نظرية جمع الحطب!

أ أ

تقول الحكاية آنساتي وسادتي:

في ليلة تنصيب الزعيم الجديد لقبيلة الهنود الحمر، سأل أفراد القبيلة زعيمهم الذي لا يعرف شيئا عن الأحوال الجوية.. هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام؟ فأجابهم الزعيم: نعم سيكون بارداً.. اجمعوا الحطب.. وبدأت القبيلة بجمع الحطب.. وبعدها اتصل الزعيم بالأرصاد الجوية حتى يتأكد من معلومته وسألهم.. هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام.. فأجابوا: نعم.. سيكون بارداً جداً.. فأمر أفراد قبيلته بجمع كميات كبيرة من الحطب.. وبعد مضي فترة من الزمن اتصل مرة أخرى بالأرصاد الجوية وسألهم ذات السؤال.. هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام؟.. فأجابوا نعم.. سيكون بارداً جداً جداً.. فأمر أفراد قبيلته بجمع كميات أكبر من الحطب حتى لم يعد هنالك وجود للحطب في القرية.

اضافة اعلان

وبعد مضي فترة من الزمن اتصل بالأرصاد الجوية حتى يتيقن من معلومته وسألهم.. هل سيكون الشتاء بارداً هذا العام.. فأجابوا نعم.. سيكون الشتاء الأبرد على الإطلاق.. فسألهم الزعيم من أين تستقون معلوماتكم؟ فقالوا: رأينا الهنود الحمر يجمعون كميات كبيرة من الحطب!!!

هكذا تدار بعض سياسات الدول، وهكذا هي بعض قرارات الإدارات والوزارات.. إما بناءً على معلومات وإحصائيات مغلوطة أو من مصادر غير مدروسة، أو مستقاة من دراسات واهية وتحليلات مضللة أو من آراء أحد الأفراد أو الاستشاريين... وهو ما يمكن أن نسميه نظرية جمع الحطب..!

لن ولن تحتار.. تلفت حولك.. ستجد الأمثلة ماثلة أمام عينيك على هذه النظرية.. كم من قرار عشوائي تبنته وزارة ما زمناً ثم تركته.. كم من قرار جاء كرأي لشخص كلف إدارة ما ميزانيات.. كم من المشاريع بنيت وشيدت ثم تم هدمها وإزالتها تحت ذرائع غير مقنعة.

في عالم الإدارة دقة المعلومة مهمة، وصحة القرار ضرورة والدراسة ومصدرها أهم.. هناك لاءات مهمة: لا للاستعجال في اتخاذ القرارات، لا لردات الأفعال المتسرعة، لا لترقيع قرارات سابقة أثبت الزمن فشلها!

* * *

* ابتسم..

سأل صديقه: ماذا تعمل الآن بعد التقاعد؟

فقال: أعمل معالجات مائية حرارية للألمنيوم والمعادن المختلفة والزجاج، في بيئة مقيدة وبإشراف تخصصي...!

وبالسر سأل ابنه الأصغر عن التفاصيل قال: أبوي يقوم بغسيل المواعين والصحون بالماء الساخن، تحت إشراف أمي!

طرفة متداولة.. بس بصراحة طريقة العرض مبهرة!

* أبيات..

للشاعر: فاروق جويدة

يا كذبةَ العمرِ الجميلِ تمهّلي

ولتقرئي قبلَ الرحيلِ كتابي

سطرٌ وحيدٌ بالدماءِ كتبتُه

أقسى الجراحِ؛ خيانةُ الأحبابِ