الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

في بيتنا مشكلة مالية

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

مما لا شك فيه أن أكثر المشكلات الزوجية وروداً لدى المختصين الأسريين هي المشكلات المالية؛ وخصوصاً بعد أن زاد توظيف المرأة بشكل أكبر مما قبل؛ فيكون اختلافهما غالباً في مصروفات الأولاد والديون التي عليهما، واتخاذ القرارات في صرفها لصالح كلٍّ منهما، وفصلِ كل منهما عن الآخر.

والاختلاف هذا أمر طبيعي في مسيرة الحياة الزوجية؛ لكن ليس من الطبيعي استمرار المشكلات بينهما وعدم إيقافها أو تفاقمها وعدم التفاهم فيها. وحتى لا تزيد وتتراكم المشكلات بينهما يُوصى بما يلي: اضافة اعلان

-إعطاء كلِّ ذي حقٍ حقه وحفظه، والنظر بمنظور الشرع في ذلك بالنفقة المألوفة للزوجة والأولاد؛ حتى وإن كانت الزوجة تعمل خارج بيتها؛ كما قال تعالى: "وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" سورة البقرة آية ٢٣٣.

وقال النبي ﷺ : "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا ترك غنى وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ تَقُولُ الْمَرْأَةُ إِمَّا أَنْ تُطْعِمَنِي وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقَنِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي، وَيَقُولُ الِابْنُ أَطْعِمْنِي إِلَى مَنْ تَدَعُنِي". رواه البخاري.

بل وحثَّ الرسولُ ﷺ على الإنفاق على الأهل والعيال، وقال ﷺ :"إِذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ نَفَقَةً عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً". رواه البخاري.

يقول الحافظ ابن حجر عن المهلب قوله: (النفقةُ على الأهل واجبةٌ بالإجماع؛ وإنما سمَّاها الشارع صدقةً؛ خشية أن يظنوا أن قيامهم بالواجب لا أجر لهم فيه، وقد عرفوا ما في الصدقة من الأجر، فعرَّفهم أنها لهم صدقة، حتى لا يخرجوها إلى غير الأهل إلا بعد أن يكفوهم ترغيباً لهم في تقديم الصدقة الواجبة قبل صدقة التطوع) فتح الباري.

- مشاركة الزوجة زوجها في نفقات المنزل تخفيفاً عنه، وأن تذكُر في ذلك قوله تعالى: "وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" سورة البقرة آية٢٣٧؛ فهذا من باب حق العشرة والألفة والمحبة والمودة بينهما.

- ترشيد الزوجة في المصروفات ومعاونة زوجها في ذلك بتعاون أولادهما.

- المصارحة بين الزوجين فيما يؤرقهما من حيث الجوانب المادية؛ إذ إن لها أثراً كبيراً في حياتهما؛ إن لم يتم تداركها ودراستها والتخطيط لها وتنفيذها والسعي في علاجها.

- مراعاة المشكلات المالية الحاصلة لكلٍّ منهما. - عدم تضخيم المشكلة بينهما. - تحديد ميزانية واقعية محددة للزوجة والأولاد والبيت؛ وعدم تجاوزها إلا للضرورة. -أن يكون للزوجين وأولادهما ثقافة عالية في الادخار؛ على الأقل ١٠٪؜ من الدخل. -عدم الدخول في أي تجارة غير مدروسة تضيّع المال المدّخر؛ من مساهمات وغيرها. -توثيق التعاملات المالية بينهما من مشاركة في بناء المنزل وغير ذلك؛ على قدر المشاركة. -أن لا تأخذ الزوجة من مال زوجها إلا بإذنه؛ وإن بخل عليها جاز لها أن تأخذ ما يكفيها وأولادها بالمعروف.

- أن لا يأخذ الزوج من مال زوجته إلا برضاها وطيب نفسها؛ كما قال تعالى: "فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً" سورة النساء آية ٤.

-إذا أعطت الزوجةُ زوجها شيئاً من مالها هِبةً؛ فلا يجوز لها المطالبةُ به؛ لأنه لا يجوز الرجوع في الهبة بعد قبضها؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: "الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْعَائِدِ فِي قَيْئِهِ" رواه البخاري.

وإذا أعطته إقراضاً؛ فلها أن تسترده وعليه أن يوفيه لها؛ كما أوصى ربنا في ذلك بالكتابة بينهما في آية الدَّين.

-النظرة التفاؤلية للمستقبل بإذن الله تعالى.

-الرضا بالواقع وعدم التضجر من قَدَرِ ربنا في الرزق؛ كما قال سبحانه: "وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚفَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُون". سورة النحل آية ٧١.

-ليكن همّ كلِّ زوجين وأولادهما رضا الخالق سبحانه وتقواه واستغفاره؛ حتى يأتيهم الرزق من حيث لم يحتسبوا.

كما قال سبحانه: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ". سورة الطلاق آية ٢-٣.

وقول الحق سبحانه: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً.يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً.وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً" سورة نوح آية١٠-١٢.

 أخوكم المستشار الأسري رائد النعيم ‏ralnaiem
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook