السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الطوفان القادم 8

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
من الشبه التي يرددها الملاحدة: الإسلام انتشر بالسيف. وهذه مقولة أخذوها عن غيرهم: الإسلام انتشر بالسيف؛ ذلك لأنه دين لا يجذب الناس إليه لتميزه وعدله، وإنما دخله الناس بالقوة الجبرية عن كره منهم!. يوجهون التهم إلى الإسلام خاصة دون النظر إلى ما فعلته الأديان والمذاهب الباطلة، فالشيوعية الملحدة حاربت الأديان ونشرت الإلحاد وحمته بطرق وحشية، والأنظمة العلمانية الرأسمالية غزت العالم الإسلامي لتغير عقيدته وتفرض ما تريد من عقائد وسياسات بالقوة، الذي لا يوافقهم ولا ينصاع لهم يُتهم بالإرهاب والعنف والتطرف. إن الإسلام دين جاء بالخير للبشرية، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف السامي في وجود من يريد منع الخير وصده عن الناس إلا بإزالته، ومن ضمنها حكم الطواغيت ونحوهم ممن يصد عن سبيل الله، فيجب قمعهم حتى يتمكن الناس من معرفة دين الله دون خوف. فالجهاد في الإسلام لم يُشرع إلا لإزالة العقبات التي تعترض سبيل نشر دعوة الإسلام، حتى يكون الناس على بصيرة فيما يعتقدون، لا سلطان لأحد عليهم في ذلك. وأيضاً الإسلام حارب من يحاربه أو يكيد له وللمسلمين. ومقولة: الإسلام انتشر بالسيف، مردودة من وجوه: أولاً: عدم وجود ما يدل على إكراه الناس على اعتناق الإسلام عبر التاريخ الإسلامي الطويل. ثانياً: الإسلام لم يأت بالدمار، بل نهى عن قتل النساء والأطفال والشيوخ، كما نهى عن قتل علماء الدين من غير المسلمين ما لم يشتركوا في قتال المسلمين وما داموا منعزلين في معابدهم. ثالثاً: نهى الإسلام عن هدم معابد النصارى واليهود، وأمر بتركهم يتعبدون فيها. وانظر إلى مصر والشام ستجد النصارى إلى يومنا هذا على دينهم ولم تهدم معابدهم ولم يمنعوا من شعائرهم التي يدينون بها، كما أن اليهود في مصر واليمن تُركوا على دينهم وشعائرهم. رابعاً: نسبة كبيرة من المسلمين اليوم – كمسلمي إندونيسيا والصين – لم يشملهم الفتح الإسلامي، ولم يصلهم سيف المسلمين، ودخلوا في دين الله أفواجاً. خامساً: ولا نذهب بعيداً فهذا الواقع خير شاهد، فعلى الرغم من ضعف المسلمين وهوانهم؛ ما زال الناس يدخلون في دين الإسلام بكثرة على اختلاف جنسياتهم وألوانهم، ومستوياتهم التعليمية والثقافية، والاجتماعية، بدون سيف وبدون قتال، وفي هذا دلالة على أن الإسلام جاذب بنفسه لا بسيفه. سادساً: كانت غزوات رسول الله ﷺ رحمة للعالمين، أعطت دروساً للعالم أن الحرب في الإسلام لا تقصد لذاتها، استعماراً واستضعافاً، وإنما عند الضرورة والمصلحة العظمى. وكانت آداب الحرب في الإسلام في أعلى درجات المسامحة والعدل، قال ﷺ:(من ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن) رواه مسلم. وقال: (اغزوا، ولا تَغُلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً). رواه مسلم. وكان رسول الله ﷺ يُؤتى إليه بالأسير، فيدفعه إلى بعض المسلمين ويقول:(أحسن إليه). وقد تمثل هذا المبدأ العظيم أبو بكر الصديق، وقد ذكرتُ خطبته العظيمة التي تبين أخلاق الإسلام والمسلمين في المقال الماضي. وتمثلها كذلك صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس عام 1187 م، قام بتوزيع الصدقات على الفقراء والمرضى والأرامل من الصليبيين، وكذلك اليتامى والمقعدين، وأن يزودوا بالدواب، كما أمر برد الأسرى إلى أقاربهم، وعفا عن كثيرين منهم بخصوص الفدية، بحيث وجدناه يفتدي وحده عشرة آلاف شخص. ولقد أحصى المؤلفون في السيرة عدد القتلى الذين قُتلوا في جميع الحروب التي خاضها رسول الله ﷺ وهي سبع وعشرون غزوة، وست وخمسون سرية، فلم يزيدوا على ألف قتيل فقط، وحقق الله بذلك الأمن وعممه في جزيرة العرب وأطراف الشام والعراق. وأما بخصوص حروب غير المسلمين فحسبك أن تعلم أن الحرب العالمية الثانية حصدت زهاء ستين مليون نفس بشرية بين عسكري ومدني، ولم تحقق أمناً أو رخاءً، وكذلك الحرب العالمية الأولى التي ذهب ضحيتها أكثر من 14 مليون إنسان، وأودت القنبلة الذرية بحياة قرابة ربع مليون شخص مرة واحدة. وكانت حصيلة الحرب على العراق مقتل أكثر من مليون شخص؛ نتج عنهم خمسة ملايين يتيم تقريباً حسب إحصائيات اليونيسيف. سابعاً: لا يمكن أن يُكره الناس على اعتناق الإسلام؛ لأنه لن يكون إسلاماً حقيقاً، فإسلام المكره غير مقبول عند الله؛ لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً. لهذا دعا الإسلام الناس إلى الدخول فيه عن إيمان وقناعة واختيار. اضافة اعلان

إن الإسلام دين سلام وعدل ورخاء وأمن، ولكن أين أصحاب البصائر والتجرد للحق؟!

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook