الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«روائح المطاعم.. مزكمة وقاتلة!»

علي بطيح العمري
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

في كل صورة فساد تنقلها إلينا وسائل الإعلام الجديد لعمال المطاعم أضع يدي على قلبي.. وأقول: "حليلنا" كم نحن مساكين، بعد أن صرنا هدفاً لعمال المطاعم.. عودونا على الأكل الجاهز وشفطوا جيوبنا، وعطلَّوا مطابخنا التي فصلَّنا دواليبها، وشرينا أجهزتها بالآلاف!.. وفوق ذلك يدسون لنا السم في غذائهم..!

اضافة اعلان

تتعدد صور فساد الغذاء، ما بين خبز وسلطة وكنافة مخلوطة "بتفلة".. وآيس كريم محضر بنكهة "الحمامات"، ومندي "شاه" ميتة.. ومقلقل بلحوم الحمير والكلاب، وكبسة بلحوم مكشوفة وملوثة، وزيوت مسرطنة... هذه الصور والفيديوهات فاحت منها روائح المطاعم، وكَشَفَتْ ما يدور خلف كواليسها، فهي تبين أن خلف هذه الكواليس عمالة متمرسة على غشنا واستهداف صحتنا، وما خفي أعظم مما نقلته الكاميرات إلينا.. لم تعد روائح المطاعم مزكمة فقط، بل باتت مميتة وقاتلة!

ما رأيناه وما سنراه ما هو إلا "رأس جبل الجليد"، لقضية تشكل خطاً أحمرَ، وهي حرب موجهة من عمالة لا ترقب فينا إِلّاً ولا ذمة، هدفها جمع المال بأي طريقة كانت ولو على حساب إتلاف صحة الناس.. يجب أن تعالج هذه القضية بخطة حازمة، فهذه المطاعم تحتاج إلى مراقبة دقيقة وحملات تفتيشية صارمة لا تكتفي فقط بغرامة زهيدة.. وبعض المغردين يقترح إيجاد كاميرات مراقبة لإعداد الغذاء ومراقبة من يقوم عليه.. كما نحتاج إلى إيجاد عقوبات تتناسب مع فظاعة الجرم، وإعلانها لتكون رادعة لكل من يقترف هذه الجريمة.

قبل مدة كَشَفَتْ دراسة حديثة قُدِّمت لوزارة الشؤون البلدية تنص على عدم صلاحية 92% من المطاعم في السعودية بمختلف المناطق؛ بسبب إهمال النظافة والاعتماد على عمالة غير مدربة.. وهي نسبة مهولة وتحتاج منا وقفات ووقفات.

وفي المقابل الذي نطالب فيه بمراقبة المطاعم وما يدور خلف دهاليزها، وسن عقوبات صارمة.. لا ننسى أن الحل النهائي والأمثل لمواجهة فساد المطاعم تقع على عاتقنا، وتعتمد على وعينا، فهذه الدراسات واللقطات نذير صارخ يقول لنا: يا عالم ويا ناس "صحصحوا" من غفوتكم، وكفوا عن ارتياد المطاعم، ولتكن لحالات الضرورات القصوى.. ففي بيوتنا ما هو أجمل وألذ من تلكم المطاعم، وفي مطابخنا الأكل المضمون والنظيف.. فهل تُفيق ضمائرنا بعد هذه المشاهد البشعة والصور المقززة للمطاعم؟ أم سنظل في غفوتنا وعندها لن نصحوا إلا بأمراض تهز أبداننا، وتنهش صحتنا وعافيتنا؟!!

ولكم تحياتي

  • كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: [email protected]

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook