الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تقييم تبعات التقييم

فهد بن جابر
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

في مثل هذا الوقت من كل سنة ميلادية، يستقبل موظف القطاع الخاص (التقييم السنوي). وفيه تتباين ردود الفعل، بين رضا وسخط. البعض يهمه من التقييم الأثر المادي وما يتبعه من امتيازات، وذلك حق مشروع -خاصة في الشركات الربحية. والبعض الآخر يهمه الجانب العاطفي من أثر ذلك التقييم. والبعض همه الأكبر؛ جانب القيم العليا مثل جانب الإنصاف. فلأي فريق تنتمي أنت؟ أم أنك من فريق آخر؟ والأهم كيف هو سلوكك تجاهه؟

اضافة اعلان

كما ترتفع أصوات الغضب والسخط في هذا التوقيت، ففيه يكون همس الرضا والسعادة على نطاق ضيق. ما لا شك فيه أن الإنسان يرى نفسه أفضل مما هو عليه، بل قد لا يرى كثيراً من عيوبه، والأسوأ أن يراها مزايا. وللعدل يجب أن نتذكر "أن العدل المطلق لا مكان له في الدنيا".

من الطبيعي أن الأثر الأكبر دائماً للأشياء التي تمس الشخص بشكل مباشر، وكذلك للأشياء ذات الأثر طويل الأمد، وأيضاً للأشياء التي لها علاقة برأي غيره فيه؛ وكل ذلك ينطبق على التقييم السنوي لعدة أسباب منها:

عندما يَبذل الشخص جهداً في مجال، فإن من أقل حقوقه أن يتم تقييم تلك الجهود كما تستحق، فلا جهد مبذول دون هدف مقصود.

حينما يقضي الشخص ساعات في عمل، فإنه بلا شك لا يريد أن يخسر ذلك الوقت. أليس من حقه أن يشعر بالسخط حيال خسارة ما قام به خلال عام كامل؟ خاصة إذا كان يقضي وقتاً إضافياً بعد ساعات العمل الرسمية!

قد تمتد أنواع الخسارة لتشمل المادية منها. فمن الموظفين -القلة الساعية للانقراض- من يدفع من ماله الخاص، لما يساعده على إنجاز عمله من أدوات مكتبية مثلا، بل وحتى استعماله لهاتفه الخاص لإنجاز مصالح العمل.

ومن أهم الأسباب المؤدية للسخط أن يتوقع الموظف تقييماً أفضل مما وصله، والمنطق ليس المقياس الوحيد في هذه النقطة، ولكن من أفضل الطرائق لتجنب هذه الصدمة؛ توقع الأقل دائما. أما السبب الأكبر للغضب، والمدعاة المقبولة للسخط غياب الإنصاف. إن قيمة العدل لهي أهم القيَم لدى الموظف. ليس على مستوى المنظمات الإدارية فقط، بل على مستوى المجتمعات والدول أيضا. وبغض النظر عن سبب غضب الغالبية، إلا أن ذاك الغضب وذلك السخط لا يُغيرا شيئاً من وضع التقييم.

قامت بعض الشركات بتغيير المسمى من "التقييم" إلى "التقويم"، فإن كان ذلك الهدف؛ فهو هدف سامٍ جداً، وإلا فهو سامٌ جداً.

لست ضد أن تتم مناقشة الأسباب والحلول، ولكنني ضد أن يَقتل الموظف طموحه، ويُحرق قلبه حزناً. هنالك وسائل رسمية للتظلم إن كان الموظف غير راضٍ به. ولكنني أتساءل -رغم أهمية الموضوع- هل يستحق ذلك الغضب السنوي المرتبط بالتقييم التقييم على المستوى الشخصي؟

فهد بن جابر

@FahdBinJaber

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook