الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بعد 16 شهراً من المجزرة.. حوامل مجهضات ومواليد مُشوهة بسبب "كيماوي الأسد" (فيديو وصور)

تنزيل (1)
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – تقرير:

منذ انطلاق الثورة السورية ضد نظام "بشار الأسد" قبل 4 سنوات تقريباً، ارتكب نظامُ الأسد وشبيحتُه أفظعَ الجرائم بحق الشعب السوري، واقترف أشنعَ وأقذر المجازر التي راح ضحيتها مئاتُ الآلاف من الضحايا، بين قتلى وجرحى، وتشرّد الملايين من بيوتهم. ولم يكتف "الأسدُ" بذلك بل استخدم الأسلحة الكيماوية بكل أشكالها وفي أكثر من مكان في سوريا، إلا أن المجزرة التي وقعت بتاريخ 21 أغسطس 2013 في الغوطتين حول دمشق، كانت الأفظع، حيث راح ضحيتها أكثر من 1400 قتيل، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ماتوا اختناقاً بغاز السارين المحرّم دولياً. وعمد النظام إثرَ ارتكاب المجزرة إلى قصف المناطق ذاتها بالطيران في الغوطة الشرقية والمعضمية وجوبر، إضافة إلى امتداد الغازات إلى زملكا في ريف دمشق بعد سقوط صاروخ آخر هناك يحمل الغازات السامة، بحسب ما أفاد ناشطون الذين أكدوا أن النظام ضرب الغوطة الشرقية بالكيماوي تحضيراً لاقتحامها.

اضافة اعلان

ضحايا الكيماوي ورغم مرور أكثر من عام على وقوع المجزرة، لا زالت آثارها باقية حتى اللحظة، حيث فوجئ أبوان في معضمية الشام بسوريا، سبق أن تعرضا للكيميائي خلال قصف قوات النظام السوري المدينة، أن طفلتهما الوليدة تعاني من تشوهات متعددة في العمود الفقري والرأس، وغياب العظم القذالي والجداري المشكل لعظم الجمجمة، وسائل محصور بين الجمجمة وفروة الرأس وانسلاخ الجلد – وفقاً لـ"الجزيرة.نت"-. حالة الطفلة التي توفيت بعد ساعات من ولادتها، هي الخامسة من نوعها خلال أقل من شهرين، والثامنة والسبعين من بين الضحايا الأجنة المولودين من آباء تعرضوا لغاز الأعصاب قبل 16 شهراً. وفي تقرير صادر عن مستشفى الغوطة التخصصي، ذكر الأطباء أن المولودة "تحمل تشوهات في العمود الفقري والرأس مع غياب العظم القذالي والجداري المشكل لعظم الجمجمة، فضلاً عن وجود سائل محصور بين الجمجمة وفروة الرأس وانسلاخ الجلد في أماكن متعددة من الجسم". ونقلت الهيئة السورية للإعلام عن أحد العاملين في مشفى المعضمية الميداني أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق وأن توفي خمسة أطفال بعد ساعات قليلة من ولادتهم إثر توقف القلب لديهم، لعدم اكتمال نمو الأعضاء بشكل كامل ووجود تشوهات فيها. وأشار إلى أن طفلين ولدا مشوهين وما زالا على قيد الحياة، وهما في الشهور الأولى، إلا أنهم يعانون من تشوهات داخلية لا تشاهد بالعين كصغر حجم الدماغ وعدم اكتمال نموه، ووجود فتحات في القلب مع انسداد صمامات قلبية، وبالتالي فإن حياتهم مهددة بالخطر لا سيما في ظل عدم توفر العلاج النوعي لهم، مؤكداً أن معرفة العلاج المناسب تتطلب إجراء أبحاث ضمن مختبرات تحتوي أجهزة متطورة عالمياً. دراسة وضمن دراسة يُجريها فريقٌ طبي من المستشفى حول تأثير غاز الأعصاب على الولادات وتشكّل الأجنة بعد قصف الكيميائي قبل 16 شهراً، شملت 211 شخصاً ممن تعرضوا للغاز الكيميائي ركزت على مراقبة الحمل والوظائف الأساسية للجسم وحالة نموها للأشخاص الذين شملتهم الدراسة، على امتداد شهرين ونصف الشهر من بداية سبتمبر الماضي وحتى 15 نوفمبر الماضي. ورصد الفريق الطبي الحالة العامة لدى النساء الحوامل وأزواجهن، وأجرى فحوصات سريرية وتحليلات مخبرية دورية ضمن الإمكانات المتوفرة خلال الولادة وبعدها. وأعد قاعدة بيانات وسجلاً طبياً خاصاً لكل شخص من الشريحة المستهدفة. وأظهرت سجلات الدراسة ارتفاعاً في حالات الإجهاض لدى النساء الحوامل في الثلثين الأول والثاني من فترة الحمل بلغت 53 حالة مقابل 17 حالة لحوامل أجهضن في الثلث الأخير من الحمل، بينما ولد خمسة أطفال بتشوهات خلقية مختلفة، اثنان منهم يخضعان لعناية خاصة من قبل الفريق الطبي. وأوضح الطبيب المشرف على الدراسة عمر حكيم أن "33 امرأة حاملاً لا زلن قيد المتابعة الدقيقة والمستمرة حتى نهاية الحمل"، مرجحاً ارتفاع حالات الإجهاض حتى انتهاء الفترة الأولى المتوقعة في مايو المقبل. ارتفاع معدل الإجهاض وقال: إن معدل الإجهاض ارتفع لدى الحوامل "بشكل مثير للتساؤل، حيث إن سبعين امرأة أجهضن خلال فترة الدراسة التي استمرت شهرين ونصف الشهر، مع أن معدلات الإجهاض الطبيعية في السنة لا تتعدى 0.005%، الأمر الذي يقودنا مباشرة إلى ربط مؤشرات الارتفاع بحادثة القصف الكيميائي على المدينة، حيث شكّل التعرض للغاز قاسماً مشتركاً بين الأفراد الخاضعين للدراسة".

ورداً على سؤال عمَا إذا كانت الجهات الرسمية في المدينة حصلت على تقارير تتصل بنوع الغاز المستخدم خلال القصف، قال إن البيانات الرسمية للجنة التحقيق الأممية "اقتصرت على تحديد زوايا ومواقع الإطلاق لتحديد الجهة المسؤولة، رغم حصول الفرق المختصة على عينات لتحليلها في معامل خارجية، لكننا لم نحصل على تقارير حاسمة حول نوعية الغاز أو تركيبته". وشكك الطبيب في نوع الغاز الكيميائي الذي تعرضت له المدينة مستنداً إلى تشخيص الأعراض التي ظهرت على الضحايا خلال الاعتداء والأيام التي تبعته، حيث شخَّص الأطباء الميدانيون أعراضاً من بينها انحلال الدم المفاجئ التي لا تظهر عادةً في تأثير "السارين" على البشر. وأكد ما ذهبت إليه فرضيات سابقة حول احتمال استخدام قوات النظام نوعاً آخر من الأسلحة الكيميائية، معللاً ذلك بأن "دراسة معدل الولادات الطبيعية والإجهاضات تؤكد أن الغاز المستخدم ترك أثراً من خلال خواصه وكفاءته لفترة طويلة، وسبَّب انحلالاً مفاجئاً في الدم سبب عشرات الوفيات على الفور، ناهيك عن الآثار السالف ذكرها". وأكد خبراء غربيون أن الهجوم الذي تعرضت له المدينة بصواريخ الغاز الكيماوي يعتبر أسوأ هجوم كيماوي خلال ربع قرن. وبحسب خبراء في الأسلحة الكيماوية فإن المماطلة في التحقيق تزيد من احتمالات إتلاف وإخفاء الأدلة أو التلاعب فيها.

تنزيل (1) gallery-preview BnSyNq0CAAElhno (1)441

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook