الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

جلسات معرض الكتاب الثقافية بحائل تناقش مستقبل الكتاب وواقع الإعلام الرقمي

WhatsApp Image 2017-05-01 at 5.53.48 PM
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - سعود الرفاع:

انطلقت أمس الاثنين، أولى جلسات الفعاليات الثقافية لمعرض الكتاب الخامس في جامعة حائل، والذي يقام في الفترة م4 – 8 شعبان 1438 هـ، وقدم الجلسة الأولى الكاتب والإعلامي حمد بن عبدالله القاضي بورقة كان عنوانها "الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي"، طرح القاضي في بداية حديثه عدة تساؤلات، هل تبقى الثقافة الورقية بعد انتشار الثقافة الرقمية؟ هل يبقى الكتاب المطبوع في ظل منتجات التقنية الحديثة؟

اضافة اعلان

وأوضح القاضي، أن الكتاب المطبوع يحتفظ بمكانته من خلال عشق المعرفة لدى الأسلاف وحبهم للقراءة، وما نراه من كتب في التراث والإنتاج الأدبي، فالكتب مستودع معارفهم ومسيرة أيامهم، والمؤرخ ياقوت الحموي عاش حياته ووجد ميتاً داخل مكتبته، ثم تحدث عن الحسرة التي يراها عشاق الكتاب عندما يرون هوان الكتاب وإعراض الناس عنه وجفائهم له، ثم طرح تساؤلا حول الكتاب المطبوع لماذا يبقى؟

ويرى القاضي الإجابة من وجهة نظره أن الكتابة هي الحقيقة الأبقى، مستشهدا بقول الله عز وجل (وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حتى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ)، ويقول إن القراءة متعة لا يدركها إلا من عشق الكتب، فقال الشاعر محمد بن عثيمين شاعر الملك عبدالعزيز رحمه الله "جعلت سميري حين عز مسامري.. دفاتر أملتها العقول النوابغ"، ثم أوضح أن القراءة تؤثر على رؤية الإنسان للحياة واستلهام تجارب الآخرين للاستفادة منها في اتخاذ القرارات ومواجهة الحياة.

وأشار إلى أن المنتج الثقافي السعودي يمثل بلد حضاري ثقافي فقال الشاعر السعودي غازي القصيبي "نفطاً يقولُ الناس عن وطني.. ما أنصفوا وطني هو المجدُ"، وقال إنه لا يوجد تعارض بين ثقافة الكتاب المقروء والثقافة الإلكترونية، فالعلاقة تكاملية، والمهم انتشار الثقافة والقراءة، وعندما نبحث عن معلومة نستعين بالمواقع الإلكترونية التي غالباً تفتقد المصداقية، لكن عندما نريد كتابة بحث فلابد من الرجوع للكتاب لثقتنا بصحة معلومات المؤلف، ولأن الباحث يتحمل مسؤولية صحة نقلها.

وفي الجلسة الثانية التي قدمها الدكتور محمد التويجري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحملت عنوان "وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها في تشكل شخصية الشاب"، بدأها مؤيداً لما ذكره القاضي حول أهمية الكتاب الورقي وكيف أن هذا الكتاب تأثر بالثورة الإلكترونية الحديثة وكيف امتلأ الفضاء بوسائل التواصل الاجتماعي الإلكتروني، وكيف تؤثر هذه الوسائل على تشكيل شخصية الإنسان؟

واستعرض التويجري بعض الإحصاءات الجديدة المتعلقة بموضوع الدراسة في المجتمع السعودي، منها دراسة قامت بها  شركة "جلوبل" كانت حول استخدام السعوديين للإنترنت، وتقول نتائج الدراسة إن السعوديين سجلوا أعلى نسبة نمو عالمياً من حيث عدد مستخدمي الإنترنت، وأن استخدام موقع التواصل تويتر يصل إلى أكثر من 3 مليون مستخدم وهذا يوازي 12 % من عدد سكان المملكة العربية السعودية، وهناك 90 % من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي يقعون بين المرحلة العمرية 16 و35 عاما، وأن عدد المستخدمين من الإناث تفوق على عدد المستخدمين من الرجال.

ثم ربط التويجري بين نتائج الدراسة وبين موضوع المحاضرة، موضحاً بأن وسائل التواصل الاجتماعي تيسّر التواصل بين الناس وتختصر الوقت والمسافة وتساعد على تبادل الثقافات، ولكن المشكلة تكمن في أنه لا يوجد ضوابط ومعايير في هذه الوسائل الإلكترونية تتوافق مع المحددات الأساسية التي تحكم سلوك الإنسان في أي مجتمع وهي المحدد الديني، المحدد الثقافي أي العادات والتقاليد والمبادئ، والمحدد النظامي أو القانوني، وحينما يتقاطع سلوك الإنسان مع أي من هذه المحددات الثلاثة هنا يكمن الخلل و يختل التوازن و يبدأ السلوك بالانحراف عن مساره الصحيح، وتحدث التويجري في ختام ورقته عن أهم الدوافع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تتشكل شخصية الشباب متأثرة بها وكيف تنعكس على القيم و المبادئ والأفكار.

وكان ختام جلسات اليوم الأول للبرنامج الثقافي مع الدكتور خالد الحليبي عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الأحساء، ومدير معهد التنمية في الأحساء، الذي قدم محاضرة بعنوان "محدد الهدف، ومتميز الإنجاز"، تساءل في بداية ورقته عن كيفية تحقيق رؤيتنا الوطنية لعام 2030، إن لم نكن نملك رؤية ورسالة وأهداف محددة؟ وقال إنه لا بد أن يكون لدى كل فرد منا رؤية واضحة لأهدافه التي يريد تحقيقها، ولابد أن نتعلم كيف نحقق أهدافنا الدقيقة الخاصة حتى نتمكن من تحقيق أهدافنا العامة في المجتمع،  وأن نغرس هذه القيمة في نفوس أبنائنا ونعلمهم كيف يحددون أهدافهم حتى يصلوا إليها.

كما استعرض الحليبي من خلال ورقته أهم دوافع التميز، وهي التحصيل والرغبة في التحدي، الاندفاع والإيجابية، احترام الذات ومرونة التفكير، وختاماً ذكّر الحليبي بعدد من أسرار التميز منها أن تعمل ما تحب، وأن تكون صادقاً مخلصاً، مشيرا إلى أن هناك خطوات تقودنا إلى التميز منها الاتزان الروحي، والأخلاق والقيم، الانتماء، الإحساس بالمسؤولية والتخطيط والفعل الاستراتيجي والمهارة المتكاملة، وأخيراً الالتزام والاستمرار فيما نفعل ونداوم عليه بلا توقف.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook