شيء جيد أن يجد المسلم فرصة لكي يتفرغ في رمضان للصوم والعبادة وينقطع للعبادة والتقرب إلى الله..
ولكن أن يتغير لدى بعض الناس استحالة العمل والإنتاجية في رمضان, ويشعر بالمظلومية الشديدة في كونه يعمل في رمضان. فإن ذلك خلل يجب التنبه له, فرمضان كان منذ فَرَضَه الله شهر المعارك والعمل والإنتاج, لذا فقد رفض صلى الله عليه وسلم جعلَ الصوم تكأةً وحجةً لترك العمل, والتعلل به وجعله سبيلاً إلى العنت والمشقة, عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ، عَامَ الْفَتْحِ، فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ، فَصَامَ النَّاسُ، فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنَ الْمَاءِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، فَأَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ، وَصَامَ بَعْضٌ، فَبَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا صَامُوا، فَقَالَ: أُولَئِكَ الْعُصَاةُ.
والذي ينظر في حال ملايين المسلمين من حولنا في جميع الدول لا يختلف لديهم برنامج عملهم في رمضان فهم يستيقظون مبكرا ويعملون لساعات متأخرة من اليوم ويقومون بعملهم على أكمل وجههم والطلاب في مدارسهم, ولا يرون تلك المشقة التي عصفت بنا وجعلتنا لا نستطيع تقبل العمل أو الدراسة في رمضان.
نعم إن وجد الإنسان فرصة سانحة لإجازة في رمضان يتفرغ فيها للعبادة فتلك منحة مميزة, ولكن أن يكون رمضان إجازة نسعى لها لنسهر الليل ثم ننام كل النهار. فذلك مفهوم يخالف مفهوم شهر الصبر.