الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«الهنوف» تكشف لـ«تواصل» قصة وصولها إلى العالمية باختراعات المكفوفين

برايل 1
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - هبة حجاب - خاص: كَشَفَت المخترعة السعودية الهنوف العبيشي لـ"تواصل" تفاصيل اختراعاتها لفئة المكفوفين، وهي عبارة عن "طاولة برايل"، و"غطاء للجوال"، والتي نالت عنهما عدداً من الجوائز، كان آخرها حصولها على ميدالية البالاتينيوم في معرض وارسو للاختراعات المقام في بولندا، ضمن تسعة مخترعين سعوديين وسعوديات حصدوا 21 ميدالية؛ نظير عشر اختراعات مسجلة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. وعبرت "الهنوف" عن سعادتها لأن جهدها تم تقديره بأعلى الجوائز، وَأَكَّدَت على دور والديها الكبير في الدعم المعنوي والمادي لها وتحفيزها على الاسْتِمْرَار في الابتكار، وكَشَفَت عن المعوقات التي تعرضت لها في بداية فكرتها، ونَصَحَت زملاءها بعدم الالتفات إلى المحبطين والمضي قدماً في تحقيق أفكارهم. وذَكَرَت "الهنوف" أن لديها طموح كبير، وأفكار كثيرة للاختراعات، دونتها وتأمل أن تتحول إلى واقع ملموس، مُشِيرَة إلى أن اختراعها القادم سيخدم فئة المكفوفين أَيْضَاً بإذن الله. "تواصل" أجرت مع المخترعة الهنوف هذا الحوار كَشَفَت من خلالها عن بداياتها مع الابتكار والاختراع، وطموحاتها المستقبلية ومشروعاتها لخدمة المكفوفين.. فإلى الحوار: * نريد نبذة مختصرة عن "الهنوف" الفائزة بالبالاتينيوم في معرض وارسو – الهنوف عبدالله العبيشي، طالبة في بجامعة الملك سعود بالرياض، تخصص الرياضيات الإكتوارية والمالية، عمري 21 عَامَاً مقيمة في الرياض، وأصلاً من منطقة القصيم. * كيف كانت بدايتك مع الاختراعات؟ – بدايتي عندما شَارَكَت في برامج موهبة بجامعة الأميرة نوره بنت عبدالرحمن، كنت في المرحلة الثانوية، وفي هذه المرحلة كَانُوا يُنَظّمون لقاءات مع الطالبات اللاتي يفزن، وكنت أتساءل متى أصبح مثلهن؟ وقام البرنامج بعمل زيارة لنا لجمعية المكفوفين، وتحاورنا مع أعضاء الجمعية وتعرفنا على مشاكلهم؛ وَمِنْ هُنَا كانت بداية فكرة اختراعي الأول. البداية الحقيقية مع الاختراعات كانت مع دخولي الجامعة، وقتها حضرت أُسْبُوع الابتكار في الإِمَارَات، وحضرت ورشات عمل ودورات بالمخترعين، بلورت فكرة اختراعي الأول. *ماذا ينقص فئة المكفوفين في المملكة وما هي أبرز احتياجاتهم في رأيك؟ – أكثر شيء ينقصهم التعليم؛ لِأنَّ الكتب الخَاصَّة بالمكفوفين محدودة وقليلة، ونحن المبصرين مثلاً عندما نبحث لدينا آلاف الكتب في الاقتصاد مثلاً وغيرها من العلوم، ولكن المكفوفين قد لا يكون عندهم سوى كتاب واحد مطبوع بلغة برايل. وأَيْضَاً قبول المكفوفين في الجامعات محدود؛ لِأنَّ تكلفة دراستهم عالية، فهم يَحْتَاجون كتب مخصوصة لهم، فهذا الابتكار يستطيع معه المكفوف قراءة الكتب العادية والأبحاث. * حدثينا عن اختراعاك الأول والجوائز التي حصلتي عليها – ابتكاري الأول كان غطاء لـ "الجوال" يحول الكلام للغة برايل، حيث يستطيع المكفوفون قراءة الكتب عن طريق الجوال. وشاركت بهذا الاختراع في اللقاء العلمي الثامن بجامعة الملك سعود، وحصلت على المركز الأول، وشاركت في "ايتكس" ماليزيا وحصلت على الميدالية الفضية، كما فزت بالميدالية الذهبية في مسابقة كوريا للمخترعين "كيوي" في كوريا الجنوبية. *من أين جاءت فكرة اختراعك الثَّانِي طاولة برايل؟ – الاختراع الثَّانِي، هو تطوير للاختراع الأول، حيث قررت تحويله لطاولة؛ نظراً لأن تعليمنا بالمملكة العَرَبِيّة السعودية، غير مدرج فيه الأجهزة الإِلِكْتُرُونِيّة بشكل كبير "الآيباد والجوال"، فقررت أن أوفر لهم شيئاً تقليدياً. "طاولة برايل"، سطحها مليء بالنتوءات، بها درج يضع فيه المكفوف الكتاب، ليتم عمل مسح ضوئي له، ويكون أمام المكفوف خياران إما أن الكتاب يقرأ له، أو يمثل بلغة برايل عبر النتوءات الموجودة، على سطح الطاولة وعلى حَسْبَ اختيار المكفوف تكون الترجمة. *ما هي أهم مميزات الابتكار وأي فئة يخدم؟ – الطاولة بها منفذ سماعات لاسلكية، ويمكن توصيلها بمكبر صوت، إذا كان هناك أكثر من شخص يستمع، وهي تستطع تحويل الكتب بأي لغة، والطاولة ممكن أن تطوى بسهولة لحملها في أَي مكان، وغطاء الجوال يمكن استخدامه في أوقات الانْتِظَار؛ لقراءة الكتب من الجوال. الاختراعان يخدمان فئة المكفوفين، ويمكن استخدامهما أَيْضَاً في رياض الأطفال؛ لتلاميذ الروضة الذين لا يستطيعون القراءة، ممكن أن يستفيدوا من الطاولة لقراءة القصص والحكايات المخصصة للأطفال مثلاً. *من ساعدك في الابتكار وقدم الدعم المادي والمعنوي وُصُولاً إلى النجاح؟ – موهبة كان لها الدور الكبير، خلال تنظيم الدورات والتدريب، وأُسْبُوع الابتكار في الإِمَارَات ساعدني كَثِيرَاً، وكذلك ساعدني الوالدان من خلال الدعم المعنوي والمالي، أما العمل كان بمفردي لم يشاركني أَي دكاترة أو أساتذة. *ما هي أهم الجوائز التي حصلتي عليها نظير اختراعاتك وما هو شعورك؟ – شَارَكَت بالابتكارين في وراسوا ببولندا، والحمد لله حصلت على بلاتينيوم أعلى ميدالية، وحصلت على ميدالية فضية عن ابتكاري الأول غطاء الجوال، كما حصلت على جائزة اتحاد المخترعين الماليزيين. للعلم أنا أسافر لبولندا، لأني حَالِيَّاً طالبة في الجامعة بالسنة الثالثة، ولكن حين علمت بتَسَلُّم الجائزة كان شعور لا يوصف، لأني بدأت بمفردي وعملت كل شيء بنفسي، لم يكن عندي فكرة كبيرة عن البرمجة، فقط كان لدي خلفية بسيطة من خلال الدراسة، وبدأت أبحث لأطور نفسي، والحمد لله لم تذهب جهودي سدى، وحصلت على ميدالية تستحق الجهد والمشقة والعمل. *ما هي العقبات التي واجهتك؟ – أكبر العقبات هي كوني طالبة جامعية، لا أستطيع حضور الدورات على هامش المعارض؛ بِسَبَبِ انتظامي في الجامعة ودراستي، ولا يخفى على إِحْدَى دُور هذه الدورات والورش في زيادة الثروة المعلوماتية للمبتكر. *هل حصلتي على براءة الاختراع في المملكة وهل هناك جهة تبنت الاختراع؟ – أودعت الطلب لمكتب البراءة السعودي؛ وَهُوَ الآن في مرحلة البحث الموضوعي، وفي انْتِظَار الحصول على البراءة إن شاء الله. لا توجد جهة تبنت الاختراع حتى الآن، ومَا زِلْت أبحث عن مستثمرين بنفسي للتواصل معهم. *ما هو طموحك ورؤيتك المستقبلية؟ – طموحي أن أدرس دبلوم اختراع وأكمل دراسات عليا، عندي ابتكارات تخص ذوي الاحتياجات الخَاصَّة، وسجلت العديد من الأفكار وفي انْتِظَار تحويلها لواقع إن شاء الله. *رسالة تريدين توجيهها لأقرانك عبر "تواصل"؟ – الابتكار شيء جديد على المجتمع، وطبيعي لن يتقبل الجميع ابتكارك، ونحن في عصر مليء بالاختراعات، قد يَأْتِيك تحطيم لفكرتك من خلال آراء واعتقاد بعض الناس، بقولهم مثلاً إننا وصلنا لمستوى أن كل الاختراعات حصلت وأنه لا يوجد جديد. ولقد تعرضت لتحطيم لمعنوياتي من أناس قَالُوا لي لا حاجة لاختراعك، وركزي في دراستك وفئة المكفوفين غير منسية، والتكنولوجيا تطورت، وأكيد هناك اختراعات لا تعرفين عنها، وقلت لهم إنني زرت بنفسي المكفوفين وهم محتاجون. في النهاية أقول لأي شخص طامح ولديه رؤى وأفكار مبتكرة: تمسك بفكرتك، وابحث عنها، وواصل وستجد الدعم بِإِذْنِ اللهِ.  . اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook