الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

لماذا انهزم الصهاينة.. وانتصرت غزة؟!

צה"ל מבצע שובו אחים  AFP
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – تقرير:

منذ الساعات الأولى لتوقيع وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، تبارى كثيرون في التشكيك بانتصار غزة، مبررين قولهم بارتقاء أكثر من ألفي شهيد، وعدم تحقيق مطالب المقاومة، وهدم الكثير من الأنفاق، التي تعتبر شريان الحياة للمقاومة وللقطاع المحاصر.

اضافة اعلان

وفي المقابل رأى آخرون أن عدم هزيمة المقاومة، وفشل الاحتلال في وقف الصواريخ، والنجاح في النص على فك حصار غزة أبرز الأدلة على انتصار المقاومة في غزة، فأي الفريقين أصح.

شهد شاهد من أهلها

جزء كبير من الإجابة تحويه الصحف العبرية، حيث أظهرت نتائج استطلاع للرأي نشرته صحيفة "هاآرتس" الثلاثاء الماضي، أنه خلال الأيام الأخيرة تراجعت شعبية رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو بشكل كبير ومفاجئ؛ وذلك نظراً لعدم رضا الصهاينة عن أدائه في كيفية التعامل مع الأحداث الأخيرة بقطاع غزة.

ووفقاً لنتائج الاستطلاع فإن 50% من الصهاينة قد أعربوا عن عدم رضاهم من أداء نتانياهو خلال الأيام الماضية في حربه على قطاع غزة، خاصة في ظل تزايد أعداد النازحين بمناطق غلاف قطاع غزة بسبب سقوط أعداد كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك النتيجة تظهر تراجعاً كبيراً في نسبة التأييد لرئيس الوزراء الذي حصل على نسبة تأييد بنحو 55% قبل أربعة أيام، في حين حصل على نسبة تأييد قبل نحو 3 أسابيع على نسبة 63%، أما مع بداية الحرب على قطاع غزة وخصوصاً مع دخول العملية البرية في القطاع فقد وصلت نسبة التأييد لأداء نتانياهو في أوساط الصهاينة إلى نحو 82%.

وفيما يتعلق بمعالجة الحكومة لمشكلة سكان محيط قطاع غزة فرأى 68% من الصهاينة أن معالجة المشكلة ليست بالمستوى المطلوب وغير جيدة، في حين يعتقد 24% أن حل المشكلة جيد.

حرب استنزاف

ونقلت صحف عن مسؤولين أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نجحت في جر الاحتلال لحرب استنزاف مستمرة منذ 50 يوماً ، دون المساس بقدراتها الصاروخية التي ما برحت تدك دولة الاحتلال.

ونقل موقع "واي نت" عن وزير الدفاع ورئيس الأركان الأسبق شاؤول موفاز قوله: إن معركة غزة طويلة، معترفاً بأن حماس جرّت الكيان إلى حرب استنزاف مستمرة منذ قرابة 50 يوماً.

وفي صحيفة هآرتس وصف الكاتب موشيه آرنس العدوان على قطاع غزة بأنه "حرب استنزاف خطيرة على إسرائيل"، مستبعداً أن يتمكن أحد من نزع سلاح حماس سواء كانت الأمم المتحدة أو مصر أو السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف أنه في بدء الأسبوع الثامن من عملية "الجرف الصامد" تتدهور العملية لتصبح حرب استنزاف، "فحماس تطلق في كل يوم مئات القذائف الصاروخية التي تهدف إلى إصابة السكان المدنيين في إسرائيل".

وسلطت صحيفة "هآرتس" الضوء على ما سمته قصور غلاف غزة وتعني بها المناطق المحيطة بالقطاع، موضحة أنه بعد نحو شهرين من القتال فإن سكان تلك التخوم "مرضوضون ومتعبون".

وأضافت: أنه عندما بدأت قذائف الهاون تسقط عليهم بوتيرة مضاعفة أبقتهم على مدى أيام كاملة في الغرف الأمنية وعلى مقربة منها، فقرر الكثيرون منهم الجلاء.

وتنقل الصحيفة عن ضابط وصفته بالكبير في سلاح الجو قوله: إن الجيش لا يملك القدرة في الوضع الحالي على منع سقوط القذائف الصاروخية في أراضي دولة الاحتلال.

وتناولت صحيفة "هآرتس" في تقرير آخر بإسهاب جهود الكيان في التسلح من عدة دول، إضافة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

ويشير فحص أجرته الصحيفة إلى أنه إضافة لما تشتريه من الولايات المتحدة من السلاح بأموال المساعدات الأمنية، فإن إسرائيل تشتري سلاحاً من دول الكتلة السوفيتية السابقة.

غزة لن تختفي

ونشرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية مقالاً للكاتب آري شبيط في 29 أغسطس حذر فيه من أنه: "إذا لم يوجد أمل لسكان غزة، فسيبقى ماضيهم وحاضرهم، أيضاً يطاردان مستقبل إسرائيل".

واعتبر الكاتب قطاع غزة فشلاً للحركة القومية اليهودية، التي هجَّرتهم عام 1948، وأشار إلى أن غزة قد تُردع "يوماً ما"، وقد تهدأ "بقدر ما"، لكنها لن تختفي، وتابع "الحرب الأخيرة على غزة أظهرت فشلاً خطيراً متعدد المستويات لإسرائيل".

وبدوره، قال الكاتب الصهيوني أمير أورن في "هآرتس" أيضاً في 29 أغسطس إنه "يجب على القيادة السياسية الإسرائيلية في أعلى المستويات أن تبدأ بالاستعداد للجولة العسكرية التالية، التي توقع أنه لن يتأخر مجيؤها".

وأضاف أنه في حرب الخمسين يوماً على غزة، "ابتلع الطرفان ضفادع، لكن الضفدع الإسرائيلي أكبر وأكثر تهييجاً للبطن"، موضحاً أن نتنياهو سيبذل جهداً كبيراً ليعرض نتيجة الحرب على أنها نصر، فإذا صدّق نفسه، فسيكون بذلك الوحيد في جيله تقريباً .

وفي تقرير منفصل آخر بالصحيفة ذاتها، قالت "هآرتس": إن وقف إطلاق النار في غزة مجرد بداية لعملية مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وتابعت الصحيفة: "تبين لإسرائيل للمرة الثالثة في العقد الأخير أنه لا تكفي قوتها العسكرية، كي تردع منظمات أضعف منها، وأن الإغلاق الوحشي لقطاع غزة، لا يثير العصيان المدني ضد حماس".

ومن جانبها، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن سكان المستوطنات المحاذية لغزة غضبهم من اتفاق وقف إطلاق النار، وتشكيكهم في صموده, وتحقيق الهدوء، ونسبت الصحيفة لرئيس بلدية أشكول الإسرائيلية إيتمار شمعوني قوله: "إن كل تنازل لحماس هو خضوع للإرهاب".

وأضاف: "سكان إسرائيل أرادوا أن يروا حسماً في هذه المعركة، لكن هذا لن يحصل، وأرادوا حماس مهزومة, وتستجدي التهدئة، لكن فعلياً إسرائيل هي من ركضت إلى المفاوضات".

وفي السياق ذاته، اعتبر الكاتب الصهيوني سيفر بلوتسكر في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن عملية: "الجرف الصامد"، ساعدت فقط على تقوية سلطة حماس في غزة، وأضاف أن: "التفسير الإسرائيلي الرائج لاتفاق وقف إطلاق النار، هو أن حماس منيت بضربة فظيعة، ولم تحصل على شيء، وهي ضعيفة كما لم تكن قط، وستضطر إلى التخلي عن حكمها لغزة، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومته خرجا من القتال منتصرين، لكن على العكس يرى الكاتب أن العملية هي بداية لنهاية فتح، إن لم تكن نهاية نهايتها".

وبدوره، قال الكاتب الصهيوني ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت": "إن حماس نالت المجد في الشارع الفلسطيني، وتبين للإسرائيليين، عدم القدرة على هزيمة منظمة صغيرة، وأن الحروب تتطلب أثماناً، والأهم أنه ليس لهم حكومة".

وفيما يتعلق بالصحف الغربية، ذكرت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية أن انتقاد نتنياهو بلغ أوجه عندما وجه حزب الوسط -أكبر شريك في الائتلاف الحاكم- انتقادات مبطنة بشأن احتمالات انهيار الحكومة، إن قدم نتنياهو تنازلات لحماس في الجولة الثانية للمفاوضات المقررة، بعد نحو شهر لمناقشة القضايا العالقة، وفق اتفاق وقف إطلاق النار.

صمود الضعيف انتصار

ومن الناحية العسكرية قال العميد صفوت الزيات، الخبير العسكري والإستراتيجي المصري: إن الكلمة الدارجة التي تقول: "إذا لم ينهزم الضعيف انتصر"، هي ما يجب تطبيقه على المقاومة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار.

وأوضح أن قياس نتائج الحروب لا تتأتى بكم القتلى واستهداف المنازل، قائلاً: إن قياس الأهداف تخلخل من قبل الجانب الصهيوني، وتساءل: "هل انتصرت إسرائيل؟ وهل حققت ما حاربت من أجله من استعادة الأمن والاستقرار لمواطنيها، بالتأكيد فشلت قوات الاحتلال في ذلك"، مشيراً إلى أن العديد من المستوطنين يرفضون العودة إلى منازلهم خوفاً من صواريخ المقاومة أثناء تظاهراتهم أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتابع أن المقاومة دخلت الحرب وهي تدرك أن هناك حصاراً ظالماً من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، والآن كسبت فك الحصار وفتح المعابر لتوفير الاحتياجات، بالرغم من المقابل الإنساني العالي من كم الشهداء والجرحى.

وأشار "الزيات" إلى أن شركة المقاولات الإسرائيلية آلة القتل والحرق التابعة لقوات الاحتلال، خسرت كثيراً؛ لأنها لم تقدر حجم المقاومة بشكل مدروس، كما أنها فوجئت بصواريخ المقاومة الحديثة، ووحدة صفوفها، لذلك ارتبكت وتقهقرت.

قضايا عالقة

وبعد ثبات وقف إطلاق النار لعدة أيام، وقرب الدخول في المفاوضات بالقاهرة حول القضايا العالقة، كشفت مصادر فلسطينية أن المفاوضات سوف تستمر لمدة شهر بين الطرفين للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.

وقال قياديون في حركة حماس: إنه لا تنازل عن مطالب المقاومة في الإفراج عن الأسرى، وإعادة بناء المطار المدني والميناء.

وقالت الحركة إنّ: "أي مشروع دولي يستهدف نزع سلاح المقاومة الفلسطينية ليس له أي قيمة"، وأوضح سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم الحركة في تصريح له، مساء اليوم السبت، أن: "أي مشروع دولي يستهدف نزع سلاح المقاومة ليس له قيمة"، مضيفاً: "لا قيمة لأي مشروع يستهدف نزع سلاح المقاومة؛ لأنه يتعارض مع القانون الدولي".

وأشار إلى أن المطلوب هو نزع سلاح جيش الاحتلال الصهيوني، ومنع الإدارة الأمريكية من تزويده بالسلاح الذي يستخدم في قتل الأطفال والنساء.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook