السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الطوفان القادم ( 6 )

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
  ومن أسباب الإلحاد إغلاق باب الحوار مع الشباب وعدم الاستماع إلى ما يجول في رؤوسهم من أفكار وشبهات متعلقة بالدين. وربما وجد الشاب الذي يصارع الشبهات التبكيت من بعض أهل العلم أو بعض المدرسين أو بعض المربين، ظناً منهم أن هذا التصرف يميت ما لديهم من خواطر أو شبهات دينية، وما علموا أنهم كبتوها ولم يميتوها، ولم يحجموها بل تركوها تستعر ناراً في داخل هذا الشاب حتى تهلكه وتدخله في الكفر والإلحاد. ومثال ذلك: عبدالله القصيمي فقد كان من ضمن أسباب إلحاده شبهات خطيرة حول القضاء والقدر، لم يجد من يستمع إليه ليبث ما لديه من إشكالات وشبهات حول هذه القضية، بل إن بعض أهل العلم في زمنه كان يقمعه ويقول: سبح، هلل، اذكر الله. وظلت هذه الخواطر والأفكار والشبهات حبيسة في داخله إلى أن خرجت في صورة إلحاد. وهذا شاب وقع في براثن الإلحاد ذكر أن السبب الرئيس الذي أوقعه في الإلحاد هو سوء تعامل بعض أهل العلم وطلبته معه بسبب تساؤلاته التي يبحث لها عن جواب. ويقول عن أزمته العقدية: بدأت قصتي مع مدرس الدين الذي كان يكبتني ويزجرني ويتهمني في ديني كلما وجهت إليه استفساراً جريئاً في حصة الدين، فكرهت المادة والمدرس معاً. وتولدت لدي تساؤلات محيرة خِفتُ في مجتمعنا المحافظ من طرحها خشية تكفيري ولم أكن كافراً ولكن مستفهماً عن إشكالية عقدية. ويواصل قصته قائلاً: ودخلت مسجداً لأصلي وكنت ألبس على رأسي (الكاب) فزجرني أحد المصلين بطريقة فيها انتقاص وقسوة وجعلني أخرج من المسجد. وهكذا توالت المواقف مع بعض المحسوبين على الدين والدعوة فنفروني منهم، إضافة إلى خوفي من مفاتحتهم، وأنا الصادق في البحث عن أجوبة مقنعة في زمن الانفتاح والتساؤلات والشكوك... ودخلت مواقع النت الحوارية والمنتديات والشبكات فتلقفني مجموعة ممن زادوا شكي وأصلوه. وقد عاد الشاب بعد ذلك إلى الإسلام بعد أن وفقه الله إلى لقاء أحد الأطباء المشهورين وهو عالم أبحاث سعودي، الذي احتواه ودخل معه وحرك الإيمان في قلبه من خلال النظر إلى عظمة خلق الإنسان ونقض دليل الصدفة العمياء، وخرافة تولد الحياة من المادة وغير ذلك. وما ذكرت هنا ليس مبررا لضلال من ضل أو ألحد، أو إلقاء اللائمة كاملة على أهل العلم، إنما هو لبيان أثر إغلاق سبل الحوار مع الشباب. أيها الدعاة أيها المعلمون أيها الآباء رفقاً بالشباب احتووهم واسمعوا لهم وما لديهم من أفكار وخواطر وشبهات مهما كانت، ومهما بلغت، فإن الشبهة لا يخرجها إلا الحوار القائم على العلم وحسن الإنصات وسعة الصدر والحلم. ونحن في زمن انفتحت الدنيا بخيرها وشرها على المجتمعات المسلمة وخصوصاً الشباب، وتلقفتهم أجهزة هي في جيوبهم تجوب بهم العالم كله، وتوصل إليهم من الأفكار المنحرفة والضالة الشيء الكثير ولن يحصنوا ولن يُحموا إلا بأمرين: الأول: زراعة المراقبة الذاتية لله تعالى في السر والعلن. الثاني: سماع ما لديهم من شبهات وإشكالات عقدية. إن الكبت والقمع وفرض الرأي بالقوة لن يوقف الانحراف الفكري ولن يقضي على الشبهات لديهم، فمعطيات الحياة تغيرت، فالحوار الحوار. عبدالعزيز السريهيد [email protected]  اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook