الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

ليل ونهار

فهد بن جابر 
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

صديق الصغر ذلك الإنسان الفريد، وصاحب تلك العلاقة الخاصة التي لا يَفِي بها حرف ولا يصفها وصف، سواء أكانت تلك العلاقة تعود بك للمرحلة الابتدائية أو حتى لما بعدها. علاقة من نوع خاص جداً، وكيمياء غالطت قوانين الكيمياء. حينما يكون اللقاء وتحضر لغة التخاطر ويتوقف الزمن، بل ويعود مخالفاً قوانين الطبيعة.. حينها تشتاق لتعود بالتاريخ ولتعيد ما فيه، وتبتسم ابتسامة صادقة.. لا تشبهها سوى ابتسامة الصغر، أو ابتسامة أم رأت طفلها وقد أمسى رجلاً يدير قُرناءه.

صديقٌ أشبهه بماردٍ حُبِسَ في قمقمٍ لعقود. هو إما كنزك الحقيقي أو هو عدوك الخفي. فهو مصدر معلومات عنك لن تجدها عند سواه مهما كان من أهل التخصص، هو من يعرف ميولك منذ سنواتك الأولى، يذكُر نبوغك ومصادر خوفك، يذكر نقاشاتك وإشادة معلميك وزملائك بك. قد ينبهك لنقطة قوةٍ غَفلت عنها عقداً من الزمن أو أكثر، وقد يزيل الغبار عن مهارة نسيتها لعقود. يصف الماضي كأنه يراه حالاً حاضراً. اضافة اعلان

ولكن حذارِ حذارِ أن تقع في فخه الخطير، تقول الحكمة: من عرفك صغيراً حقرك كبيراً. بسبب الصورة الذهنية – القديمة - لا بسبب سوء قصد، قد يرفض بعض الأصدقاء القدامى الخطوات التي خطوتها خلال السنوات، والحالة التي أنت عليها الآن؛ لأنه لا يزال يراك كما عَهِدَكَ سابقاً وكأنكما للتو افترقتما.

التقيت مؤخراً بأحد أصدقائي القدامى الذي لم يستوعب أني قد أصبحت على ما أنا عليه - رغم تواضع ما أنا عليه - والسبب تواضع ما كان عليه وما هو عليه الآن، فكيف بي لو أن لي ما يصعب تصديقه؟! تعجب كثيراً.... بل كانتا عيناه تحلفان أن في الأمر سراً أو سِحراً. وعلى النقيض منه التقيت بصديق من نفس المرحلة، وممن انقطعنا عن بعضنا للفترة نفسها، بارك لي ما أنا عليه وأشاد بي قائلاً: "ما شاء الله عليك لسى (دافور)" ذكّرني بما كان يقال عني أيام الابتدائية، كان هذا ولا يزال هذا الصديق ممن يُشهد له بالذكاء، ويحيى الآن كأحد رجال الأعمال الناجحين.

فلنتمسك من بين أصدقائنا بالإيجابي ليكون تقويماً وعوناً، ولنُسقط من قواميسنا السلبي مع أوراق تقويمٍ مضى وانقضى.  

فهد بن جابر @Fahd - Almalki

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook