تواصل ـ وكالات:

قال نواف عبيد، الزائر لمشاريع الاستخبارات والدِّفَاع في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لجامعة "هارفارد"، والمستشار الخاص لسفير المملكة في بريطانيا، إنه سيكون من المفيد للحكومة الأمريكية، النظر إلى برنامج مكافحة الإرهاب في السعودية؛ إِذْ أحبطت خلال العقد الماضي، هذه الحملة الناجحة على الإرهاب عَدَدَاً كَبِيرَاً من الهجمات المحتملة، وأنقذت آلاف الأرواح، وذلك في أطار تعليقه على قرار الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الشهر بإسقاط "أم القنابل" (أقوى قنبلة غير نووية) على معقل لتنظيم "داعش" في أفغانستان؛ لتنفيذ تعهد حملة انتخاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتدمير الجماعة الإرهابية.

وأَشَارَ عبيد إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ـ حَفِظَهُ اللَّهُ، طوَّر برنامج مكافحة الإرهاب على مدى العقدين الماضيين.

وأَوْضَحَ، أن البرنامج مزيج من التكتيكات شبه العسكرية الهجومية والمنظمة التي تعمل بالاقتران مع تحالفات استخباراتية قائمة على التعاون العالمي، ومبادرات ابتكارية ضد التطرف، أثبت فعاليته العالية، وأن محوره هو فلسفة أن قوة النيران وحدها لا تكفي، يجب على الحكومة كسب المعركة العلنية ضد تفسيرات تنظيم"داعش" و"القاعدة" الخاطئة للاسلام، وَفْقَاً لـ"سي إن إن".

وأدى هذا التفكير الاستراتيجي إلى مختلف المبادرات "اللينة" لمكافحة الإرهاب مِنْ قِبَلِ مختلف الوكالات الحكومية السعودية، بما في ذلك مشروع تم تنفيذه مُؤخَّرَاً مِنْ قِبَلِ وزارتي العدل والشؤون الإسلامية في السعودية، حيث يقوم نشطاء بمكافحة الخطابات الإرهابية والتجنيد عبر الإنترنت.

وأَضَافَ عبيد: ولَّدت هذه الأساليب نهجاً قويّاً وذكيّاً للتعامل مع الإرهاب، يسلط الضوء على الاعتراض الاستباقي للهجمات الإرهابية في المستقبل مِنْ قِبَلِ قوات الأمن في المملكة، فعلى سبيل المثال، يجري إطلاق برنامج جديد لأمن الحدود يغطي 900 كيلومتر من الحدود الشمالية للمملكة مع العراق؛ لمنع تسلل العناصر الارهابية من تنظيم "داعش".

وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة السعودية جعلت من دعم "داعش" و"القاعدة" جريمة يعاقب عليها القانون، وعرقلة كل الدعم - بما في ذلك التمويل - من داخل المملكة.

وقال: إن هذه الضوابط الصارمة أجبرت تنظيم "داعش" وتنظيم "القاعدة" على التمويل الذاتي من مصادر إيرانية وسورية وعراقية وغيرها ؛ وبالتَّالي أصبح استهداف مصادر التمويل هذه هدفاً رَئِيسِيّاً للبرنامج السعودي لمكافحة الإرهاب.