الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

قصص مؤلمة من «قرية الروضة» وأكبر هجوم دموي في تاريخ مصر

27476450-v2_xlarge
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - الرياض: المشاهد من داخل قرية "الروضة" التابع لمركز بئر العبد بشمال سيناء، كل شيء حزين، وقصص مؤلمة عن حادث الجمعة الذي ذهب ضحيته 305 من أبناء القرية، إضافة إلى 120 مصاباً لا تعرف حتى الآن درجة إصاباتهم. الجميع مكلوم ويلملم جراحه، بعد دفن الضحايا فرادى، أو في مقابر جماعية، والسؤال ماذا بعد المذبحة؟ كيف يستفيق أهال القرية من الكابوس؟ التواجد الأمني كثيف حول قرية الروضة، وكمائن من الشرطة والجيش في كل مكان، وحالة استنفار قصوى، وخوف يسيطر على الباقين من أهل القرية، وسؤال ماذا سيفعلون خلال الأيام المقبلة؟ على الطريق الدولي قرية الروضة، تقع على الطريق الدولي "بئر العبد ـ العريش"، يبلغ عدد سكانها نحو 800 نسمة، انضم إليهم في الأشهر الماضية نحو 400 نازح من مدينتي الشيخ زويد ورفح، عقب إجراءات حكومية عسكرية، بإخلاء المنطقة في إطار مواجهة الإرهاب. القرية اجتذبت عدداً كبيراً من أهالي القرى المجاورة، لكونها أكثر القرى أمنا، ولأنها محطة للمتنقلين بين أقسام شمال سيناء والمسافرين من محافظات أخرى، ولكن صارت أكثر المناطق السيناوية دموية، وأصبح الباقون في القرية يبحثون عن مأوى وملاذ آمن بعد مذبحة الجمعة. قبيلة السواركة أغلب قرية الروضة تتبع قبيلة السواركة، وهي إحدى أكبر قبائل سيناء المنتشرة في ثلاث مدن هي بئر العبد، والعريش، والشيخ زويد. وبحسب مشاهدات من داخل القرية، فالمحال مغلقة، والحزن يخيم على جميع البيوت، وعيون الباقين من أهلها تبدو منكسرة، لا حديث إلا عن "مجزرة الجمعة". شاهد العيان روى تفاصيل الحادث قائلاً: "عقب بدء صلاة الجمعة، فوجئ المصلون في مسجد الروضة، بدوي انفجارات تبين أن مصدرها حرق سيارات كانت خارج المسجد، وتلاه إطلاق نار من مسلحين كان يقفون على الأبواب الثلاثة للمسجد". روايات متطابقة وطبقاً لروايات متطابقة، فإن الهجوم كان مزدوجاً، عبر دوي انفجارات خارج المسجد وإطلاق نار عشوائي داخله. عدد من أهالي القرية والقرى المجاورة، قاموا بتنظيف مسجد الروضة من دماء الضحايا وأعادوا فتحه، وبدأ يتوافد عليه أهالي القرية والمناطق المجاورة للعزاء. وقالت النيابة العامة في بيان لها: إن عناصر "تكفيرية" ترفع علم تنظيم "داعش الإرهابي" ويقدر عددها بين 25 إلى 30، أحرقوا 7 سيارات خارج المسجد، وفتحوا النيران على المصلين؛ ما أسفر "عن استشهاد 305 أشخاص من المصلين بينهم 27 طفلاً كانوا برفقة ذويهم وإصابة 128 آخرين". حكايات عن الضحايا مسجد الروضة يصلي فيه أغلب أبناء القرية، وتنتشر بين الأهالي حكايات عن الضحايا، من أبرزها حكاية عن طفل القرية الذي يظن أن والده من بين المصابين، رغم أنه دفن في وقت سابق في مقابر المزار التي لا تبعد كثيراً عن القرية. وحكايات عن الزوجة التي جاءت في طريقها لمدينة العريش من محافظة مجاورة وتركها زوجها مع الأطفال في السيارة بمقربة من المسجد، ليدخل لأداء صلاة الجمعة، قبل أن تعثر عليه بين القتلى. مقابر المزار ومشاهد مقابر المزار التابعة للقرية، التي شهدت عمليات دفن بمقابر جماعية ومنفردة لضحايا الهجوم، ويقول شهود عيان: إن من بين الضحايا أطفالاً تحت سن العاشرة، وطلاب جامعات، وكهولاً فوق الستين، وأسراً فقدت الجد والأبناء والأحفاد. وما بين المسجد ومقبرة المزار، تحدث أحد كبار شيوخ قبائل سيناء للأناضول متحفظا على ذكر اسمه، قائلاً: "الروضة أهلها طيبون ليس بهم شر أو عداء لأحد ولا يشهرون سلاحاً، وجُل من يسكنها من قبيلة السواركة". أحرقوا المجلس وأضاف "ما حدث أن هؤلاء الإرهابيين أحرقوا المجلس، وهو مكان كدار ضيافة قريب جداً من المسجد، ثم انتقلوا لينتقموا من المصلين الذين كان عددهم يزيد على 450 مصلياً، قبل أن يمطروهم بطلقات النيران من الأبواب الثلاثة للمسجد". وتابع "من الروايات المنقولة أن هناك أكثر من 20 طفلاً و15 كهلاً قُتلوا في الهجوم"، مستنكراً أن يتم الهجوم الأكبر في تاريخ مصر وسيناء تحت ذريعة أن المسجد يتبع الصوفيين. وأكد أن "هذا الهجوم لن يدفع القبائل للتحول إلى جيش ثانٍ يواجه الإرهاب، مشدداً على وجود جيش واحد فقط بسيناء هو الجيش المصري، وخلفه يقف كل السيناوية ضد الإرهابيين".اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook