الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

فقه الطريق

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

تحدثنا على مدار مقالين سابقين بِعُنْوَان: “جلباب أبي أم عباءة أمي؟!”، "القوة الخفية لدى الإنسان" عن قدرة الإِنْسَان على التغيير، والتغلب على الموروثات السلبية، وذكرنا بعض الإرشادات التي يحتاج إليها كل من أراد أن يسلك هذا السبيل. وها نحن في مقال أخير، نختم ببقية الإرشادات، وهي: رَابِعَاً: التدرج في ترك العادات السيئة: قد يكون من العسير على الشخص أن يغير كل العادات السلبية اللصيقة به، ولكن فقه الطريق يقتضى منك طول النفس، فتبدأ بخصلة يسير عليك تركها فتقوي فيك الإرادة على مواصلة الطريق، وهكذا، ويخشى من البدء بها كلها أن ينقطع بك الطريق، فالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى. وليكن في سيرة عمر بن عبدالعزيز لما ولي الخلافة الأُنْمُوذَج الذي يُحتذى... فقد دعاه ولده عبدالملك إلى حمل الناس على ترك ما اعتادوه من خصال مخالفة للسنن والهدي الرباني، في عهد سليمان بن عبدالملك وقال: يا أبت ما لك لا تنفذ في الأمور؟ فو الله لا أبالي في الحق لو غلت بي وبك القدور. فكانت إجابته الحكيمة: لا تعجل يا بني، فإن الله تعالى ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة، وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدعوه جملة وتكون فتنة.

اضافة اعلان

خَامِسَاً: إدراك العواقب السيئة المتولدة من الإصرار على العادات السيئة من أهم طرق التخلص من العادات السيئة إدراك الضرر الذي تسببه هذه العادة، ومقدار ما تخصمه من نجاحنا في الحياة. فإذا ما تذكرت كم من مرة خسرت بها صديقاً عزيزاً مخلصاً ووفياً جَرَّاء حالة الغضب السريعة التي تنتابك.. أو راجعت عدد من أسأت إليهم بغضبتك القوية.. وما دمرته من أثاث بيتك في نوبة الغضب هذه.. قد يكون ذلك وغيره مدعاة لِلَجْم هذه العادة السيئة. وهكذا تحتاج في كل مرة أن تتحدث فيها إلى نفسك مذكراً بالأضرار الشخصية والأدبية والمادية من جَرَّاء هذا السلوك، ومقدراً ما تخصمه من نجاحك.

سادساً: اصنع ظروفاً تساعدك اطرُد تَمَامَاً من حياتك عبارات الظروف أقوى مني، الظروف قهرتني، لا تستسلم واصنع ظروفاً جديدة، مساعدة لما تريده ثُمَّ زج بنفسك فيها.. وكثيرة هي قصص الناجحين الذين لم يستسلموا لظروف القاسية، وإنما واجهوها بصناعة ظروف جديدة.. فهب أنك تخشى مواجهة الناس، وتشعر بالرهبة من تلك اللحظة، فليس الحل بأن تغلق عليك بابك وتركن إلى الانطواء والعزلة، ولكن ما الذي يمنعك من أن تسعى لبناء علاقات محدودة بداية مع زملاء العمل، أو الأقارب، ممن تتلمس فيهم حسن السمت والقبول.. إذا كنت مُحرجاً من الحديث أمام الجمهور، وترى ذلك عبئاً ثقيلاً لماذا لا تستغل مناسبة عائلية، وتعود نفسك على مقابلة الجمهور الصغير بداية، وإلقاء كلمة موجزة سبق إعدادها بصورة مرضية لك؟.. فالعلم بالتعلم والحلم بالتحلم..

وَأَخِيرَاً نقول: إنه من الحقائق الثابتة التي يجب أن تقتنع بها أنه لم يفت الأوان أمام تحقيق أحلامك في التخلص من عاداتك السيئة، فبادر وأشعل فتيل الإرادة.. لا تستسلم ولا تتراجع بل تابع طريقك، قد تغير طريقة الوصول.. ولكن لا تقطع الهدف ولا تيأس..

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook