الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الدراما الخليجية.. احتراق واختراق!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

العالم يربط الإرهاب بالمسلمين.. لذا تجد أن الطفل الفلسطيني الذي يقذف الحجر في وجه الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح يعتبر إرهابياً.. بينما ذلك الجندي حمامة سلام.

اضافة اعلان

الفضائيات العربية "المدحدرة" تربط الإرهاب بأهل السنة!! ففي أعمالها الدرامية تنتقد حلقات التحفيظ القرآنية وأنها مفرخة للمتطرفين.. تنقم على الحجاب الإسلامي.. تمقت رجل الدين وتظهره بمظهر مضحك وصورة باهتة!

بينما نقد الثقافة الشيعية في الدراما العربية غائب عن المشهد.. لا يشار إلى حوزاتهم العلمية ولا إلى حسينياتهم.. ممنوع الاقتراب من رجال الدين في مذهبهم.. مع أن الإرهاب يحصل من المنتمين إلى المذهبين على حد سواء!

دراما رمضان التلفزيونية.. كعادتها كل عام.. تطل علينا بأعمال خديجة، وخاسرة فنياً، وفكرياً.. دراما القنوات التي تنتمي إلى السعودية تحمل في طياتها بشكل مباشر أو غير مباشر تشويه صورة المجتمع، وتشكل انطباعات سيئة لدى الآخرين عن التعليم،أو المرأة أو الفقه السلفي!

وكمثال على ما أقول.. تصوير حلقات تحفيظ القرآن بأنها تشبه الثكنات التي تخرج الإرهابيين للعالم.. فلم هذا الإصرار على الإساءة لهده الحلقات في الكثير من الأعمال، مع أنه ثبت في الواقع أن هذه الحلقات تخرج منها قراء على مستوى السعودية والعالم، وأن خريجيها حازوا الأوائل في التخصصات العلمية.. والأهم أنه لم يثبت حتى هذه اللحظة أن حلقات التحفيظ شريكة في الإرهاب!

الخليج في حرب عسكرية وفكرية مع إيران.. نجح بامتياز في الحرب العسكرية.. لكن في الدراما العربية أو الخليجية أخفقت في مواجهة التمدد الصفوي.. وباتت الدراما تروج للثقافة الإيرانية في مجتمعات أهل السنة.. فإيران لا تكف ليل نهار على ترويج أن داعش صناعة سعودية، وتحاول ربطها بالدعوة "الوهابية"! الدراما التي تبث من قنوات محسوبة علينا وعبر مسلسلاتها تشيطن وتدعشن المجتمع الخليجي.. مسلسل "غرابيب سود" يظهر أن "الخليجيات" – الكويتيات- مهووسات ولاهثات إلى "جهاد النكاح".. في الدراما تلقى أمنية المرأة الخليجية أن تسافر وتعبر الحدود لأجل أن تجاهد بالجنس!!! المشكلة أن المسلسل تم تصويره في لبنان.. والنساء المجاهدات خليجيات.. مع أن مصطلح "جهاد النكاح" عند البحث عنه أول ما أطلقته قناة إيرانية تبعها إعلام بشار الأسد في وصف أتباع الجيش الحر الذي انفصل عن الجيش السوري النظامي.. هذا المصطلح أطلق قبل وجود داعش والنصرة في المشهد السوري!! فلم يقل به عالم سني واحد.. وحتى لو قلنا إنه يستخدم في أبجديات داعش.. فنقد داعش تقتضي ألا أشوه صورة مجتمعي أو ديني.. وهذا التشويه يخدم إيران لأنه يدلل على صدق دعواها.. ويقدم دعاية لداعش قد تستهوي مرضى الشهوات والشبهات!

كثيرون تحدوا مسلسل "سيلفي" – وقناته- أن يشير ولو في ربع حلقة عن الإرهاب في العوامية الذي يستهدف رجال الأمن.. ولا تزال دراما قنواتنا غاضة الطرف عن جرائم الحشد الشعبي في العراق وسوريا.. وغابت أو – غُيبت- عن السفاح "بشار الأسد" وعن العمائم الصفوية ودورها في تخريب المنطقة وإذكاء فتنة الطائفية، أو الحديث عن أيدلوجية إيران الصفوية.

لم يا ترى التركيز فقط على جانب دون آخر وعلى ثقافة دون أخرى؟ فكما أن من السنة إرهابيين، في الشيعة إرهابيين.. وكما أن لدى الشيعة أخطاء، فعند السنة أخطاء.. لكن لم في الدراما لا نرى إلا نقد أهل السنة، دون الشيعة..؟

والسؤال الآخر هل نجحت إيران في اختراق الدراما العربية والنفوذ إليها؟ أنا أطرح هذا السؤال لسببين: الأول: الدراما الحالية تسوق وتخدم الفكر الصفوي في رؤيته للأحداث في المنطقة وفي أيدلوجيته. والثاني: عندما تتأمل الأسماء التي تحيط بالمسلسل الذي أشرت إليه ستجدها من الطائفة الأخرى؛ وهي طائفة متغلغلة في القنوات التي تنتسب إلينا!

يتوجه اللوم والعتاب على مالكي هذه القنوات.. فهم ينتمون إلى هذه البلاد، لكنهم خالفوا دستورها ونهجها في قنواتهم..

ولكم تحياااااتي

__________ • كاتب إعلامي

للتواصل تويتر: @alomary2008 إيميل: [email protected]

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook