تأمّل قول الله عز وجل في الحديث القدسي: " الصوم لي وأنا أجزي به" فبين قوله " لي " و" به " نحن بين الوفاء والعطاء, "الصوم لي " ترشدنا إلى أن العمل يبدأ منّــا متوجهاً لله وحده خالصاً و"أجزي به" يكون الجزاء منه سبحانه متوجها لنا, ويسمى الأول الوفاء وهو ما نقوم به نحن والثاني العطاء وهو ما يجازينا به الله. فنحن في رمضان بين الوفاء والعطاء فعلي أيهما يجب أن نخشى؟وبأيهما يكون اهتمامنا؟
في مدرسة رمضان يتنقل العابد اللبيب بين مهارات ومفاهيم تربوية وسلوكية تسمو بنفسه وتزكيها, وثلاثية التغيير في رمضان هي " التطهير والتعطير والتطوير".
أما التطهير فهو يطهر النفس وكل ما فيها من حقد وحسد وسوء يقول عبد الله بن مسعود عندما سأله أحدهم: كيف كنتم تستقبلون شهر رمضان؟ فقال: ما كان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة من حقد على أخيه المسلم".
وأما التعطير فهو تعطير الأنفاس والأوقات بالذكر والقران والدعوات الصالحات.ولذلك كان جبريل عليه السلام يدارس الرسول عليه السلام القران في شهر رمضان.
وأما التطوير فهو تطوير النفس والانتقال بها والارتقاء بها في روحانية رمضان التي تجد النفس فيها فرصة ثمينة في إقبال الروح على العبادة.
فكن في رمضان محلقا بنفسك بين واحات " التطهير والتعطير والتطوير" لتخرج من رمضان سامي الروح.
