تواصل - بريدة: بعد أكثر من أربعة عقود قضاها في العمل الدعوي بالداخل والخارج، توفي اليوم الشيخ حمود بن محمد بن عبدالعزيز اللاحم، بمسقط رأسه في مدينة بريدة. والشيخ "حمود اللاحم" هو مؤسس مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي البطحاء بالرياض، والمركز الإسلامي بالفلبين (إسكاق) وعدد كبير من المراكز الإسلامية في شمال ووسط وجنوب الفلبين. وتولى "اللاحم" إدارة مكتب هيئة الإغاثة في مانيلا، ثم مكتب رابطة العالم الإسلامي، وأسس للعمل الدعوي هناك، واشترى أوقافاً تُقدر الآن بالملايين، وكان محل ثقة المسؤولين بسفارة المملكة في مانيلا، وقبلهم سماحة الشيخ "ابن باز" رحمهما الله. وأسس الشيخ "اللاحم" مع فريق من الشباب العرب عملاً مؤسسياً يُحتذى به على مدار عشرين سنة، بعد ذلك عاد للسعودية، واستمر يُدير أعماله في الفلبين عن بُعد، وفرغ حياته من جميع مشاغلها إلا في ما يتعلق بدعوة الجالية الفلبينية. كما أسس مع فريقه عدداً من المشاريع الضخمة في الفلبين والسعودية من أبرزها: مركز العناية بالمسلم الجديد، ومراكز إسلامية نموذجية في كافيتي وتوقيقارا، وعدد من المدن في شمال ووسط الفلبين، إضافة لإنشاء استراحة خاصة لاحتواء طلبة المنح والعمال من الجالية الفلبينة، وخصصها لهم من صباح الجمعة إلى قبل منتصف الليل. وعُرف -رحمه الله- في الوسط الدعوي، ويُعتبر من مؤسسي العمل الدعوي من حيث تأسيس مراكز الدعوة ودعم المناشط الدعوية وترجمة الكتب الدعوية وكفالة الدعاة. ولحق الشيخ بصاحبيه في رحلة الدعوة في الفلبين محمد القعود، وسعود العوشن -رحمهم الله- بعد أن سطروا نماذج في خدمة دين الله، فسيرتهم مليئة بالمواقف والأحداث، ما أحوج الدعاة إلى الاقتداء بها، غفر الله للشيخ وصاحبيه ورحمهم وأسكنهم فسيح جناته وأخلف في الأمة من هو خير منهم.
