الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خطيب الحرم المكي: أكل الحرام يفسد العمل ويمنع القبول وينتهي بصاحبه إلى نار الجحيم

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

مكة المكرمة ـ واس:

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور "أسامة بن عبدالله خياط" المسلمين بتقوى الله عز وجل قائلا إن تقوى الله خير زاد السالكين وأفضل عدة السائلين إلى رب العالمين .

اضافة اعلان

وقال فضيلته - في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام اليوم الجمعة 21 جمادى الأولى 1433هـ -: إن حب المال والتعلق بطلبه والشغف بجمعه والحرص على تنميته ودوام العمل على حراسته من الغوائل، وكذا صيانته من الآفات مركوز في الفطر مستقر في العقول ومستحكم في النفوس. وفي بيان قوة هذا الحب وكمال هذا التعلق وتمام هذا الحرص جاء قوله تعالى: {وتحبون المال حبا جما}، وقوله عز اسمه في وصف الإنسان: {وانه لحب الخير لشديد}، وقول نبي الرحمة والهدى صلوات الله وسلامه عليه: "قلب الشيخ شاب على حب اثنتين حب العيش" أو قال "طول الحياة وحب المال".

وأضاف فضيلته: وقد كان هذا الحب الشديد جديرا بأن يذهب بصاحبه كل مذهب خليقا بأن يركبه كل مركب لبلوغ غايته في إصابة أوفى نصيب منه، غير أن الله تعالى لم يدعه وحيدا أمام سحر بريقه أسيرا لفتنته يخبط خبط عشواء في جمعه وإنفاقه بل أقام له معالم وحد له حدودا ورسم له طريق سير يفضي بسالكه إلى خير غاية وينتهي به إلى أكمل مقصود، وهو طريق دل عليه ما جاء في كتاب ربنا وسنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه من بينات في آيات محكمات وسنن واضحات، وفي الطليعة من ذلك جاء الثناء على المال الصالح يرزقه العبد الصالح المطيع لله المستقيم على أمره الحافظ لحدوده في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمرو نعم المال الصالح مع الرجل الصالح". وهو حديث بإسناد صحيح.

وتابع فضيلته: وإنما يكون صلاح هذا المال بحل أصله وطيب كسبه ومشروعية مصدره. وهذا يستلزم التنزه عن أكل الحرام الخبيث الذي يضر آكله بإثمه ويكون وبالا عليه، جاء في الحديث: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وان الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك".

وقال/ وهذه إشارة كما قال أهل العلم بالحديث إلى أنه لا يقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال وأن أكل الحرام يفسد العمل ويمنع القبول. والمراد أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال وبالعمل الصالح فمادام الأكل حلالا فالعمل صالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولا؟

وفسر فضيلته ذلك بالقول: ولذا كانت الصدقة بالمال الحرام مردودة غير مقبولة كما في الحديث: "لا يقبل الله صلاة من غير طهور ولا صدقة من غلول وهو الأخذ من الغنيمة قبل قسمتها على مستحقيها"، وفي الحديث: إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك ومن جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن فيه أجر وكان إصره عليه. وفي الحديث: "من اكتسب مالا من مأثم فوصل به رحمه أو تصدق به أو أنفقه في سبيل الله جمع ذلك كله جميعا فقذف في جهنم".

كما أورد فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط ما جاء في الحدي: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن عمره فيما أفناه وعن علمه في ما فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه"، وأن يعلم أن قليل المال الذي يكفيه خير له من كثير المال الذي يلهيه عن كل ما يصلح به أمره وتستقيم به حاله في دينه ودنياه . كما جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإنما قل وكفى خير مما كثر وألهى".

ودعا فضيلته المصلين إلى تقوى الله قائلا: اتقوا الله واذكروا أن السلف الصالح رضوان الله عليهم كان يشتد خوفهم على أنفسهم من قوله عز اسمه: {إنما يتقبل الله من المتقين} فخافوا أن لا يكونوا من المتقين الذين يتقبل منهم، هذا مع كمال تقواهم وتمام إخلاصهم لله وشدة تحريهم لمراضيه وأكلهم الحلال الطيب وتنزههم عن الخبيث الحرام.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook