا هذا الزميل الذي أكد ملاحظة رائعة، وهي أن صورة اللاعب بزي فريقه القديم، وهو حالياً ضمن فريق آخر منافس، فوافقه رئيس التحرير، وأشاد به وبملاحظته، وأمر سكرتير التحرير بتغيير الصورة على الفور، وطلب من زميلنا اللمَّاح هذا أن يتدرب معه في المجلة حتى تم تعينه بها فيما بعد، فذاع سيطه ولمع نجمه. لِم أذكره اليوم لكم أعزائي؟! لأننا أحوج ما نكون الآن للإعلامي اللمَّاح المتفهم الذي يقود بفكره وخبرته الرأي العام في المجتمع، ويكون حائط الصد ضد كل فكر وعمل وفعل مريب، فيُعمل فكره وعقله وما عنده من معرفة لتحليل المواقف والأحداث والوصول بها إلى مرفأ المعرفة الحقة، ويلمح المقصود - ولو من بعيد- ويستطيع أن يدرك ما يريده غيره، حتى دون أن يتكلم، ويفهم ما يريده محدثه من ملامح وجهه، ومن نظرات عينيه، ومن لهجة صوته، ومن حركاته وسكناته، ومن نوعية كلماته التي يتفوه بها، وإن قرأ يستطيع أن يلمح ما وراء السطور وما بينها من خفايا وأسرار، وما يوحي به أسلوب الكتابة، بل ويدرك أيضاً نفسية الكاتب وأهدافه، ويستطيع أن يستنتج وبعمق، فيخرج بنتائج مما أمامه، وتكون نتائج سليمة، ويحوّل الجزئيات إلى كليات، ويستخرج من التفاصيل بعض القواعد، ويتوقع ما يمكن أن يحدث قبل أن يكون، ويورد الحجج والبراهين التي تثبت وجهة نظره في سلاسة وسهولة، لكونه قِبل أن ينضم لقادة الفكر في المجتمع، ويتحمل معهم مسؤولية تنوير الناس وإعلامهم، بل وينيبه الناس عنهم في القراءة الحكيمة للأشياء واستنباط سير أغوارها. لُبُّ مقالي وما أقصده أن الإعلامي ينبغي أن يكون لماحاً، وقادراً على فهم مشاعر واحتياجات الآخرين بكل بساطة، يفهمهم ويفهمونه بطريقة سليمة لا خطأ فيها ولا لبس، ويستنبط لهم الأمور بدقة وبعمق، لماحاً للأشياء الجميلة الرائعة التي يفرح برؤية الناس لها، ويُطرب لسماع ألفاظ الإعجاب بها، أما الأشياء التي يستحي من رؤيتها، أو يخجل من ملاحظتها فيحاول أن يتعامى عنها، فما أجمل الإعلامي المتفهم، وما أروع من يراعي ظروف الآخرين ومشاعرهم، فالإعلامي اللُماح مواقفه لا تنسى، بل تظل عالقة في صفحة مشرقة من صفحات الذاكرة، كزميلنا هذا الذي لمع اسمه في عالم الصحافة الرياضية.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook