الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

صوت الذكريات !!!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

كنت قد كتبت مقال هذا الأسبوع بعنوان " مهلاً أيها المدراء"، إلا أني وبعد أن قطعت شوطاً في هذا الموضوع؛ جال بخاطري أمرٌ أثار مشاعري هو في غاية الأهمية، فآثرته هذا الأسبوع وأجلت ما كتبته عن الموضوع الأول لأسبوع مقبل.

اضافة اعلان

فقد كان الجو هادئاً بعيداً عن صخب الحياة، دفعني أن أتذكر أشخاصاً لهم في قلوبنا مكانة وثقل، نقشوا محبتهم بجميل خلقهم وطيب معشرهم، وأصحاب فضل علينا لم يعد يخدش علاقتنا بهم أو يكدر صفوها مواقف عابرة أو وشاية مبغض يصطاد في المياه العكرة.

يأتي في مقدمة هؤلاء الأشخاص، الوالدان، الإخوة والأخوات، الزوجة والأبناء، الأقارب والأصدقاء، الذين قدموا التضحيات من أجلنا. ثم تساءلت هل نحن أنزلناهم المنزلة التي يستحقونها في حياتنا ... وهل نحن راضون عن ما قدمنا تجاههم ...  أم جعلناهم على هامش حياتنا، وتركنا لهم فضول أوقاتنا.

ثم تأملت حياتنا التي مهما طالت فهي قصيرة، وعقارب ساعاتها التي لا تتوقف حتى نفي بجميع التزاماتنا تجاه من نحبهم ونأنس بهم. وسنّة الحياة التي تفقدنا العزيز والصديق في غمضة عين، ثم نستعيد شريط الذكريات للأيام والليالي التي قضيناها بعيداً عنهم، ومدى تقصيرنا في حقهم. سيما وغالبنا قد عاهد الأحياء عهد مبطن، بأن لا يبوح لهم بكلمات الحب قبل ساعة الرحيل، ثم يسمح لقريحته بأن تفيض بمشاعر تعبر عن مرارة الفقد، ويلقيها مع التراب على جثث الأموات، أملاً في أن تضمد بعض جراحه.

تذكرت بأن ألم فراق شخص عزيز على النفس وصعب، ويزداد صعوبة عندما نكون مقصرين في حقه، والأصعب من ذلك كله أن تكون بيننا وبين الفقيد عداوة وشحناء. عندها ستكون الحسرة أليمة على الأنفس الحرة، ولحظات الفقد أشد قساوة.

ثم تأملت في حياتنا العصرية المليئة بالمشاغل والإثارة والجديد الذي يطالعنا كل لحظة، والذي زاحم كثيراً من أولوياتنا، وجعلنا نلهث خلف وسائل التواصل المتنوعة، وكأنا ملزمون بملاحقة جديدها، دون أن يقر لنا جفن كي نمعن النظر في من حولنا، فأصبح البعيد أقرب لنا من القريب، ويشاركنا ما لم نفكر في مشاركته مع من نسكن معهم في المنزل الواحد.

ثم تساءلت ... هل نحن ندرك يقيناً بأن جلسة واحدة مع أب أو أم أو قريب أولى من قضاء الساعات الطويلة على شاشات الجوالات دون أن نمل أو نكل، نتنقل فيها من تطبيق لآخر، ومن رسالة لأخرى في سلسلة من الإغراءات المتنوعة، التي تفنن صانعوها في جذبنا من عالمنا الواقعي إلى عالم افتراضي مجهول. ولا يكاد يسلم وينجو من نهشاتها إلا من وفقه الله وعرف قيمة وقته، وحد لنفسه حدوداً ووضع لها قيوداً كي لا تسلب منه وقته ومحبيه وأعز ما يملك. وضعت قلمي ولا زالت التساؤلات تتوارد عليَّ فالموضوع ذو شجون.

همسة ..

عيشوا حياتكم بجمالها وأدق تفاصيلها مع والديكم وأبنائكم وأقربائكم وأصدقائكم وأحبتكم، شاركوهم فرحتهم، وأنسهم، وشاطروهم حزنهم وهمومهم. قبل أن يكبر الصغير، ويشيب الكبير، ويغيبوا عن أعينكم.

يسرني جميل تواصلكم @m2025a

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook