((أنتم هدية من السماء، حفظتُ كلماتكم وتوجيهاتكم في عقلي وقلبي، ليس لدينا مال كافٍ لاستشارات متخصصة، وجئتم لتعطونا النصائح مجانًا))
هذا ما قالته السيدة الستينية آنا سانشيز مُؤسِّسة (جمعية دفء وقهوة) في محافظة غرناطة وهي ترتجل كلمة بعد سماعها آراء أحد فرق التقييم في برنامج الزمالة الأوروبية العربية لإدارة المنظمات غير الربحية.
ولكي أُعطي فكرةً للقارئ الكريم، فبرنامج الزمالة الأوروبية العربية في إدارة المنظمات غير الربحية هو إحدى مبادرات مؤسسة الأميرة العنود بالشراكة مع المؤسسة الأوروبية العربية وجامعة غرناطة، ويهدف إلى تأهيل قادة في العمل الخيري والتنموي على المستوى المحلي والإقليمي.
هذه الزمالة التي خُتمت دورتها الثالثة قبل عدة أيام في حاضنة العرب بأوروبا غرناطة بني الأحمر في إقليم الأندلس بإسبانيا، واحتفت بتخريج 21 قائدًا تنمويًّا استطاعت مؤسسة الأميرة العنود الخيرية أن تصنع من خلاله فارقًا في التواصل الحضاري بين المملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا إذ ينتهي البرنامج التعليمي بزيارة لمدة عشرة أيام لمملكة إسبانيا يلتزم فيه الطلاب بتطبيق ما درسوه طيلة سبعة أشهر على إحدى الجمعيات والمنظمات الخيرية في إقليم الأندلس.
إن هذه الزمالة بجانب كونها فعلًا حضاريًا حقيقيًا مُحققةً التواصل الحضاري والثقافي بين الشعوب والأمم، هي البرنامج السعودي الوحيد الذي يجمع بين التعليم المنهجي بالتطبيق العملي المتخصص في عمل الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الربحية، وهو سبق وتفرد سيحفظه تاريخ العمل الخيري المحلي لهذه المؤسسة المباركة، ولفريقها المتألق بقيادة الدكتور المستبصر يوسف بن عثمان الحزيم.
إن العطايا الجمّة لهذه الزمالة عديدة، غير أن من أهمها في وجهة نظري هو ذاك الخليط المميز من الأساتذة الخبراء مُقدّمي الجزء النظري بجانب الممارسين التنمويين في ميدان العمل الإنساني في إسبانيا.
وبجانب هذا التواصل بين معارف الشمال ونهم الجنوب، استطاعت الزمالة أن تضيف لطلاّبها كثيرًا، وإنني أعتقد أنها ستكون علامة فارقة في تاريخ العمل الخيري السعودي، مساهمةً في نقله نحو التخصص والاحترافية.
مِزْوَد:
"لم تعد النوايا الحسنة وحدها قادرة على الصمود في عالم العمل الخيري اليوم المتجه نحو الاحتراف والتخصص".
أيمن الغامدي . باحث في العمل الخيري
