الثلاثاء، 07 شوال 1445 ، 16 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هل الفقع من المخدرات؟

image
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

يكتظ هذا العالم الكبير بالكثير من أصحاب الهوايات المختلفة والعجيبة، منهم من يسافر لقارة أخرى ليرى مَعلَمًا، ومن يستيقظ مبكراً لأيام يترقب لحظة خروج فراشة من شرنقتها، أو سلوك خنفساء بعينها، ومنهم من يسافر ويدفع مبالغ كبيرة ليتناول عصير الضفادع الطازج. وكما قال أبو فراس الحمداني: "وللناس فيما يعشقون مذاهب". أتساءل عن الشغف العجيب لـ (بعض) عشاق الفقع، وتخطيهم الحدود في الحب!

اضافة اعلان

لماذا يُهلِك عاشقو الكمأة عزم مركباتهم سفراً ليلتقطوا الفقع؟ لماذا يجازف الباحث عن الفطر لدخول مناطق محظورة بطرق غير قانونية كأنه لص؟ أو ممن يبحث عن معلومات استخباراتية عن موقع فقط ليلتقط الفقع! أُشبه سلوك (بعض) مجازفي البحث عن الفقع بمدمني المخدرات.

الشبه الأول بين الفقع والمخدرات: الندرة، وهو ما يجعل عاشقوه يتعنون السفر للوصول له مهما كانت المسافة، ومهما كانت المشقة. الشبه الثاني: ارتفاع السعر، وهو نتيجة للسبب الأول. ولكن المنطق المنافس لقانون العرض والطلب، قانون ماهية الشيء، أي أن الفطر يبقى فطراً-وإن ندر. الشبه الثالث: اللون، فكما أن للمخدرات أشكال وألوان عدة، فإن للفقع ألوان، و(الأنقى) منها هو ذا اللون الأبيض أو ما يسمى بالزبيدي. الشبه الرابع: الشغف الزائد الذي يتعدى مجرد حب طعم، أو تحدي إيجاد أو متعة التقاط، بل تُشبه ما سُميَ بحمى الذهب. الشبه الخامس: المنع، وهو كون الحصول عليه غير قانوني في بعض المناطق. أما كونه قانوني في بعض الظروف؛ فكذلك الكثير من بعض أنواع المخدرات في بعض الدول. الشبه السادس-وهو الأهم: الإدمان، لا أستطيع توصيف تلك الحالة من ملاحقة أخبار تواجده، وتحمل أعباء السفر خلفه، أو دفع المبالغ الكبيرة للوصول له، أو مخالفة النظام بشكل صريح سوى بغير تسميته (إدمان) مع سابق الإصرار والترصد.

لا أعتقد أن الأسباب أعلاه كافية ليفعل (بعض) مدمني الفقع ما يفعلوه. انتشرت مقاطع لدخول بعض مدمنيه لمنطقة محظورة، مما تسبب لهم في عدة مخالفات منها: مخالفة النظام ودخول المناطق المحظورة. عند محاولة الجهات الأمنية إيقافهم شرعوا بالهرب، كون عملهم يتوجب التوقيف لما يقارب الأسبوعين، ودفع غرامة تصل إلى خمسة آلاف ريال. تسببت المخالفة الأولى في الثانية، والتي بدورها تسببت في الثالثة، وهي عدم الانصياع للأوامر من الجهات المخوّلة. أدت المطاردة لحصول بعض الحوادث وانقلاب أكثر من مركبة، منها ما هو للمدمنين، وما هو للجهات الأمنية، وهذه جريمة أكبر. البعض لا يعي خطورة جريمة الاختراق الأمني للمناطق المحظورة، ولا يرى من الموضوع سوى فرصة الحصول على فقع!

رغم كون حياة الفقع قصيرة جداً، ولها توقيت خاص جداً، وأماكن معينة، وقد يكون له ذكرى خاصة في نفس من يبحث عنه، إلا أنني أطالب بفحص مكوناته، فسلوك (بعض) مدمنيه سلوك مريب يؤكد على أنه ليس مجرد فطر.

فهد بن جابر

 @FahdBinJaber

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook