الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الطوفان القادم (12)

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

استكمالاً لقضية تعارض الدين مع العلم، حيث تحدثنا عن عدة محاور في رد هذه الشبهة، نكملها اليوم بالمحور الثالث وهو النظر في تاريخ الأمة الإسلامية.

اضافة اعلان

فقد جاء الإسلام ورفع من شأن العرب لما دخلوا فيه، بل من شأن كل داخل في الإسلام، ولم يكن إسلاماً كهنوتياً منغلقاً، بل هو دين جاء لعمارة الدنيا لا لخرابها، فلم يحرم العلوم غير الشرعية النافعة؛ لذا برز من المسلمين علماء بلغوا شأناً عظيماً في شتى العلوم كالطب، والفلك، والهندسة، والرياضيات، والكيمياء، والفيزياء، بل بذروا بذرة علم الطيران.

فإن قال قائل: من العلماء الذين برزوا في تلك العلوم من تكلم فيه علماء الشريعة وكفروه أو نسبوه إلى الإلحاد.

فيقال له: علماء الشريعة لم ينقدوا أولئك لتعلمهم تلك العلوم النافعة وإنما لأن منهم من كان له مخالفات عقدية، ثم هؤلاء عاشوا في بيئة إسلامية لم تمنعهم من البروز في تلك العلوم.

فالمقصود أن الإسلام جعل بيئة إسلامية لا تمنع العلم النافع، ولا تحرم أسباب العلو في الأرض، والتاريخ شاهد.

ولا ينسى هؤلاء أن الإسلام لم يمنع الأمة أن تستفيد من علوم من سبقهم من الأمم؛ لأن العلم النافع لا يمنعه دين ولا زمان ولا مكان.

المحور الرابع من محاور الرد على هذه الشبهة: أقوال المنصفين من علماء الطبيعة:

يدعي الملاحدة أن التطور الذي بلغ به الإنسان أعلى مستوى من التطور أتى بعد نفيه للدين!!. حتى وصل الأمر أن يقول الفرنسي بيير لابلاس: إن النظام الفلكي لا يحتاج إلى أي أسطورة لاهوتية.

ولقد تصدى علماء آخرون من علماء الطبيعة، وبينوا أن العلم الحقيقي لا يتنافى مع الدين الصحيح، فردوا بذلك مقولة الملاحدة أن الإلحاد هو نتاج العلم، وبينوا أن الإلحاد نقيض ذلك فهو نتاج الجهل.

وهذه بعض أقوال لعلماء الطبيعة ممن كان منصفاً وباحثاً عن الحق من غير مكابرة.

يقول عالم الكيمياء الدكتور (وتز): إذا أحسست في حين من الأحيان أن عقيدتي بالله قد تزعزعت، وجهت وجهي إلى أكاديمية العلوم لتثبيتها.

ويقول الدكتور (أ. ج. كرونين) – الذي بدأ حياته ملحداً إلى أن اهتدى إلى الإيمان فأصبح مؤمناً بالله -: "إذا تأملنا الكون وأسراره وعجائبه، ونظامه، ودقته، وضخامته، وروعته لا بد أن نفكر في إله خالق".

وهذا رائد الفضاء السوفيتي (جيرمان تيتوف) يقول: "رأيت الأرض معلقة في الفضاء وتساءلت من يمسكها فلا تقع" فهذه الأقوال لهؤلاء العلماء، شهادة ضد ما يقوله الملاحدة، من أن العلم والدين متناقضان، وأن العلم لا يقود إلى الإيمان وإنما إلى نقيضه وهو الإلحاد.

وللحديث بقية.

عبدالعزيز بن محمد السريهيد.

[email protected]    

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook