تصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى عشرة ملايين نسخة سنوياً للوردية الواحدة اعتنى المجمع بطباعة المصحف الشريف وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات يعمل بالمجمع أكثر 1700 شخص بين علماء وأساتذة جامعات وفنيين وإداريين تواصل - ماجد الرفاعي: يُعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أبرز الصور المشرقة للمملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين واهتمامها بمصدري التشريع الكتاب والسنة؛ حفظاً، وطباعةً، وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة. ولازدياد حاجة العالم الإسلامي إلى المصحف الشريف، وترجمة معانيه، والعناية بمختلف علومه؛ واضطلاعاً من المملكة بدورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، واستشعاراً من الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بأهمية خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لهذا العمل الجليل، وَضع رحمه الله حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في السادس عشر من المحرم سنة 1403 هـ، وافتتحه في السادس من صفــر سنــة 1405هـ. وتقدر مساحته بمائتين وخمسين ألف متر مربع. وأصبح المجمع وحـدة عمرانية متكاملة في مرافقها إذ يضم مسجداً، ومبـاني للإدارة، والصيانـة، والمطبعة، والمستودعات، والنقل، والتسويق، والسكن، والترفيه، والمستوصف، والمكتبة، والمطاعم وغيرها. طاقة المجمع الاستيعابية اعتنى المجمع بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات، على المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى كثير من اللغات العالمية، وتحقيق تراث علوم القرآن الكريم، والنهوض بفهرستها، وتيسير الإفادة منها. كما تصل الطاقة الإنتاجية للمجمع إلى ما يربو على عشرة ملايين نسخة من مختلف الإصدارات سنوياً للوردية الواحدة، كما وصل عدد الإصدارات التي أنتجها المجمع إلى أكثر من 160 إصداراً موزَّعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات وكتبٍ للسنة والسيرة النبوية وغيرها. وللمجمع خمس مخطوطات خاصة به كتبها خطاط المجمع وروجعت من قبل اللجنة العلمية بالمجمع، اثنتان برواية حفص وواحدة بكل من رواية ورش، والدوري، وقالون. هدية سنوية للحجاج ويستقبل المجمع الزوار بأعداد هائلة من مختلف الأقطار، ويعرفهم برسالته، ويقدم لحجاج بيت الله الحرام نسخة من إصدارات المجمع، حيث توزع ملايين المصاحف على الحجاج عند مغادرتهم منافذ المملكة، كما يزود المجمع الحرمين الشريفين ومساجد المملكة وطلاب وطالبات وزارة التربية والتعليم بالمصاحف. نظام دقيق للمراقبة ويضم المجمع أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم، وينفرد باتباع أسلوب رقابي متميز على إصداراته؛ إذ تشمل متابعة الإنتاج كلاً من مراقبة النص وتتم عن طريق لجنة مستقلة مختصة في علوم القرآن من تجويد وقراءات ورسم وضبط، وهي المسؤولة عن إعطاء الأمر بالبدء بالإنتاج بعد التأكد من سلامة النص وذلك في مراحل التحضير والطباعة والاستنساخ الصوتي. ولجنة المراقبة النوعية وهي المسؤولة عن اكتشاف أية أخطاء محتملة على خطوط الإنتاج المختلفة من طباعة وتجميع، وخياطة، وتجليد، ومراحل الإنتاج الصوتي ومعالجتها في حينه، بالإضافة لوجود رقابة علمية للتأكد من سلامة النص القرآني. كما يوجد جهاز كامل للمراقبة النهائية يزيد عدد العاملين فيه عن 400 مراقب نهائي يبدأ عمله من حيث تنتهي عمليات تجليد المصاحف لتحقيق مزيد من الدقة والتأكد من صحة الإصدارات ومطابقتها للمواصفات الفنية المحددة لها، وهذا النوع من المراقبة ينفرد به المجمع عن غيره من كبريات دور الطباعة العالمية. كوادر بمختلف التخصصات يعمل بالمجمع أكثر 1700 شخص بين علماء وأساتذة جامعات وفنيين وإداريين، وتعمل الكفاءات السعودية في مختلف الأقسام الفنية بالمجمع، كما يتابع المجمع تطوير مهارات موظفيه في مختلف المجالات الفنية والإدارية لتتناسب مع احتياجاته. وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الإشراف على المجمع، الذي وضع له تنظيم إداري مرن وقوي، يتناسب مع التطوير والتحديث الذي يقوم به لإنجاز مهامه، ويتسع للمزيد من التقسيمات الإدارية ليتلاءم مع الإمكانات المتاحة للقيام بالمهام المنوطة به. كما يوجد بالمجمع هيئة عليا تختص برسم الخطط والأهداف العامة وسياسات تطبيقها، والإشراف على تنفيذها، وتختص بإقرار اللوائح والأنظمة التي يحتاج إليها. ويوجد أيضاً مجلس علمي يرأسه الأمين العام للمجمع لدراسة القضايا والبحوث ذات الصبغة العلمية التي تتعلق بعلوم القرآن الكريم وترجمات معانيه والعلوم الإسلامية، ودراسة التقارير المعدة من قبل اللجان والجهات العلمية فيه. مصحف المدينة النبوية كما يراجع المصحف لجنة علمية تمر بمراحل عدة تبدأ بالمتابعة حال خط خطاط المجمع لها، وخلال الضبط وبعده على أُمّهات كتب القراءات، والرسم، والضبط، والفواصل، والوقف، والابتداء، والتفسير. وتظل المراجعة مستمرة في جميع مراحل الإعداد والتحضير حتى تأذن اللجنة بالبدء بطباعة المصحف، كما تبدي رأيها في المصاحف المخطوطة، والمطبوعة التي ترسل إلى المجمع من الجهات الرسمية. وتقوم لجنة مختصة بالإشراف على مصحف المدينة النبوية المرتل، وتُعنى بالإشراف على مختلف التسجيلات التي يصدرها المجمع للتأكد من صحتها وسلامتها وفقاً للقراءات التي تسجل بها. مراكز متخصصة وللدور المهم والكبير للترجمة في المجمع فقد تم تخصيص مركز للترجمات يقوم بأعمال ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات، ودراسة المسائل المرتبطة بها، وتقديم الحلول المناسبة لها، وإجراء البحوث والدراسات في مجال الترجمات، ودراسة الترجمات الحالية، وترجمة ما يحتاج إليه المسلمون من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم، وهناك مجلس للترجمات يعنى بالنظر في مختلف شؤونها. كذلك تم تخصيص مركز آخر للدراسات القرآنية يُعنى بجمع وحفظ الكتب المخطوطة والمطبوعة والوثائق والمعلومات المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه، وبالعمل على تحقيق التراث المتعلق بالقرآن الكريم، وفهرسته وتيسير تناوله. وهناك مركز ثالث يُعنى بالبحوث الرقمية لخدمة القرآن الكريم وعلومه من خلال التقنيات الحديثة، ومراجعة الإصدارات القرآنية المتنوعة من وسائل النشر الإلكتروني، فجزى الله خيراً هذه البلاد المباركة على ما تقدمه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين.