تواصل – متابعات:
أكد الشيخ المصري أبو إسحاق الحويني أنه لا يتخلف عن قضايا أمته وأنه يعيشها بقلبه ويحلم همها ليل نهار حتى أنه لا ينام، أما سبب تأخره في التعقيب على الأحداث التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، فأكد أن الفتنة إذا جاءت تحتاج إلى بصيرة ولا تؤخذ من بدايتها ولا تقرأ قراءة سطحية ولا يصلح فيها ردود الأفعال.
قال الشيخ "ثقافة الصراخ تحجب اتزان العقل، فالذي يتكلم في حال صراخ الصارخين يكلم ناسا بلا عقول ولذلك تذهب الحكمة أدراج الرياح وتخرج التهم، وأقول لو أن الله عز جل بعث عمر بن الخطاب رضى الله عنه من قبره وذهب إلى ميدان التحرير وكل الناس تعرف أنه عمر وقال لهم قولا يخالف رأيهم لرجموه بالحجارة.
وأضاف الشيخ الحويني "المشهد الجديد ليس له نظير سابق يقاس عليه وهذا سبب مشكلة لأن المظاهرات قبل ذلك كانت نهايتها معروفة ولم تغير من القرار السياسي شيء، وقد جئت فقط لأكسر حاجز الصمت وأقول رأيي في بعض القضايا بصورة مجملة أما التأصيل العلمي فيأتي فيما بعد.
وتابع الشيخ "أحب أن أقول للذين شاركوا بالمظاهرات والذين يعتقدون أننا لم نكن متضررين في الأعوام السابقة: لقد كنا أمام المدفع لكننا لا نشتكى لأحد. أشعر بانقباض في قلبي ومن حقي أن أقول هذا ولو خالفني غيري لأن هذه مسالة قراءة واجتهاد ولا يوجد نص قطعي وقراءتي الأولية أن هذه بداية ما يسمى بالفوضى الخلاقة في ديار المسلمين، وأيام غزو العراق قالت الخارجية الأمريكية إن العراق هدف تكتيكي والسعودية هدف استراتيجي ومصر الجائزة الكبرى، والفوضى الخلاقة تعنى التحول من فساد الإدارة إلى إدارة الفساد وأعداؤنا يريدون الوصول إلى إدارة الفساد تحت شعارات: الحرية والعدالة وعدم الظلم . . . . الخ".
وفي الأخير قال الشيخ الحويني "لاشك أننا استفدنا من هذه الحرية ولكن الانقباض الذي أشعر به أن تتحول الحرية إلى التفلت من قيد الشريعة وأخشى أن نصل إليه، وأقول لكم لا تتعجلوا في قراءة الأحداث ولا تتفاءلوا كثيرا ولا تحذروا كثيرا والزموا علماءكم، فبعد ما تنتهي هذه الثورة سيعلم الناس جميعا – بعدما ترجع عقولهم – من المحق ومن المخطأ".
للاستماع وتحميل الدرس كاملا
فيديو المحاضرة
