الحياة لا تقف عند محطة انكسرت بها، أو شخص فارقك، فالحياة متجددة مع بزوغ شمس كل يوم، الشمس هي ذاتها والقمر هو ذاته والحزن هو ذاته والفرح هو ذاته، ولكن أنت لا ينبغي أن تكون أنت ذاتك قبل ساعة أو قبل يوم أو قبل عام، فأنت طاقة متفجرة ومتحركة لا يختزلها زمان أو مكان، خلقت لك يدان إذا ما توقفت إحداهما فلك الأخرى، لتبقى الرسالة والمعنى الواضح "لا تيأس".
قارب النجاة في أعماقك وبيدك مجدافه، فإن أردت النجاة والوصول إلى حلمك دون الوقوع في غياهب الفشل وظلامه الحالك ، فقط امسك المجداف وحرك الأمل في دواخلك فقد خلق لك هذا الكون بأكمله، سماواته وكواكبه ونجومه ومجراته فكيف تسمح لليأس أن يختزلك ولليأس أن يوقفك وللظلم أن يحبس نورك، وللإعاقة أن تجمدك كصفيح ثلج غادرته الحياة.
أنت الإنسان صاحب اللسان والبيان، أنت المهندس العظيم، أنت الطبيب البارع أنت الكاتب المبدع، أنت المطرب الفَذ لا تسمح للكسل أن يحطمك ويسلمك للموت، دون أن تضيفَ للحياة شيئاً تذكر به، كن كالطود العظيم الذي يقف أمام هدير السيل الجارف المحطم للآمال والطموحات، أنت الرقم الصعب والقوة العظمى أنت الاستثمار لذاتك فلا تبخل بذاتك لذاتك.
سوف يصيبك الحزن لا محالة، والخوف لا محالة منه لأن هذه الحياة دار امتحان وبلاء واختبار فإما أن تقف شامخاً وجَسوراً، أو تتحطم مع الأمواج كلوح خشبي ممزق، لا تستسلم فأنت قوي وأنت إنسان ولهذه الكلمة معنى واحد وهو القوة ولا شيء سوى القوة.
