الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الهرج والمرج وموجة التغيير

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

لم تكن يوماً الفوضى باباً للنجاح ونيل الحقوق أو طريقاً آمناً للتغيير للأفضل، بل هي نافذة من نوافذ الشر المطلق وغياب العدالة وسيادة منطق الغاب وانفلات الأمور وتقييد الحريات.

اضافة اعلان

إن ما يعيشه بعض عالمنا العربي من فوضى عارمة وحالة الهرج والمرج جعلتنا نقف كثيراً أمام المنطق وراء ذلك والحكمة لهذا الطرق المميت لبعض الشعوب العربية لنيل حقوقها المسلوبة كما تدعي عبر هيجان الشارع وذئاب مسعورة يسودها حالة من التمرد العارم على كل شيء.

هدمت منازل ومرافق عامة وعطلت المصالح وساد العراك ومنطق الأنا العظمى على تصرفات الكل وبدأت تلك الجحافل تسير في وديان وقنوات حفرت لها لتقضي على سيادة الدولة وتهيئ كل شيء من أجل هتك عرض الوطن بتدخلات دولية خارجية ليتحول هذا الوطن أو ذاك مسرحا لصراعات إقليمية ودولية بفعل أبنائه الذين انجرفوا وراء شعارات وعواطف تغذت على الكراهية وانعدام المسؤولية تحت شعارات واهية وطرق غير صحيحة منافية للشرع والمنطق وللعرف وأصبحنا نرى السحل والجر والاعتداءات الجسدية لكل من يتهم أو يوضع في دائرة الشبهة وأصبحنا نرى الانتقام يمارس في الشارع وتصفيات جسدية بشعة لا تمثل الدين ولا الأعراف الإنسانية حتى أنك عندما ترى هذه المشاهد تشك يقينا بأن هؤلاء لديهم جينات بشرية.

بلا شك إن حالة الهرج والمرج هي من علامات الساعة وهي نذير خطر محدق بالشعوب والدول إذا لم يتم توعية الشعوب غير الواعية بخطر هذا المنطق واستغلاله من القوى المعادية لتحقيق مصالح دولية لتلك الدول بل يجب أن تعلم تلك الشعوب بأن منطق اللحمة الوطنية هو طوق النجاة لتلك الشعوب من مستنقع الفوضى الجارفة.

إن بضاعة التغيير والموجة التي ركبها البعض دون وعي ستكون عواقبها حتما وخيمة جداً وستعيش تلك الشعوب التي قولبت مطالبها بتصرفات بعيداً عن الدين صباحاً في وطن ومساء على قارعة دول أخرى طلبا للجوء وهربا من واقع هم أوجدوه باعتقادات خطأ.

أنا لأدافع عن الحكام أو القيادات في تلك الشعوب فهم بشر ولذلك فأنني على يقين تام بأن هناك تجاوزات ومظالم وانتهاك للحقوق ولكنني انتقد هذه الطريقة السلبية في تغيير هذه الحال بحال أتعس منها.

نحن في زمن الدولة العالمية فكل حدث محلي بسيط جداً ستجد أصداءه تتردد في أصقاع المعمورة كافة.

ونحن أيضاً في زمن ترصد الأعداء بنا بشكل مخيف جداً وهم لا يتورعون أبداً عن استغلال كل خطيئة وكل هفوة وكل حرف ونقطة وفاصلة لتجييرها لصالحهم ويساعدهم في ذلك عاطفية بعض الشعوب المغلوب على أمرها فحققت بفوضاها الكثير من أهداف تلك القوى الخفية دون أن تطلق تلك الدول رصاصة واحدة أو أن تنفق هللة واحدة.

لحمة الوطن في مملكتنا العظمى لم تأتِ من فراغ بل هي نتاج تلاحم ابدي بين القادة والشعب وعدم وجود أي فواصل بينهما في تمازج حميمي جعل منها قلعة عصية على كل من تلهف للإساءة لهذا الوطن الأبي.

ومن دواعي هذه اللحمة الوطنية بواعث دينية وعلماء أفاضل أسهموا في إيجاد حالة وعي مطلق بالممارسات الشرعية عند احتدام الفتن فأصبح الجميع لديه هذا الوعي الذي حطم بلا هوادة كل مكائد الشر لوطننا العزيز.

المملكة العربية السعودية مدرسة رائعة في اللحمة الوطنية والوعي الفائق من الحكومة والشعب وحب متبادل بني على دعائم شرعية ووطنية وأخلاقية واحترام وود متبادل بينهما.

حفظ الله هذا الوطن من كل سوء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مستشار أسري ومدرب معتمد

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook