السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مسلمو الروهنجيا.. مقتل 3 آلاف خلال أيام ومطالب بالتحقيق في مجازر البوذيين

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
  • هجمات جيش ميانمار تَسَبَّبَت في تشريد أكثر من 100 ألف مسلم.
  • ظلم لا يطاق ومجازر وحالات اغتصاب وإحراق للمسلمين وهم أحياء.
  • تجاهل المجتمع الدولي شجع البوذيين على ارتكاب المزيد من المجازر.
  • مطالب بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مجازر وانتهاكات البوذيين.
اضافة اعلان

تواصل - فريق التحرير:

صنفت الأمم المتحدة في تقرير لها أقلية مسلمي "الروهينجيا" في بورما بأنها من الأقليات الأكثر اضطهاداً في العالم نظراً لما يتعرض له المسلمون هناك، من انتهاكات ومجازر من قبل البوذيين مُنْذُ سنوات؛ مِمَّا دفع الآلاف منهم إلى الهجرة في ظروف جد قاسية، كما غرق المئات منهم مع عائلاتهم في عرض البحر فراراً من القتل والتنكيل.

حيث أعلن المجلس الروهينجي الأوروبي، اليوم الاثْنَيْنِ، مَقْتَل ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مسلم، في الأيام الثلاثة الأخيرة، في هجمات للجيش الميانماري بإقليم أراكان.

مَقْتَل آلاف المسلمين خلال أيام:

مِنْ جِهَتِها أكدت المتحدثة باسم المجلس، الدكتورة أنيتا ستشوغ، أن "ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مسلم قتلوا، في الأيام الثلاثة الأخيرة، في هجمات للجيش الميانماري بالإقليم".

وأَضَافَت، اسْتِنَادَاً إلى المعلومات التي حَصَلَ عليها المجلس من نشطاء ومصادر محلية بالمنطقة، فإن هجمات الجيش تَسَبَّبَت أَيْضَاً في تشريد أكثر من 100 ألف مسلم.

وأوضحت أن نحو ألفي شخص عالقون على الحدود الميانمارية البنغالية، لافتة أن حكومة البلد الأخير أَغْلَقَت حدودها.

ووفق ستشوغ، فإن المجازر التي ارتكبها الجيش، في الأيام الأخيرة، بحق مسلمي أراكان، تفوق بكثير نظيرتها التي وقعت في 2012 وفي أكتوبر الماضي.

وذَكَرَت أن قرية "ساوغبارا" التابعة لمدينة راثيدوانغ وحدها، شهدت أمس الأحد، مَقْتَل ما بين 900 وألف مسلم، وأن طِفْلَاً واحداً فقط نجا من المجزرة.

حياة المئات في خطر:

كما أشارت إلى أن حياة مئات الأشْخَاص عُرْضَة للخطر في قريتي "أناوكبين" و"نياونغبينغي"، واللتين يحاصرهما سكان محليون من البوذيين، في ظل "تجاهل" الحكومة نداءات الاستغاثة من قبل أَهَالِي القريتين.

ودعت المتحدثة وهي أكاديمية في مجال الطب وتعمل بسويسرا، إلى ضرورة التحرك السريع للمنظمات الدَّوْلِيَّة، وعلى رأسها الأمم المتحدة، لـ "وقف المجازر في أراكان".

مطالب بتدخل أممي:

وفي هذا السياق طالب ناشط من مسلمي الروهينجيا، الأمم المتحدة بالتدخل بأسرع وقت لوقف المجازر المرتكبة من قبل القوات المسلحة التابعة لحكومة ميانمار، والرهبان البوذيين، بحق المسلمين في إقليم أراكان.

وقال الناشط الدكتور محمد أيوب خان، المقيم في تركيا، "هناك ظلم لا يطاق، ومجازر وحالات اغتصاب، وإحراق الناس وهم أحياء، تتم بشكل يومي".

وأَرْدَفَ أن الحكومة تمنع دخول الصحفيين الدوليين والمحليين، والمنظمات الإغاثية ومراقبي الأمم المتحدة، من دخول المنطقة.

ولفت إلى أن الحكومة استغلت قيام شبان بمهاجمة 3 مخافر حدودية، بعصي وسيوف وأسلحة مصنوعة يدوياً تطلق طلقة واحدة، بعدما ضاقوا ذرعاً بالظلم، عام 2016.

مجازر جماعية وقتل عشوائي:

وأَوْضَحَ خان أن الحكومة انتهزت هذه الحادثة، وأَغْلَقَت كافة مداخل ومخارج المنطقة، واقتحمت البلدات والقرى، ومارست القتل العشوائي دون تمييز.

ولفت إلى أن القوات الحُكُومِيّة حاصرت 28 قرية إِضَافِيَّة، ليلة 24 أغسطس الحالي، مستمدة الشجاعة من تجاهل المجتمع الدولي، و"عندما أبدى الأهالي مقاومة، بدأت القوات بارتكاب مجازر جماعية".

ومضى قَائِلاً: "نطلب من الأمم المتحدة، إِرْسَال قوة حفظ سلام إلى المنطقة بأسرع وقت للحيلولة دون المجازر هناك".

وَمُنْذُ 25 أغسطس، يشهد إقليم أراكان اشتباكات بين القوات الحُكُومِيّة الميانمارية ومسلحين، نَتَج عنها مَقْتَل 96 شَخْصَاً، حَسْبَ تقديرات حُكُومِيّة.

وانْدَلَعَت الاشتباكات بعد أن شَنّ مسلحون عِدَّة هجمات منتصف ليلة الخميس الماضي، اسْتَهْدَفت 26 موقعاً تابعاً لقوات الشرطة وشرطة الحدود، وقوات الأمن في ولاية أراكان، بِحَسَبِ الشرطة المحلية.

وتأتي الهجمات في أعقاب تسليم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي عنان تَقْرِيرَاً نِهَائِيّاً بِشَأْنِ تقصي الحقائق في أَعْمَال العنف ضد مسلمي الروهينجيا في ولاية أراكان إلى حكومة ميانمار.

وَمُنْذُ عام 2012، يشهد إقليم أراكان أَعْمَال عنف بين البوذيين والمسلمين؛ مَا تَسَبَّبَ بمَقْتَل مئات الأشخاص، وتشريد مئات الآلاف، وَفْقَ تقارير حقوقية دَوْلِيّة.

الهروب إلى المخيمات:

ولجأ عشرات الآلاف من مسلمي الروهينجيا إلى مخيمات لجوء داخل الإقليم، وفي بنغلاديش، فيما حاول مئات التوجه إلى دول مجاورة أخرى، مثل ماليزيا وإندونيسيا.

ويشكل المسلمون في ميانمار نحو 4.3% من إِجْمَالي عدد السكان، البالغ تعدادهم قرابة 51.5 مليوناً، بِحَسَبِ إحصاء رسمي لعام 2014.

وينحدر أغلب المسلمين في البلاد لأقلية الروهينجيا، التي يتركز وجودها بإقليم أراكان، الذي يعد أكثر أقاليم ميانمار فقراً.

وتعتبر الحكومة أقلية الروهينجيا "مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش"، بموجب قانون أقرته عام 1982، بينما تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم "الأقلية الدينية الأكثر اضطهاداً في العالم".

لجنة مستقلة للتحقق:

مِنْ جِهَتِه دَعَا رئيس منظمة "روهينجيا أراكان الوطنية"، نور الإسلام عمر حمزة، اليوم الاثْنَيْنِ، حكومة ميانمار إلى تنفيذ توصيات تقرير أممي حول العنف ضد مسلمي الروهينجيا في ولاية أراكان، وتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في المجازر المتواصلة بحقهم.

ورحّب نور الإسلام، بالتقرير النهائي بِشَأْنِ تقصي الحقائق في أَعْمَال العنف ضد مسلمي الروهينجيا في ولاية أراكان، والذي سلمه كوفي عنان مُؤخَّرَاً إلى الحكومة الميانمارية، وَفْقَاً للأناضول.

وقال نور الإسلام إن التقرير "استفز الزعماء البوذيين ونواب حزب أراكان الوطني ممن كَانُوا معارضين مُنْذُ البداية لتشكيل لجنة تقصي الحقائق برئاسة كوفي عنان".

ولفت إلى أن مظاهرات انتظمت، في 13 أغسطس الْجَارِي، بقيادة زعماء بوذيين في 15 مدينة بإقليم أراكان، اتهم خلالها المتظاهرون المنظمات الدَّوْلِيَّة، بما فيها الأمم المتحدة، بـ "التحيز لمسلمي الروهينجيا"، وطالبوها، تَبَعَاً لذلك، بمغادرة الإقليم.

ووفق نور الإسلام، فقد "تم تطويق العديد من قرى الروهينجيا، حيث تعرّضت تلك القرى لهجمات واعتقالات عشوائية".

وَتَابَعَ أن "القوات المسلحة احتجزت في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس الماضيين، جميع الذكور في قرية أوك نان (بإقليم أراكان)، ولم يتبق في القرية سوى الشيوخ والنساء والأطفال، حيث طوقت مِيلِيشِيات بوذية القرى بحماية الجيش، كما وقعت حالات اغتصاب".

وَأَكَّدَ نور الإسلام أَنَّ الجيش يواصل ارتكاب المجازر بحق مسلمي الروهينجا من خلال إِجْرَاء مداهمات للعديد من القرى.

فإلى متى هذا التواطؤ الدولي والصمت الرهيب حيال تلك المجازر والانتهاكات والممارسات التي يشيب لها الولدان؟ وإلى متى هذا الصمت من قبل المجتمع الدولي حيال عمليات القتل والانتهاك والاغتصاب وحرق المسلمين العزل في أراكان؟

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook