الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

فلسفة الإحباط بين الواقع والتنظير

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
أشد أنواع الإحباط هو شعور الإنسان بعدم رغبته في قضاء يومه بشكل إيجابي فتراه منزوياً بين حيطان البؤس متلحفاً برداء اليأس مندفعاً نحو هاوية سحيقة مليئة بكل المشاعر السلبية نحو نفسه ومحيطه، بل وقد يصل به الحال إلى القنوط من رحمة الله. هذه الحالة النفسية قد تمر بالكثير منا على مستويات مختلفة قد تصل بأحدهم إلى نصف الطريق، وقد تصل بآخرين إلى مدى متناهي الخطورة وقد تصل إلى الانتحار. هذا المزيج من الإحباط والتشاؤم وليد عدة عوامل مؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر في هذا السلوك نتيجة فقر وبطالة وجهل ومخدرات وأمراض نفسية ومؤثرات أسرية من خلافات بين الوالدين أو بين الإخوة أو الأقارب وقد تدفع بالبعض إلى الهروب من هذا الواقع المؤلم بنظرهم إلى أحضان الإدمان والسلوكيات الشاذة ومنهم من يذهب إلى التدين المتطرف لينهج سلوك التطرف والسخط على المجتمع ومحاولة التغيير عبر نهج التطرف. افتقاد الكثير منا لثقافة وفن إدارة الأزمات جعل من الصعب لدى البعض التعامل مع تحديات الواقع بشكل عقلاني مبني على فهم هذا الواقع وتلمس الحلول للخروج من بعض المعتركات الحياتية بشكل إيجابي وإعطاء الأشياء حجمها الطبيعي بعيداً عن تضخيم المواقف والتحديات والبعد عن التفكير الزائد بهذه العقبات حتى لا تأخذ بعد غير واقعي لها. هذا التفكير المحبط قد تكون له نتائج كارثية على الأسر والأفراد إذا لم يتم احتوائه بطرق مناسبة ووفق دراسات علمية ونفسية واجتماعية من أجل تشخيص واقع الكثير من حالات الإحباط واليأس والنقمة على المجتمع والتي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي وانعكاسات ذلك واقتراح الحلول المناسبة لذلك بعيداً عن التنظير والفلسفة السقراطية والبعد عن تنميق الواقع بأشكال بعيدة عن الواقع الحقيقي بل نحن بحاجة للتعامل بشفافية مع مشاكلنا كما هي دون تنميق وتلطيف لأجواء غير حقيقية حتى نستطيع أن نضع مبادرات وحلول قابلة للتنفيذ. الدور الأسري والجهات الفاعلة في المجتمع من مدارس وجامعات وجمعيات متخصصة يجب أن يكون حاضرا لمعالجة هذه الحالات اليائسة قبل أن يستفحل الأمر لدى البعض نحو مناحي سلبية جداً وحالات الانتحار التي قد نراها بين ألفينة والأخرى هي نتاج لغياب بعض الأدوار للفاعلين في صياغة سلوك الأفراد ونتطلع بشدة أن يتم دراسة بعض تلك السلوكيات وإعلان نتائج تلك الدراسات حتى يكون المجتمع على وعي بما يحاك به من بعض الجهات الخارجية عبر استهداف شباب المملكة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الموجه وعبر غزو المملكة بجحافل من المهربين وعصابات التهريب ولا يخفى على الجميع مدى إثر المخدرات في إيجاد مناخ إحباط يعتري من يدخل في مجاهيل الأنفاق المظلمة للإدمان. الدور الأسري هام في هذا الجانب ويجب أن يكون هناك رقابة مباشرة وغير مباشرة للأبناء وغرس قيم الفضيلة والتفاؤل وطرق معالجة التحديات دون مبالغة في تضخيم الوقائع والانتباه للغزو الجديد الذي بدأت صورة تتضح جليا عبر نهج استهداف الأطفال والعبث بقيمهم من خلال الألعاب الإلكترونية والتي الكثير منا يتعامل معها بحسن نية رغم خطورة ذلك حيث أوجدت هذه الثغرة منفذا كبيراً لعصابات الإجرام للدخول في عمق بيوتنا ومحاولة اللعب بأفكار أبنائنا وتشكيل سلوكيات شاذة تؤدي إلى نوع من أنواع الإحباط قد يؤدي إلى حالات الإيذاء الجسدي وهذا يتطلب وعي جيد بهذا الجانب ولا يكفي علمنا بهذا الواقع دون أن يترجم ذلك بسلوكيات تكبح جماح تهور أبنائنا غير المحسوب العواقب بل لابد أن يكون حضور الأسرة فاعلا في هذا الجانب حتى لا نرى أبنائنا معلقين بمشنقة الإحباط واللهو غير البريء. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مستشار أسري ومدرب معتمد  اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook