الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

إجبار المعيدات على الابتعاث.. معاناة باسم التعليم

التعليم العالي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - تقرير:

"الابتعاث الإجباري" حول حياة كثير من المعيدات والمحاضرات إلى جحيم ومعاناة، بينما أجبر أخريات على التخلي عن أحلامهن، وحرم الوطن من جهودهن في مجالاتهن العلمية.

اضافة اعلان

ومنذ إقرار شرط الابتعاث الإجباري قبل 4 سنوات استمرت المطالبات بإلغائه، مع إدخال تخصصات جديدة للماجستير والدكتوراه إلى المملكة، والسماح للمعيدات والمحاضرات بدراسة الماجستير في الجامعة نفسها.

وينص هذا الشرط على أن يتم ابتعاث المعيد "أو المعيدة" للخارج في غضون من 6 إلى 9 أشهر من توقيع العقد الذي يتضمن شرط إلغاء التعيين في حال عدم السفر للخارج، كما يحرم المعيد من تقديم الماجستير في الجامعة التي تم تعيينه فيها ومن يتم قبوله في برنامج ماجستير الجامعة لا يُقبل كمعيد في نفس الجامعة.

وفضلت كثير من المحاضرات، خلال السنوات الماضية، ترك العمل بالجامعة اضطراراً؛ لعدم قدرتهن على الابتعاث للحصول على الماجستير، بينما تم نقل أخريات إلى العمل الإداري بغض النظر عن مستوياتهن العلمية.

ورغم أن القضية مرت عليها عدة سنوات، إلا أن تكليف د. عزام بن محمد الدخيِّل، بمهام وزارة التعليم في الأوامر الملكية الأخيرة، حدا بكثيرين لتجديد المناشدة لتغيير هذا الوضع، وإعادة الأمور إلى نصابها، سواء من المعيدات المتضررات من القرار، أو أولياء أمورهن، وكذلك من المهتمين بالشأن العام خاصة من الأكاديميات.

وكانت لقضية مقتل المبتعثة "ناهد المانع" في شهر شعبان من العام الماضي، في بريطانيا أصداء واسعة فتحت باباً واسعاً من التساؤلات حول جدوى هذا الشرط، وهل يستحق فعلاً الإصرار عليه.

 وبينما اعتبرت كثير من المحاضِرات هذا النظام تعسفاً غير مبرر، وابتزازاً لهن، طالب عدد من الأكاديميات بإعادة النظر فيه خاصة أنه لا فائدة له، معتبراته سبباً في ترك كثير من المحاضرات المتفوقات للجامعة والمستقبل الأكاديمي، فضلاً عن المشقة التي يسببها، وما يؤدي إليه من محاذير شرعية.

للابتعاث فوائد

قالت د. فدوى بنت سلامة أبو مريفة، عضو مجلس الشورى، والعميدة السابقة لكلية العلوم في جامعة الأميرة نورة، إن للابتعاث دوراً لا يمكن إنكاره حيث يدفع تطور المعرفة، وهو بلا شك له عائد على الطالب نفسه بتلقيه العلوم بطريقة أخرى؛ مما يساعد على توسعة مداركه وأفقه، ونقل خبرات جديدة وبالتالي المساهمة في نقل المعرفة بطرق مختلفة عند العودة للوطن، بالإضافة إلى التأهيل والتأسيس لتخصصات جديدة غير موجودة وعلى وجه الخصوص في التخصصات العلمية والصحية، فنحن نتفق بأن هناك العديد من المغانم التي سيجنيها الوطن من الابتعاث، ليس لعدم ثقتنا بجامعاتنا ومخرجاتها؛ بل لأن الابتعاث يعني الاستزادة من مخزون غيرنا العلمي.

وأضافت د. أبو مريفة في حديثها لـ"تواصل": "لا ننسى أن هناك جيلاً من الرعيل الأول من بناتنا درسن وتخرجن في كليات البنات، بجامعاتنا وحصلن على أعلى الألقاب العلمية بتميز أبحاثهن ونشرها في المجلات العلمية العالمية، حيث حملن شعلة الدراسات العليا والإشراف على الرسائل الجامعية - محدثتكن إحداهن - (وأجيال سبقنها تخرجن من ذات الصرح كن قدوتها في التميز العلمي)، ومع ذلك أتمنى الآن لو كان الابتعاث مسموحاً لنا حينها لما ادخرت جهداً في الاستزادة من معين العلم من الجامعات العالمية العريقة ليس لعدم ثقتي بجودة جامعاتنا بل لإيماني بالتلاقح الثقافي والعلمي".

"تعنُّت"

وتابعت "تظهر بين الحين والآخر مناشدات ممن تضررن من المعيدات والمحاضرات من الإجبار على الابتعاث بالمطالبة بإعادة النظر في هذا الأمر، فالإجبار على الابتعاث كان أحد الشكاوى التي تقدم بها بعضهن إلى بعض عضوات مجلس الشورى، ثم تجددت هذه المطالب بعد حادثة مقتل المبتعثة "ناهد"، وعاودت الظهور حالياً مع تقلد الدكتور عزام الدخيل حقيبة وزارة التعليم، وذلك بعد دمج طموحات الوزارتين في وزارة واحدة بناء على الأمر الملكي الكريم الذي استبشرنا به حيث جاء مستشرفاً للمستقبل ومطوراً للواقع، وقد جاءت هذه المناشدات على خلفية إجبار بعض الجامعات المعيدات والمحاضرات على الابتعاث كشرط لمواصلة الدراسات العليا، وقد أدى التعنت في هذا القرار إلى تأخر حصول بعضهن على الدرجة المستحقة، رغم تميزهن وتفوقهن، علماً أن هناك تخصصات لا تحتمل التأخير أو التأجيل، وقد يتعرض الطالب فيها للنسيان، وعدم مواكبة الجديد في التخصص مثل التخصصات الصحية والعلمية".

وأضافت عضو مجلس الشورى: "نعلم جميعاً أن للطالبة ظروفاً اجتماعية خاصة بها، فهي مرتبطة بأسرتها، وأحياناً يكون عدم تفرغ المحرم للسفر معها عائقاً للابتعاث، بل إنني صادفت من كانت أم زوجها عائقاً أمام ابتعاثها للخارج، وقد سبق أن صدر تصريح لمعالي وزير التعليم العالي السابق بأنه وجه الجامعات على عدم إجبار المعيدات والمحاضرات على الابتعاث، وأن تشكل لجان داخلية لدراسة وضع الطالبات، وعلى الرغم من ذلك إلا أن بعض الجامعات لازالت تصر على ذلك دون النظر لظروف الطالبة".

تعليمنا.. وغياب الثقة

وشددت على ضرورة عدم ربط الابتعاث بتطوير التعليم لدينا وازدهار المعرفة، "بل هو أحد الطرق، وعلينا أن نثق بمخرجات جامعاتنا، وهي التي يخصص لها كل عام ميزانية تفوق العام الذي يسبقه".

وأشارت إلى أن هناك عدة سبل وطرق يمكن لوزارة التعليم السير فيها لدعم الدراسات العليا لدينا، والنهوض بالتعليم الجامعي، وتجويد مخرجات جامعاتنا، فعلى الجامعات تفعيل الإشراف المشترك، والتعاقد مع أعضاء هيئة تدريس من جامعات مرموقة، وبدرجات علمية لا تقل عن أستاذ مشارك.

وطالبت د. فدوى، بأن يكون أمر الابتعاث اختيارياً للطالبات وليس إجبارياً، وأن تدرس أحوالهن، وقصر الابتعاث على التخصصات الفرعية النادرة فلا ننسى أن الابتعاث غير المدروس يكلف ميزانية الدولة، معربة في ذلك عن أملها في أن يكون هناك حرص على مواصلة الفتاة السعودية تعليمها العالي دون تعثر، والتشجيع على الابتعاث ولكن دون إلحاق الضرر بالأسرة التي هي المكون الأساسي للمجتمع.

من جانبها، علقت عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، الدكتورة حياة بنت سعيد باأخضر، في هاشتاق "إجبار المعيدات والمحاضرات على الابتعاث"، قائلة: "لماذا يجبر الجميع طلاباً وطالبات على الابتعاث لإكمال دراستهم والتخصصات متوفرة في بلادنا بحمد الله؟".

وكان العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك، قد وجه في وقت سابق رسالة إلى مسؤولي الجامعات، والقائمين على أمر ابتعاث الفتيات، يطالبهم فيها بوقف هذا الأمر الذي اعتبره فتنة.

وأعرب العلامة البراك في رسالته عن عجبه من فرض الابتعاث على بنات المسلمين، قائلاً: "اتقوا الله، فأنتم المتحملون لوزر فرض الابتعاث عليهن"!.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook