الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

دلالات وتداعيات التخلف التقني

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

من حسنات تقدم العلم وتطوره أنه كما كشف لمن قبلنا أمور لطالما حيرتهم وأشكل عليهم التعامل معها، كشف لنا نحن أيضاً ما كان يُحيرنا وننتظر تفسير العلم له ولقد تنوعت أنماط العلوم ومصادرها إلا أن النتيجة كانت دائماً ولازالت واحدة وهي زرع المعرفة وفك طلاسم ما أشكل على الكثير من البشر فهمه والتعاطي معه ومن بين هذه العلوم علم في غاية الأهمية وهو ما يُعرف بعلم "التقنية" وقد تعددت مصادر ومعارف "التقنية" وكيفية استخدامها وتطويرها والتعامل معها إلا أن الواقع يقول إننا لا زلنا كعرب غير قادرين "في المجمل" على أن نحسن استقبالها وقبولها والإسهام فيها إسهامات ملموسة، عدا بعض الاجتهادات الفردية التي بالرغم من كونها فردية إلا أن العالم التقني اعترف بجودتها وتميزها مما يعني بالضرورة أن إسهامنا الفعّال في المجالات العلمية والتقنية تحديداً يمكن له الحدوث ويمكن له التحول إلى حقيقة مشرفة تخلق انطباعات وتصورات حسنة عنّا كعرب وكمسلمين.

اضافة اعلان

إننا نرى كيف أن العالم بأسره أصبح اهتمامه بعلم "التقنية" لا تشوبه شائبة حيث نرى أفراده يتسابقون في الابتكار والإبداع التقني مما جعل هذا العلم حالياً يُعد أحد أهم علوم هذا العصر الذي أصبح الإلمام به أمر لا مناص منه بل هو في الواقع أصبح تحصيل حاصل عند الكثير من الدول خاصة المتقدمة منها، حيث إن معظم المنتمين لهذه الدول تشربوا ما أشرت إليه من معارف بل حتى تجاوزوا ذلك وبلغوا مرحلة الريادة في هذا العلم ونرى ذلك جلياً من خلال سعيهم الدؤوب لجعل علم "التقنية" أكثر احترافية وأكثر تطوراً وتميزاً وبساطة.

وهنا أنتقل بالحديث وفي نفس السياق إلى بلدي السعودية حيث إن من بين أهم الأسباب التي أعاقت تقدمنا في علم "التقنية" هو تراجعنا المعرفي في مجال التعليم التقني تحديداً والذي يُعد الرافد الأساسي لأي مجتمع يرغب في الإسهام المثمر في مجال "التقنية" وتذليل صعوبات التعاطي معها، كذلك من بين الأسباب أيضاً الغياب التقني الذي "كُنَّا" نلمسه في مؤسساتنا المحلية سواءً الخاصة منها أو الحكومية، ولكن هذا القصور بدأ يتلاشى ولله الحمد مع بزوغ فجر الثورة الثقافية والعلمية التي تعيشها البلاد حالياً حيث بدأت المسيرة "التقنية" في التصاعد يوماً بعد يوم وذلك يمكن ملاحظته من خلال بعض الأمور المستحدثة كإنشاء مدينة الأحلام والحالمين "نيوم" على سبيل المثال وكذلك تأسيسنا للاتحاد السيبراني العالمي والذي يُعد نواة خصبة تنذر ببزوغ مستقبل مشرق في مجال "التقنية" وتفرعاتها الأمر الذي سيُمَكّن الوطن من القيام بتحولات علمية جادة ومثمرة ستعود بالنفع دون أدنى شك على المجتمع ككل وأيضاً على تطلعات أفراده.

إن ضرورة اللحاق بركب "التقنية" أصبح حوجة حياتية ومعيشية مُلحّة لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها فهي لم تعد ترفاً كما كانت عليه في السابق يمكن العيش بدونها أو حتى غض الطرف عن أهمية تفعيلها مما يعني قطعاً أن الاستمرار في تجاهل أهمية "التقنية" والاستمرار في عدم الانفتاح عليها لن ينتج عنه إلا المزيد من التخلف والتراجع العلمي والحضاري وهذا ما فطنت إليه القيادة السعودية الحالية كما أشرت سابقاً الأمر الذي دفعها دفعاً لاتخاذ خطوات وإجراءات عملية ومؤسساتية كبرى أشرت أعلاه إلى أمثلة منها وهذا التحول التقني الضخم واسع النطاق لهو أكبر مدعاة للتفاؤل بل والاستبشار بأن الأيام المقبلة حبلى بما هو أفضل بإذن الله لنا ولبلادنا.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook