هي رحلة على مدار الحياة، رحلة من نوع خاص تجمع بين الكثير من النجاحات ومحاولة تحقيق الأهداف وتحسين الحياة، رحلتي نويت بها طريقاً إلى الحكمة، فلقد أجزمت على رحلتي عندما شعرت أنني مترددة، مشوشة، وبما أن لدي أهدافاً لا أعرف كيف أحققها فسألت نفسي ما الذي أحتاج أن أفعله لأبدأ الطريق لما أريد.

ففي بداية رحلتي حددت ما الذي أريد؟ وهل ما أفعله الآن من الممكن أن يوصلني لما أريد. نعم أريد أن أتغير لأصبح أكثر علماً ورُقياً ومعرفة، لأحل مشاكلي بطريقة أفضل وبالتالي أحيا حياة أفضل أريد أن أتغير لأكون أقوى إيمانا، فبدأت رحلتي مع التغيير خطوة خطوة. متوكلة على الله مجددة نية العمل لأجل الله.

ومن حيث وصولي للمحطة الأولى. وجدت الأجواء الروحية، التأملية ومؤتمر التزكية ومجمع التطهير، فلقد استشعرت فيه شعور المولود الجديد كيف يكون، حيث الكل يردد لبيك اللهم لبيك فهو معنى من معاني التغيير تتحقق فيها الرسالة التغييرية فاجتماع هذا القدر من الناس في مكان واحد وفي وقت واحد بمختلف أجناسهم ومستوياتهم يجب أن يقربهم من التغيير المنشود.

فهي رحلة مع الذات للتفكر في موقع هذا الإنسان ومعنى وجوده ودوره في هذا العالم. وعند انتقالي وخروجي من هذه المحطة – والتي تبقى تجربة فردية بامتياز فكل شخص يملك القدرة على الغوص في معانيها والبحث عن ذاته فيها فإذا بي اقتربت من المحطة الثانية وهي محطة تكون فيها أسباب رزقنا وتعاملنا مع الناس ألا وهي محطة (القيادة التغييرية في العمل).

ففي العمل قادة يحرصون على غرس وتنمية القيم التنظيمية من خلال تطبيق وتعزيز مبادئ التغيير في ثقافة المؤسسة، ولكن اختلف علماء الإدارة على مراحل التغيير وقد حددها "كيرت لوين " بثلاث مراحل: مرحلة إذابة الجليد وهي التي تبذل فيها الجهود لكي تجعل الأفراد العاملين يتقبلون عملية التغيير ويقتنعون به، أما مرحلة التغيير فيتم فيها الاختيار الفعلي للأساليب والطرق والاستراتيجيات التي يتم بواسطتها التغيير، أما المرحلة الثالثة وهي إعادة التثليج وتعني إعادة تثليج مجاذيب بعد استبداله بالتغيير المقصود وبناء درجة عالية من التزام العاملين نحو التغيير الجديد.

وكذلك "المحمدي " جعلها أيضاً ثلاث مراحل قد تتشابه في مضمونها مع "كيرت" إلا أنها تختلف في مسمياتها: المرحلة الأولى التخلية والثانية التحلية والثالثة الثبات.

وهناك من علماء الإدارة من توسع وفصَل في خطوات التغيير ومنها: الشعور بالألم من الوضع الحالي والشعور بالمشكلة التي سببت هذا الألم، وظهور الراغبين بالتغيير، ودراسة المشكلة دراسة مستفيضة من حيث أسبابها وطرق علاجها، بالإضافة إلى تحديد أهداف التغيير بشكل واضح وصريح للجميع والبدء بالتغيير وفق تخطيط مسبق واضح ومدروس والإشراف على عملية التغيير والتعديل عليها.

والحقيقة أنه لكي يتم التغيير لابد أولاً وقبل كل شيء تحديد الموضوع المراد تغييره بدقة، وهل التغيير كلي أو جزئي، ثم يتبع الخطوات التالية: تحديد زمن بداية التغيير والطريقة ووضع خطط عملية التغيير وتشكيل فريق لمهمة التغيير.

ولتحقيق النجاح ونمو المنظمات وتطورها سعت العديد من المنظمات في مختلف العالم في الأخذ بمنهجية فرق العمل، ولأهمية بناء فرق العمل بطريقة فعَالة تحقق أهداف المنظمة والفرد لابد أن يتوفر في هذا الفريق عدة سمات، بأن يتكون هذا الفريق من عدد مناسب من أشخاص لهم مكانتهم وأن تتفق الرؤى لديهم حول الوضع المستقبلي المنشود، وأن يتصف أعضاء الفريق بالسمعة الطيبة والإدراك والمسؤولية.

ومن الجيد أن يتكون الفريق من أصحاب مهارات مختلفة وأن يتمتعون بالقدرة على الإقناع والحوار حتى يستطيعوا أحداث التغيير في اتجاهات أفراد المنظمة، إن القائد الناجح يتدرج باتباعه عندما يريد أن يحدث تغيرا ما في منظمته فهو أولاً يخطط للتغيير ويجعل التغيير عنده يحدث على أربعة مستويات، حتى يصل بهم إلى أن يكون هذا التغيير جزء لا يتجزأ منهم، فهو بعد أن يحدد الموضوع المراد تغييره ومستوى التغيير المطلوب فإنه يقوم بالخطوات التالية وهي ما تمثل المستوى الأول من مستويات التغيير:

1- المستوى المعرفي

2- مستوى التوجيه

3- مستوى السلوك الفردي

4- مستوى السلوك الجماعي

وعند انتقالي وخروجي من محطة (القيادة التغييرية في العمل) أيقنت أن التغيير لابد أن يمر بمراحل كما تمر النبتة بمراحل حتى تنمو وأنه لا مجال لليأس والملل وإلا لن نتغير أبداً وسنقضي حياتنا في ليت ولعل وسوف.

ختاماً....

في حياتنا التي نعيشها محطات. وكل محطة تزودنا بالوقود وتقدم لنا دروساً لنستطيع مواجهة كل أعباء الحياة ومسؤولياتها، وتدفعنا للتفكر والتأمل ومن ثم للتغيير إلى الأفضل بإذن الله

فالشيء الوحيد الثابت في الحياة هو التغيير المستمر.

إعداد / سمر السماري

إشراف الأستاذة / خوله الغانم