الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مقال بين الألف والياء «ضَع نفسك بين صفوف الأقوياء!!!»

تنزيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

ضمني زميل لي يعمل مديراً لمحطة فضائية عربية كبيرة إلى لجنة اختبار مذيعين جدد يرغبون في انضمام بعضهم لفريق العمل في القناة، فانصب تركيز زملائي أعضاء لجنة الاختبار على مقومات واشتراطات المذيعين النمطية المعروفة، أما أنا فكان تركيزي منصب في اتجاه آخر وهو إثارة حفيظة المتقدمين واستفزازهم لمعرفة السمات الشخصية والانفعالية.

اضافة اعلان

ضغط عليَّ أحد أعضاء اللجنة بعدما أنهينا عملها لمعرفة سبب مواقفي المستفزة هذه مع المتقدمين!

فقلت له: لإيماني الشديد –سيدي- بأن عملية ضبط النفس تعد واحدة من أهم مقومات نجاح الإعلامي في عمل تتلاطم فيه الضغوط من كل جانب كما تتلاطم أمواج البحر.

فقال لي: صدقت.

وبدأت مناقشات حادة بين كل أعضاء اللجنة حول ضرورة تحلى الإعلامي بالثبات الانفعالي والتحكم في انفعالاته، والسيطرة على نوبات الغضب التي يمكن أن تعتريه أثناء تأدية عمله الإعلامي.

أضاف سائلي قائلاً: إنه لا يخلو أي إنسان من الشعور العاطفي والانفعالي.

فقلت: إلا الإعلامي... فالإعلامي أو من يرغب أن يمتهن هذه المهنة ينبغي عليه أن يتسم بالعقلانية وضبط النفس، وألا يتصرف بعاطفة تامة تجعله يعزل العقل في موقف يثير غضبه، وألا يسمح لموجات الانفعال التي يتعرض لها بسبب الضغوط والظروف والأحداث والمتغيرات بأن تكون سببًا في صدور أفعال لا يحمد عقباها.

وأنهينا النقاش بعدما اقتنع جميعهم بوجهة نظري.

ضبط النفس -برأيي- أصبح ضرورة ملحة من ضروريات العمل الإعلامي، فقوة الإعلامي تكمن في مقدرته على حبس الانفعال السلبي، والسيطرة على الأعصاب وضبط النفس، وتوقع العواقب، فضبط النفس بنظري صفة عالي الهمة، وقوي العزيمة، وصادق اللهجة، وثابت المحبة، وعظيم الإرادة، وسائس الريادة، وجميعها صفات الإعلاميين الذين نعتبرهم ضمير الأمة، وحملة رسالة، ومشعل هداية ونور.

ضل طريق النجاح في العمل الإعلامي، من لا يملك نفسه عند الغضب، فضبط النفس والتحكم فيها ينتج عن استيعاب الضوابط الاجتماعية والسلوكية التي يتعين على الإعلامي تبنيها في محيط عمله، ويتطلب ذلك منه مهارة وذكاء.

ومَن لا يتقن مهارة ضبط النفس ينبغي عليه التدرّب المستمر عليها ليكتسب مهارة سعة الصدر ورحابته، وذكاء استقبال الموقف على أنّه ليس أمراً عظيماً، فلا شيء من حوله وفي محيط عمله يستحقّ الغضب حتى ولو كان خطأ.

ضَع نفسك بين صفوف الأقوياء الذين يستطيعون كبح جماح انفعالاتهم، ويحكِّمون عقولهم في مواقف قد تثير حفيظتهم وتشيطهم غضباً، فيكسبون بمواقفهم هذه قلوب الآخرين... فضبط النفس سمة حقَّق بها الطامحون آمالهم في العمل الإعلامي، وأحسنوا اتخاذ قراراتهم، وأصبح صوابهم أكثر من خطئهم، وحققوا من الإنجازات ما يملأ مئات السجلات، يتمناها كل المتقدمين للجنة اختيار المذيعين التي كنت أحد أعضائها.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook