تواصل - فريق التحرير:
"كانت ضحكة أبي تزهر في قلبي سبعين ألف وردة، عليه الرحمة والأمان إلى يوم يبعثون".. تغريدة كتبتها ريما السبهان ناعيةً والدها الشهيد عبدالله السبهان، بعد مرور قرابة 3 أعوام على فراقه.
كتبت "ريما" هذه التغريدة بعدما أعادت سماع صوت والدها من رسالة مسجلة احتفظت بها للتذكرة في أول يوم دراسي لها بالجامعة.
تحدثت ريما إلى قناة "العربية" قائلةً إن والدها شارك في الحرب في عام 2009 داخل اليمن، وارتقى خلال المعارك في تعز أثناء مشاركته في عاصفة الحزم بتاريخ 14 ديسمبر 2015، ولا يمكنها أن تنسى يوم فراقه المُوجِع، لكنها وجدت العزاء في أنه رحل شهيداً في سبيل الوطن.
وقالت ريما إن والدها كان دائم التلميح حول فكرة غيابه، ويوصيها وأسرتها بحسن الخلق والمعاملة والتمسُّك بالدين، وكان فراقه صعباً؛ لأنهم لم يعتادوا ابتعاده مدة طويلة.
وتابعت: "كان دائم السؤال عنا، ولم ينقطع عن التواصل ومتابعة تقدمنا في الدراسة. وفي اليوم الذي تسلَّم فيه وسام الشجاعة من الرئيس اليمني أخبرنا أنه سيعود خلال يوم أو اثنين، وقمنا بالاستعداد لاستقباله، واتصل بي قبل استشهاده بساعتين ليخبرني أن النصر قريب جداً، ويوصيني بالاهتمام بنفسي وإخوتي، لكن شاء الله أن يختاره ويبدله داراً خيراً من داره".
تتذكر ريما مقولات والدها التي تركت أثراً كبيراً في نفسها؛ فقد كان لها بمنزلة الصديق قبل الأب الحنون. والجميع يشهد بشجاعته وكرمه وتفانيه في عمله، فلا يمكنها نسيان كلماته: "والله نموت فداءً ولا يمسكم مكروه يا شعبنا وأهلنا وعزوتنا وشبابنا وبناتنا وقبل كل هذا، مملكة العز ودولتنا"، و"إما النصر أو الشهادة".
وكان الشهيد البطل دائم التوق إلى البذل والشهادة في سبيل الله؛ إذ كان قبل ولادة ريما يحث والدتها دائماً على تمني الشهادة من القلب فيقول: "لو تمنيناها من قلب صادق ومتنا في فراشنا فنحن في عداد الشهداء بإذن الله".
وعبّرت ابنة الشهيد عن أنها تشعر بحجم الخسارة الكبيرة بعده، وتمنت أن يكون معها خلال رحلتها الجامعية، لكنه سأل الله الشهادة فحقق أمنيته، داعيةً الله أن يلهمها الصبر على غيابه، باعثةً برسالة أن الجميع فداء للوطن.
