الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

القائد الملهم البكّاء «عمر بن الخطاب».. أول من جمع المسلمين على صلاة التراويح

عظامء
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - فريق التحرير: كان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه مِثَالاً للخليفة العادل، المؤمن المجاهد النقي الورع، القوي الأمين الذي لا يَخْشَى في الله لومة لائم، الحصن المنيع للأمة وعقيدتها، أحكم بقيادته صرح الأمة، وتوطدت في عهده دعائم الدولة الإسلامية، وتحققت تحت قيادته أعظم الانْتِصَارات والفتوحات، إنه الخليفة عمر بن الخطاب الذي قَالَ عنه رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لو كان بعدي نبيٌّ لكان عمر بن الخطاب). فمن منا لا يشعر بالعزة بمجرد سماع اسمه، حيث منزلته العظيمة ومكانته الرفيعة في الإسلام، كان الخليفة العادل الذي يؤدي الحقوق إلى أصحابها، قوياً في الحق، رحيماً بالفقراء والمساكين، وكان ذا شخصية مهيبة، ورغم ذلك كان سريع البكاء والخشوع بين يدي ربه، وصاحب فراسة نادرة وعجيبة. بشرى دعوة النبي لقد رأى فيه رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجولة وشهامة وقوة وفكراً وعقلاً فأراد أن يوجهه لخدمة الإسلام، حينها دَعَا الرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِلاً: (اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام أبو جهل)، فلبى الله دعوته بهدايته فكان إسلام عمر بن الخطاب عزاً للإسلام. ولد عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن كعب ابن لؤي بن فهر، بعد عام الفيل بـ 13 عاماً، وكان في الجاهلية تاجراً مشهوراً من أشراف قريش، وكان سفيراً لقريش في الحرب والسلم، والغريب أنه كان من أشد الناس عداوة لرسول الله؛ لدرجة أنه كان يعذب جارية بني مؤمل حتى اشتراها أبو بكر وأعتقها. نور الإِيمَان يضيء قلب عمر خرج عمر يسعى إلى رسول الله يريد قتله، بعدما هاجر المسلمون إلى الحبشة، فقابل صديقاً له، فلما علم عمر قَالَ له: "ألا تذهب لقتل أختك وزوجها سعيد بن زيد فقد أسلما"، فأسرع إليهما والغضب يكاد يذهب بعقله، فلما دخل عليها وكان عندها قوم يقرؤون القرآن فاختبأوا منه رعباً وخوفاً، فضرب شقيقته وزوجها فلما رأى الدم يسيل من وجه شقيقته أخذته الرأفة بها فقال لها: "أريني الصحيفة التي كانت معك" فرَفَضَتْ فاطمة بنت الخطاب أن تعطيها له حتى يتوضأ ويغتسل، ففعل فأعطته الصحيفة فتغير حال عمر حين قرأ القرآن. وأشرق نور الإِيمَان في قلب عمر حين قرأ القرآن، فأسلم عمر وأَعْلَنَ إسلامه، وذهب إلى أبى جهل وأخبره أنه تبع دين محمد، دين الحق، وكان إسلام عمر بعد إسلام حمزة عم الرسول بثلاثة أيام، وبإسلام حمزة وعمر أصبح المسلمون يجهرون بإسلامهم وصلاتهم. لو رأيتم فيّ اعوجاجاً فقوموني شهد الفاروق عمر بن الخطاب كل الغزوات مع رسول الله، وحين حضرت أبو بكر الوفاة، أَوْصَى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب، وكان عمر قد وضع دستوراً للناس كله عدل وصدق وأمان، فها هو يقول للناس: "إن الله قد ابتلاكم بي وابتلاني بكم، وأبقاني فيكم"، وأخبر الناس أنه سوف يحسن إِلَى من أحسن، ويعاقب من يسيء، وطلب منهم إذا رأوا فيه اعوجاجاً أن يقوموه، فقال له أحدهم: "والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناك بسيوفنا"، فلم يغضب عمر قَائِلاً: "الحمد لله الذي جعل في أمة محمد، من يقَوِّم عمر بسيفه". عدل عمر وحكمته في أحد الأيام أحضروا لعمر غلماناً قد سرقوا ناقة رجل، ورآهم عمر وأجسامهم ضئيلة وهزيلة، والبؤس بادٍ عليهم، ووجوههم صفراء، فأحضر سيدهم وَقَالَ له: "لقد كدت أعاقبهم لولا علمي أنك تجيعهم، فلما جاعوا سرقوا، ولن أعاقبهم بل أعاقبك أنت، وعليك أن تقوم بدفع ثمنها إلى الرجل"، وَقَالَ للغلمان "اذهبوا ولا تعودوا لمثل هذا مرة ثانية". الفاروق عمر وشهر رمضان قام بدور كبير لخدمة المسلمين في شهر رمضان، وظلت أَعْمَاله يُحتذى بها حتى وقتنا الحالي، فهو أول من قَامَ بجمع المسلمين على صلاة التراويح، فقد روى البخاري عن عبدالرحمن القاري قال: "خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان، فإذا الناس أوزاع – أَي يصلون جماعات جماعات – متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل – أَي أفضل وأقرب إِلَى الخير – ثم عزم فجمعهم على "أُبَىِّ بن كعب"، وأول من أدخل إنارة المساجد في شهر رمضان، وأول من جمع الناس على تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان، ولذلك فقد دَعَا له الإمام علي بن أبي طالب حين خرج في أول ليلة من رمضان، ورأى القناديل تزهر وكتاب الله يُتلى في المساجد فقال: "نور الله لك يا ابن الخطاب في قبرك، كما نورت مساجد الله بالقرآن". استشهاده رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وهكذا ظل عمر بن الخطاب يحكم بالعدل والإِنْصَاف عشر سنين ونصفاً، وعاش متقشفاً زاهداً حتى استُشهد في شهر ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وَهُوَ ابن ثلاث وستين سنة. عندما كان يصلي بالناس فاختبأ له غلام مـجوسي "من عبدة النار" يُسَمَّى أبو لؤلؤة وطعن عمر بخنجر، ولما قبض عليه أقدم على قتل نفسه.اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook