السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

العمري: السوق العقارية ستكون على موعد مفصلي بعد موسم الحج

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - الرياض:

أكد الكاتب والخبير الاقتصادي عبد الحميد العمري أن السوق العقارية المحلية ستكون على موعد مفصلي بالغ الأهمية بعد موسم الحج، بمشيئة الله تعالى، وستواجه مزيدا من الضغوط السعرية القوية، التي ستسهم - بإذن الله تعالى - في تحقيق مزيد من انخفاض الأسعار المتضخمة، الذي سينعكس إيجابا على الإسراع بحلول أزمة تملك المساكن لدى المواطنين.

اضافة اعلان

وأكد أن هذا هو الهدف المنشود من الجميع باستثناء قلة قليلة من المنتفعين حصرا من استدامة تضخم الأسعار، مضيفا أن الاعتبار هنا بكل تأكيد يذهب بالكامل تجاه المصلحة العامّة للاقتصاد الوطني والمجتمع، دون النظر إلى أية اعتبارات أخرى لا وزن لها أمام مصلحة البلاد والعباد.

وأضاف في مقال له بصحيفة "الاقتصادية" بعنوان "ماذا ينتظر سوق العقار بعد موسم الحج" أن السوق العقارية المحلية تتأهب لخوض مرحلة جديدة بعد موسم الحج القريب، تستقبل خلاله تطبيق المبادئ الجديدة للتمويل، التي نصّت فقراتها "15، 16، 17"، وأصبحت سارية المفعول من تاريخ نشرها، على تقييد جهات التمويل بنسب تحمّل على المقترضين، حسب إجمالي دخلهم الشهري، ألا تتجاوز نسبة الالتزامات الائتمانية الشهرية المترتبة على التمويل ما نسبته 55 في المائة من إجمالي الدخل الشهري لمن دخله 15 ألف ريال فأقل، وما لا تتجاوز نسبة الالتزامات الائتمانية 65 في المائة من إجمالي الدخل الشهري لمن يتجاوز دخله 15 ألف ريال وأقل من 25 ألف ريال، ويخضع من يبلغ دخلهم الشهري 25 ألف ريال فأكثر لسياسات الممول الائتمانية، على أن يراعي الممول إخضاع جميع عملائه لتقييم إمكانية تحمّل الالتزامات الائتمانية الشهرية.

وتابع أن كل هذا سيؤدي العمل بها بدءا من المرحلة الراهنة إلى تقليص حجم القروض بكل أنواعها "استهلاكية، عقارية" المحتمل الحصول عليها، ما سيترك آثارا عكسية لا يمكن تجاهلها على الإطلاق على أسعار العقار بالنسبة للقروض العقارية، التي أصبحت تواجه تقلّصا واضحا في القوة الإقراضية للأفراد الساعين إلى تملك مساكنهم، فعلى سبيل المثال هنا؛ قد تجد من يتجاوز دخله الشهري سقف 25 ألف ريال، يتم التعامل معه وفق قيود من يعد دخله تحت 15 ألف ريال فأقل.

ولفت العمري إلى أن حجم القرض الذي من المحتمل أن يحصل عليه المقترض، سيتقلص على مرحلتين؛ الأولى: عند احتساب الدخل الذي بناء عليه يتم احتساب إجمالي القرض الممكن الحصول عليه، فقد يكون الدخل الشهري للمقترض على سبيل المثال 15 ألف ريال شهريا، لكن بعد خصم الالتزامات والمصاريف الأساسية المعتادة وصل إلى صافي الدخل الشهري المتاح للمقترض، قد يستقر صافي الدخل المتاح للمقترض عند عشرة آلاف ريال! أي بانخفاض لا يقل عن 33.3 في المائة في حجم القرض المحتمل حصول المستفيد عليه.

المرحلة الثانية: المتمثلة في ألا يتجاوز استقطاع أقساط السداد على المقترض ما نسبته 55 في المائة من إجمالي الدخل الشهري لمن دخله 15 ألف ريال فأقل، وهو المستوى من الدخل الشهري الذي يشكّل أغلبية المقترضين بأعلى من 90 في المائة منهم، وهي النسبة من الاستقطاع التي تقل عن نسبة الاستقطاع السابقة 65 في المائة، ما يعني انخفاض قيمة القسط المحتمل استقطاعه شهريا من المقترض بنسبة 15.4 في المائة، حسب المثال أعلاه.

واستطرد قائلا "بجمع أثر الانخفاض وفقا للمرحلتين أعلاه، سيصل الانخفاض في إجمالي القرض المحتمل للمقترض إلى مستويات تراوح بين 40 في المائة إلى 50 في المائة، أي ما يمثل نحو نصف القروض المحتمل نشؤها على المقترضين! في الوقت الذي سيشكل كل ما تقدّم ذكره مزيدا من إجراءات التحوّط لحماية القطاع التمويلي، ومزيدا من إجراءات حماية أفراد المجتمع عموما من تحمّل أعباء قروض "استهلاكية، عقارية" عالية التكلفة على كاهلهم، وحمايتهم من تعقيد حياتهم المعيشية.

وبين العمري أن كل ذلك سيأتي بنتائج عكسية على أسعار السلع المعمرة، كالسيارات وأسعار الأراضي والعقارات، التي ستتأثر بالانخفاض نتيجة الانخفاض الكبير في الضخ الائتماني! وهو الأمر الإيجابي بكل تأكيد، الذي سيدفع بمزيد من الضغوط اللازمة لكبح جماح التضخم الكبير في أسعار تلك السلع المعمرة والأراضي والعقارات".

وأشار إلى أنه بإضافة هذا العامل الضاغط الجديد والإيجابي جدا على أسعار الأراضي والعقارات، إلى بقية العوامل الأخرى الضاغطة منذ أكثر من عامين مثل "ارتفاع عروض بيع الأراضي والعقارات، ارتفاع أعداد الأراضي الخاضعة للتطوير والاستخدام نتيجة لتطبيق نظام الرسوم على الأراضي البيضاء، استمرار ارتفاع معدلات الفائدة، استمرار إخلاء الوافدين وأسرهم للمساكن المستأجرة، استمرار انخفاض تكلفة الإيجارات، التطبيق الفعلي لشهادة الاستدامة على المساكن.. إلخ"، ستأتي انعكاسات تلك العوامل مجتمعة إيجابية جدا بمزيد من الضغوط السعرية على الأسعار المتضخمة للأراضي والعقارات، ما سيسهم بدوره في الأجلين القصير والمتوسط في الإسراع بحلول أزمة تملك المساكن، الذي يعد أحد أهم أهداف "رؤية المملكة 2030".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook