الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

بالفيديو.. خطيب المسجد الحرام يحذِّر من 3 بدع في «عاشوراء»

DK4qm5NW0AA0gUV
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

استهل إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط خطبته بحمد الله والثناء عليه وقال: اتقوا الله عباد الله (واتقوا يَوْمَاً ترجعون فيه إلى الله)، ذلك اليوم الذي تبلى فيه السرائر، وتعلن المخبآت المكنونات في الصدور، يوم توضع موازين العدل، وتنشر صحف الأَعْمَال، ويحاسب فيه الخلائق على النقير والقطمير، قَالَ تعالى: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شَيْئَاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين).

اضافة اعلان

وأَضَافَ فضيلته: أن من دلائل سعة رحمة الله بعباده، وإرادته الخير بهم وعموم فضله عليهم تبدو جلية في تعدد وتنوع أبواب الخير التي تدلهم عليها، ووجه أنظارهم إليها بما أنزل عليهم من البينات والهدى في محكم كتابه، وبما جاءهم بها نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى صلوات الله وسلامه عليه في صحيح سنته، وما ثَبَتَ به النقل من هديه وسيرته.

وَأَبَانَ فضيلة الشيخ غزاوي أن من أعظم أبواب الخير أن يفتتح المسلم عامه الجديد بالصيام الذي تروض فيه النفس على كبح جماحها إزاء الشهوات المحرمة، والنزوات والشطحات، وتسمو به لبلوغ الكمالات الروحية، وتغدو به أقرب إلى كل خير يحبه الله ويرضاه، وأبعد عن كل شر حَذَّرَ منه ونهى عنه، عباد الله: إن للصيام في شهر الله المحرم مزية وفضلاً عظيماً أخبر عنه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه بقوله: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) أخرجه الإمام مسلم.

والصوم حين يقع في شهر حرام فإن الفضل يقترن فيه بالفضل فيتأكد بشرفه في ذاته، وبشرف زمانه، وإن أكَّدَ الصيام في هذا الشهر صوم يوم عاشوراء، ذلك اليوم الذي نصر الله فيه موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، على الطاغية فرعون الذي علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم حتى بلغ به الطغيان أن قال: (أنا ربكم الأعلى).

وأَوْضَحَ فضيلته أن هذا اليوم من أَيَّام الله التي جعل لها من الفضل العظيم ما ثَبَتَ في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة – رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - أن رجلاً سأل النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن صيام يوم عاشوراء فقال: (إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله). وفي الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحهما عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أنه سُئل عن صوم عاشوراء فقال: ما رأيت رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم (يعني يوم عاشوراء).

عباد الله: إن في هذا الجزاء الضافي والأجر العظيم لما يحفز الهمم ويستنهض العزائم إلى كمال الحرص على صيام هذا اليوم المبارك واغتنام فرصته؛ تأسياً بهذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وسيراً على طريق السلف الصالح رضوان الله عليهم، الذين كان طائفة منهم يصومون عاشوراء حتى في السفر، فخذوا بحظكم من هذا الخير وعظموا ما عظم الله من أَيَّام باتباع سنة خير الورى صلوات الله وسلامه عليه واقتفاء أثره والاهتداء بهديه، والحذر من الابتداع في دين الله ما لم يأذن به الله ولم يشرعه رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).

واستهل فضيلته خطبته الثَّانِية قَائِلاً: إن في صوم النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاشوراء، وفي صوم نبي الله موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ من قبله شكراً لله تعالى على ما من به من نصر موسى وقومه وإغراق فرعون وقومه دلالة بينة على أن الشكر لله رب العالمين على عموم نعمه وتتابع فضله ومزيد إحسانه إنما يكون بطاعته سبحانه والقيام بأمره ونهيه، فبذلك تستدام النعم، ويرجى المزيد الذي وعد الله به الشاكرين لأنعمه بقوله: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).

وحث فضيلة الشيخ خياط جموع المصلين على شكر نعم الله عَزَّ وَجَلَّ، والحذر من البدع والخرافات قَائِلاً: احرصوا على شكر المُنعم على نعمه بالعمل على مرضاته بطاعته وطاعة رسوله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبالحذر من كل دخيل مخترع لا أصل له في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومن ذلك الاكتحال في يوم عاشوراء والاختضاب والاغتسال فيه، فكل ما روي في ذلك موضوع لا يصح عن رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما بينه الإمام الحافظ ابن رجب وغيره.

واختتم فضيلته خطبته قَائِلاً: فاتقوا الله عباد الله، وصوموا مع يوم عاشوراء يَوْمَاً قبله أو يَوْمَاً بعده؛ فقد قَالَ النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

وقد ذكر الإمام ابن القيّم رَحِمَهُ اللَّهُ أن مراتب صومه ثلاث: أرفعها أن يصام يوم قبله ويوم بعده، وتليها أن يصام يوم قبله وعليه أكثر الأحاديث، والثالثة أن يصام عاشوراء وحده.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook