الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مفكرون سعوديون.. بمعايير عالمية

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

تصدر بين حين وآخر من مراكز فكرية عالمية مختلفة قائمة بأفضل 100 مفكر في العالم، ولا نجد من بين هؤلاء سعودياً واحداً، على الرغم وجود من هو مرشح وبكفاءة عالية ليكون من هؤلاء المفكرين العالميين!!

اضافة اعلان

وكنت قد كتبت ذات مرة مقالاً عن هذا الموضوع قبل ما يقارب 10 سنوات، ذكرت فيه أن عدم وجود مفكرين ومثقفين سعوديين قادرين على الحضور العالمي في المجالات السياسية والفكرية والثقافية ليس سببه تفوق الغير علينا، وإنما بسبب إهمال واضح لصناعة المفكر السعودي بمعايير "العالمية". فليس أكثر منا تناسياً أو تجاهلاً لدور المفكر والمثقف، بل وربما تحجيم دوره والتقليل من أثره، وبخاصة المفكر المستقل. ولا نعجب إن سمعنا من وسائل الإعلام أننا ننفق ملايين الدولارات على تطوير (كرسي للدراسات الفلانية) في الجامعات الغربية أو الشرقية، أو دعم شخصي لقسم أكاديمي في مركز أبحاث أجنبي بينما نتجاهل دعم المفكرين والمبدعين ونغفل عن تأسيس مراكز للدراسات الفكرية في بيئتنا المحلية، ومن ذلك- مثلاً- إلغاء بدل التميز عن أساتذة الجامعات الحاصلين على جوائز عالمية على الرغم من رمزية هذا البدل مقارنة بحجم الإنجاز!! وكم من مفكر مبدع قُتل معنوياً أو مادياً لسبب أو لآخر، فكيف نرجو أن يكون لدينا مفكرون عالميون؟!

قد توجد الكوادر السعودية ذات العقول والمواهب المؤهلة للانتشار العالمي - وهي بالفعل موجودة - لكن إمكاناتها المادية تقصر دون بلوغ هذا الأمل بسبب عدم قدرتها على إيصال نتاجها العلمي أو الفكري أو الثقافي إلى العالم بلغاته المختلفة. فأين الدعم الحكومي أو الخاص الذي يمكّن لهذه العقول في ساحة الفكر العالمي من خلال تمويل برامج ترجمة نتاجنا الفكري والثقافي إلى الآخر من خلال الأفراد أو المؤسسات؟

إننا لا نزال نتصدر قائمة الدول المانحة للبلدان المنكوبة بالكوارث والزلازل والفقر وغيرها (وهذا جميل ورائع وواجب إسلامي وعمل إنساني نبيل)، ولا نزال نقدم الدعم المنظور وغير المنظور لحكومات وأفراد ومراكز دراسات ووسائل إعلام ولا نجد في بلادنا مركزاً واحداً للدراسات الفكرية يكون في قائمة مراكز الدراسات العالمية المعتبرة من حيث الإنتاج‏ أو التأثير!!

أليس هذا باعث إحباط للمفكر والمثقف؟

صراع اليوم هو صراع معرفة وفكر ومعلومة، والدولة التي لا تحسن تقديم مفكريها ومثقفيها إلى الآخرين بلغاتهم، وتقدم لهم العون المادي والتشجيع المعنوي، فإنها ستبقى في مؤخرة الركب الحضاري.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook