الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خطيب الحرم المكي: «الصلاة» أعظم سبب لمصالح الدنيا والآخرة ودفع شرورهما

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

مكة المكرمة / المدينة المنورة – واس:
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور "أسامة بن عبدالله خياط" المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته في الأمور كلها، وتحدث عن أهمية انشراح الصدر وصلته بالسعادة وسبل الوصول إليه.اضافة اعلان
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام إن انشراح الصدر وسكون النفس وطمأنينة القلب أمل كل من عاش على الغبراء وحاجة كل من مشي في مناكبها باحثا عن طيب العيش فيها، مريدا حيازة أوفى حظ من السعادة لنفسه وإدراك أعظم نصيب من النجاح.
وبين أنه إذا كان للناس في أسباب تحقيق انشراح الصدر مذاهب واتجاهات شتى فإن للصفوة المتقين أولي الألباب من المعرفة الراسخة بأسباب ذلك وبواعثه ما يجعل سبيلهم إليه أقوم السبل وأهداها وأحراها؛ ببلوغ الغاية فيه؛ لأنه سبيل مضى عليه وأرشد إليه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وهو الحريص علينا الرؤوف الرحيم بنا.
وأكد الدكتور الخياط أنه صلى الله عليه وسلم كان أشرح الخلق صدراً وأطيبهم نفساً وأنعمهم قلباً؛ لما جمع الله له من أسباب شرح الصدر مع ما آتاه الله من النبوة والرسالة عليه أكمل الصلاة وأتم السلام.
وأوضح أن من أسباب شرح الصدر الهدى والتوحيد والإنابة إلى الله ومحبته والإقبال عليه التي لها تأثير عجيب في انشراح الصدر، وكل ما كانت المحبة أقوى كان انشراح الصدر وطيب النفس كذلك، وعلى العكس منها الإعراض عن الله تعالى والتعلق بغيره، فإنه من أعظم أسباب ضيق الصدر لأن من أحب شيئا غير الله عذب به وسجن في محبته.
وقال: إن في الإحسان إلى الخلق في كل دروب الإحسان بنفعهم بكل ما يمكن نفعهم به، من مال وجاه وتعليم علم نافع وأمر بمعروف ونهي عن منكر وصلة وصدقة وغيرها، تأثير عجيب في شرح الصدر وسرور النفس.
وبين أن ذكر الله على كل حال هو من أقوى أسباب انشراح الصدر، وقد بين ربنا حسن جزاء الذاكر له وعظم منزلته عنده بقوله: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون). ومن ذكر الله تعالى كان أجدر الناس بكل انشراح صدر، كما أن الغفلة عن ذكره سبب لضيق الصدر وهمه وغمه، وإن أشرف الذكر وأعظمه تلاوة كتاب الله تعالى بتدبر يبعث على العمل، فإن التلاوة الحقة كما قال أهل العلم هي تلاوة المعنى واتباعه تصديقاً بخبره وائتماراً بأمره وانتهاء بنهيه، فتلاوة القرآن تتناول لفظه ومعناه، وتلاوة المعنى أشرف من مجرد تلاوة اللفظ، وأهلها هم أهل القران الذين لهم الثناء في الدنيا والآخرة.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام إن الصلاة هي عماد الدين وخير أعمال العباد، وإن الصلاة التي تقام على الوجه الكامل ظاهراً وباطناً مع جماعة المسلمين في المساجد مفرحة للنفس مذهبة للكسل شارحة للصدر مغذية للروح منورة للقلب حافظة للنعمة دافعة للنقمة، وما استجمعت مصالح الدنيا والآخرة ولا استدفعت شرورهما بمثل الصلاة .
وأضاف أن من أسباب شرح الصدر كذلك: التنزه عن ذميم الصفات ومقبوح الأخلاق لأنها من أظهر أسباب ضيق الصدر، فإذا لم يكن للعبد سعي لإخراج تلك الصفات والبرء من دغلها لم ينتفع بشرح صدره وكان قلبه لما غلب عليه منها، وإن من أقبح تلك الصفات وأشدها نكراً الكبر والعجب والغرور والحسد والأثرة وسائر أمراض القلوب، فأنها تورث ضيقاً وهموماً وغموماً وآلاماً، مؤكداً أنه لا سبيل لانشراح الصدر وسرور النفس وتنعّم القلب إلا بالإقبال على الله فإنه لا حزن مع الله أبداً.
"البدير": الاستطالة لسان جهالة
وفي المدينة المنورة أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة جمعة هذا اليوم أن كلام المرء يترجم عن مجهوله ويبرهن عن محصوله، واللسان معيار إطاشة الجهل ورجاحة العقل، والصمت خير من كلام فيه مأثم، مستشهدا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)، مضيفاً أن على المسلم أن يعدل وإن أبغض، وأن ينصف حتى إذا سخط، ولا يكون ممن إذا غاب عاب وإذا حضر اغتاب وأكثر السباب .
وأوضح أن الاستطالة لسان جهالة، والبهتان ملاذ السفهاء، والتشفي بالكذب دأب الفسقة، وأن الإساءة بالتهم المفتعلة والقوادح المخترعة سبيل أهل الفجور، وأن من انقاد للطبع اللئيم وغلب عليه الخلق الذميم استطال في أعراض مناوئيه واستباح الكذب والزور لإقصاء منافسيه وتصغير اقرأنه ومخالفيه ووسم عدوه بقبائح يخترعها عليه وفضائح ينسبها إليه.
وقال فضيلته بعد ذلك: إن من لاح غدره وظهر مكره أجزل المدح لمقربه ومعطيه وأسدل الستر على مقابحه ومساوئه، فإذا انقطع العطاء انقطع الوفاء فانقلب المدح قدحاً والستر فضحاً والثناء طعناً والدعاء لعنة.
وشدد الشيخ البدير على أن القدح يكثر بين الأقران والنظراء الذين تجمعهم وظيفة أو مهنة أو صنعة أو دائرة فتصيبهم الغيرة والحسد فيستطيل بعضهم في عرض بعض بالذم والسب والقدح والتشويه والتحقير والتصغير لأدنى خلاف أو نزاع، ولا يسلم من ذلك إلا من حجبته التقوى ومنعه العقل.
وانتهى فضيلته إلى تحذير المسلمين من الانشغال بنشر المعايب وإظهار المخالب وتتبع العثرات والسقطات والكذب على الناس وذمهم وتشويه سمعتهم لأجل حظوظ النفس.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook