الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

حرر صلاتك!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
حرر صلاتك! اشتريت كل شيء تستطيع شراءه..

كل يوم وأنت تحمل إلى بيتك الكثير والكثير من الأشياء..

كل ذلك لتسعد.. فهل وجدت فرقاً بينما كنت عليه قبل عشر أو عشرين وثلاثين وخمسين سنة وبينك اليوم من حيث راحة القلب وطمأنينة النفس.. وأنت تشتري كل يوم وتملك كل يوم؟.. إنك اليوم تحصل من الأشياء على أجود وأجمل وألذ وأكثر مما كنت تحصل عليه قبل عشر أو عشرين أو أربعين سنة.. اسأل نفسك.. هل تغير شيء؟.. هل أنا اليوم أسعد نفساً وأقر عيناً وأهنأ بالاً مما كنت عليه؟؟ الجواب تعرفه وأعرفه.. اضافة اعلان

الأشياء لا تجلب السعادة مطلقاً..

السعادة لا تجدها إلا بالقرب من الله.. حسن.. نحن نصلي نصوم نزكي ندعو الله نتصدق نفشي السلام نصل الأرحام.. كل ذلك وغيره عظيم نحمد الله عليه، ونثني على الله ربنا أن يسر لنا هذا.. لكننا يجب أن نسأل أنفسنا دون حرج.. الله تعالى يقول: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وذكر الله أن تذكره فلا تنساه.. وأن تذكره بلسانك .. وأن تذكره لفعلك.. فتصلي وتصوم وتحج وتزكي وتبر والديك وتعدل وتصدق إلخ..

يا ترى .. نحن والله نعاني من قسوة في قلوبنا.. ومن ضيق نجده بين الفينة والفينة وربما أكثر الوقت.. فمن أين جاءنا؟

إننا نشتري كل شيء والدليل هذه الأشياء الكثيرة التي تدخل بيوتنا كل يوم وربما مرات في اليوم من كل لون وصنف وطعم.. فلم نجد الراحة التي نريدها بهذه الأشياء!! نذكر الله ونعبده .. لقد تيقنا أن الأشياء لا تجلب الطمأنينة والسعادة.. هذا مفروغ منه..

لكن العبادة لا شك أبداً أنها مصدر السعادة.. فلماذا لا نجدها كما نحب..

لماذا في قلوبنا ضيق وقلق وووو أحبابي:

إننا نعبد الله لكن قلوبنا مشغولة أثناء العبادة بالمشتريات.. بالدنيا..

أرأيت أن المشتريات سرقت منا حتى عبادتنا ولذتها وأثرها الذي نبتغيه والذي أكده الله تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) أحبابي.. جربوا أن تجاهدوا أنفسكم في عباداتكم.. قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).. أخي: حرر صلاتك من عاداتك ومشترياتك وأحداث يومك ما يفرح منها وما ينغص.. حرر صلاتك من قيود الدنيا وتقلباتها وصعودها وهبوطها..

حررها من السوق والوظيفة وأحداث البيت اليومية..

 جرب صلاة صادقة مطمئنة، صلاة خاشعة يكون القلب فيها مع الله.. جرب صلاة صحيحة لست فيها في سباق مع الزمن.. جرب الجلوس في بيوت الله ما بين المغرب والعشاء ولو ليلة في الأسبوع.. تذكر فيها الله وتتفكر في نفسك وحياتك .. صل صلاة خاشعة تكون فيها مع الله مجاهداً الشيطان الذي يكون أشد ما يكون على العبد في صلاته..

لماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم لبلال: (أرحنا بها يا بلال) أي بالصلاة؟..

والكثير منا لسان حاله يقول إذا استبطأ الإمام أرحنا منها!! لماذا لا نأتي الصلاة إلا دبراً؟ لأننا لم نتلذذ بها.. وهذا سر عدم راحتنا.. فإنما تأتي الراحة على قدر تعلق القلب بالله وبذكره وبالصلاة والقرآن والسنة وحياة النبي صلى الله عليه وسلم وتغلغل ذلك كله في القلوب والعصب... اقرأ القرآن بقلبك قبل لسانك.. وبروحك قبل عينيك.. لماذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يبكي في صلاته..

وتنهمر عيناه إذا قرأ القرآن؟

لأنه يقرأ القرآن بقلبه وروحه قبل أي شيء.. لذا كان الأثر في حياته صلى الله عليه وسلم شيئاً آخر. أحبابي..

اقرؤوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسير صحابته رضي الله عنهم وستجدون الفرق..

(رب اشرح لي صدري. ويسر لي أمري).

اللهم اجعل ما نقول شاهداً لنا لا علينا..   علي التمني أبها في 25/6/1439  
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook