الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خطيب الحرم المكي: الإسلام ساوى بين البشر في الكرامة والحقوق

 الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - واس:

قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إن الإسلام حفظ الإنسان في دينه، ونفسه، وعقله، ونسله، وماله، وحفظ عقيدته، وعبادته، وصحته، وعافيته، وقال: إن البشر متساوون في أصل الكرامة الإنسانية، والحقوق، والمسؤولية، لا تفاضل إلا بالتقوى؛ ومن هنا فلا صلاح ولا فلاح لهذا الإنسان إلا بالاستقامة على شرع الله، ثم ما يبديه البشر جميعاً من تعاون وتآزر لإصلاح الأرض، وحسن عمارتها، وحفظ أهلها.

اضافة اعلان

وقال الشيخ "بن حميد" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: إن من أعظم ما يجسد المسؤولية المشتركة للحفاظ على الإنسانية في مسيرتها والجماعة في مكوناتها واستقامتها على شرع الله هذا التمثيل النبوي في قوله - صلى الله عليه وسلم -: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فإن يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعاً).

وبين أن من هذا المنطلق اهتم أهل العلم بكل ما يتعلق بأحوال الإنسان وحاجاته في غذائه ودوائه، وصحته وسلامته، وأحوال الاختيار وأحوال الاضطرار؛ استناداً وانطلاقاً من نصوص الشارع، وغاياته ومقاصده، وحكم تشريعه.

ولفت الانتباه إلى أن من أعظم أوجه التعاون وأوسع أبوابه ذلك الإحساس العميق والشعور النبيل بمن ابتلوا ببعض ابتلاءات الدنيا في أبدانهم وأهليهم، تعاون ينعم فيه المجتمع بكل فئاته وأطيافه أصحائه ومرضاه بهدوء البال وراحة النفس، ويتجلى ذلك في استعراض ما ينبغي من مواقف، وحسن سلوك وتصرف من بعض الأمراض التي يبتلى بها بعض العباد وبخاصة الأمراض المعدية.

وأكد أن العدوى حق وهي تعدي بإذن الله وتقديره، وأن العدوى تصيب بعض الناس دون بعض، فالعدوى إذا أذن الله أعدت وسرت، وإن لم يأذن لم تعد ولم تنتقل وبعض من يخالط المريض يصاب وآخر لا يصاب وهم في مكان واحد.

وبين فضيلة الشيخ صالح بن حميد أن المؤمن يعتقد اعتقاداً جازماً أن الله هو الحافظ المدبر المتصرف، وهو الذي خلق الأسباب وأذن بفعلها وتأثيرها، والمسلم يتخذ الأسباب لجلب النفع ودفع الضر، مع اعتقاده أن الله سبحانه هو رب الأرباب ومسبب الأسباب، يأذن بتأثيرها ويمنع من تأثيرها فهو المالك المتصرف - عز شأنه - والمؤمن يرد قدر الله بقدر الله، فالأمراض والأدوية والعلاج والشفاء كلها بقدر الله وإذنه ورحمته، فشرعنا جمع بين التوكل والأخذ بالأسباب، مبيناً أن التداوي يدفع المرض بإذن الله.

وأكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام أن أهل العلم قرروا أن حقيقة التوحيد لا تتم إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً، وأن تعطيل الأسباب وإهمالها يقدح في تحقيق التوكل فلا يجعل العبد عجزه توكلاً ولا توكله عجزاً، ومن ابتلي بشيء من هذه الأمراض المعدية فينبغي أن يبذل من الأسباب ما يؤدي إلى سلامته وسلامة نسله وأولاده باختيار زوج أو زوجة لا يتأثر نسلها بمرضه، ويراجع في ذلك أهل الاختصاص.

وأبان الشيخ "بن حميد" أن الطهارة عند أهل الإسلام تشمل طهارة البدن والثوب والمكان، فيكون المسلم على هيئة حسنة في بدنه ولباسه وسكنه ومرافقه كلها، بعيداً عن الأدران المكدرة والهيئات المنفرة، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، مؤمن قوي يتحمل أعباء الحياة ويقوم بالمسؤوليات على وجهها.

وأضاف فضيلته أنه مما ينبغي الالتفات إليه بذل العناية الخاصة بالمصابين بهذه الأمراض، عافاهم الله وعجل شفاءهم، وحسن رعايتهم الرعاية الخاصة، والمعاملة التي تتطلبها مثل هذه الأمراض، ولا سيما الأطفال في حضانتهم ورضاعهم ورعايتهم مع ما يجب التنبيه إليه من حفظ كرامة هؤلاء المبتلين، وعدم التطاول عليهم بلفظ أو إشارة أو تندر أو شماتة، أو الازدراء بأي صورة من الصور، ناهيكم بقذفه في عرضه وحينئذ يجب اتخاذ الجزاء الرادع في حق المتجاوز، وقد يكون بإقامة حد القذف عليه، مبيناً أن الواجب هو حمد الله على العافية والسلامة، والمبادرة إلى بذل العون والمساعدة لمن يحتاجها فالكرامة محفوظة للجميع.

وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة: لقد نبه أهل العلم أنه عند حصول وباء عام أن يبادر المسلمون بالتضرع إلى الله، واللجوء إليه بالدعاء والاستغفار، فالدعاء لرفع الوباء مشروع، مؤكداً أن سبب انتشار بعض الأمراض ونشوئها هو التهاون في اقتراف الفواحش والإسراف في المحرم من الملذات، وإطلاق العنان للممنوع من الشهوات، وفي ذلك مخيفة ومقلقة ومؤذنة بهلاك ودمار، ناهيكم بأن من تعمد نشر الأمراض المعدية فهو مفسد يستوجب العقوبة الرادعة.

وفي المدينة المنورة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالمحسن القاسم، عن ما أنعم الله - عز وجل - به على المدينة المنورة من مكانة، وكرامة، وفضائل، وبركة.

وقال فضيلته في خطبة الجمعة: إن الله - سبحانه وتعالى - شرف مدينة رسوله عليه الصلاة والسلام، وخصها بفضائل ليست في غيرها فأسماؤها كثرت لشرفها، فسماها النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة، وطيبة، وطابة، وقال الله - تبارك وتعالى - عنها الدار، والإيمان، إليها هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومنها فتحت مكة وسائر الأمصار وانتشرت السنة في الأقطار في مهد الإسلام، وهي موطنه، وكما خرج منها الإيمان سيعود لها قال عليه الصلاة والسلام: (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها).

وأبان أن من فضلها وصف النبي (صلى الله عليه وسلم) لها بأنها قرية تأكل القرى؛ أي تكون الغلبة لها على القرى، مستشهداً فضيلته بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب، وهي المدينة).

وبين الشيخ "القاسم" أن من فضلها أنها مدينة تحط الذنوب والخطايا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الذُّنُوبَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خبث الفضة)، وتنفي منها الخبيث من الناس، قال عليه الصلاة والسلام: (تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد).

ومضى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي قائلاً: إن المدينة المنورة بلدة آمنة انتشر منها الدين، وقامت فيها شعائر الإسلام، ومن أراد مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بسوء أهلكه الله، قال عليه الصلاة والسلام: (من أرادها بسوءٍ أذابه الله كما يذوبُ الملحُ في الماء)، ومن مكر بأهلها أهلكه الله - عز وجل - ولم يمهله، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الماء في الملح)، ومن أراد أهلها بسوء توعده الله بالعذاب الشديد في النار، ومن أخاف ساكنها أخافه الله - عز وجل - وتوعده باللعنة.

وأكد أن لعظم مكانتها جعل الله - سبحانه وتعالى - ما حول المسجد النبوي حرماً كمكة المكرمة، فلا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يراق فيها دم إلا لإقامة قصاص أو حدود، صيدها أمن لا يصاد، وشجرها لا يقطع، ومن أحدث فيها حدثاً في الدين فعليه لعنة الله، مستشهداً بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: (من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يُقْبَل منه يوم القيامة صَرْف ولا عَدْل).

وذكر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي: أنه لعظم فضل المدينة أن الملائكة تحرسها من كل جانب، وأنها محروسة من الدجال، وأن الله - سبحانه وتعالى - صانها من مرض مهلك وهو الطاعون، وقال: إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) دعا أن لا يكون فيها وباء، وأن السكن فيها أفضل من غيرها، فمن صبر على شدائدها ومات فيها - وهو مؤمن - كان النبي عليه الصلاة والسلام شفيعاً له، قال عليه الصلاة والسلام: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع له).

وبين فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم: أن الله - سبحانه وتعالى - كرم المدينة بأن جعلها مدينة مباركة بدعوة النبي (صلى الله عليه وسلم) لها بالبركة طعامها، وشرابها، وثمارها، مباركة فيها، جبل أحد يحب المسلمين ويحبونه، وفيها مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم)، ومنبره عليه الصلاة والسلام، وفيها روضة من رياض الجنة، ما بين منبر النبي (صلى الله عليه وسلم) وبيته، وفيها مسجد قباء مدينة محبوبة أحبها النبي عليه الصلاة والسلام، ودعا ربه أن يكون حبها لها كمكة أو أشد.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook